بعض الشباب حاولوا كسر أبواب الفيللا لفتحها وسط اعتراض آخرين..وفجأة اندلعت مشادة بين الطرفين,لم أكن أعلم أني سأكون شاهدة على واقعة حرق مقر حملة المرشح الرئاسي أحمد شفيق بالدقي أمس، لكن اللحظات العصيبة التي عشتها، وسط الأحداث جعلتني كذلك، حيث كنت هناك قبل وصول مسيرة الشباب الغاضب وإشعال النيران في المقر، منذ اتصل بي زملائي في الميدان يخبرونني بأن مسيرة طلعت حرب انقسمت،وأعلن بعض المشاركين فيها عزمهم التوجه إلى مقر حملة شفيق في الدقي.وعلى الفور ذهبت مسرعة إلى مقر الحملة،لأجده مغلقا فجلست حوالى نصف ساعة في انتظار قدوم المسيرة الغاضبة،وفي أثناء ذلك حضر زميلي المحرر عدنان, بمجرد وصولي للمقر لاحظت أن هناك حالة من الارتباك داخل شارع الكاتب الذي يوجد به مقر حملة شفيق،ورأيت تحركا من قبل الأمن الموجود أمام السفارة الهولندية،ووقف مجموعة من الأشخاص بالقرب من مقر الحملة،وعندما كان يأتي أحد بالقرب من المقر يقولون له:المقر مقفول ومن وقت لآخر يأتي إلي شخص ويقول لي يا استاذة .. المقر مقفول, وصلت المسيرة،وكان المتظاهرون يحملون لافتة مكتوب عليها"لم ننكسر وعدنا لننتصر" كانت تلك هي اللافتة التي يحملها المتظاهرون الغاضبون القادمون باتجاه مقر حملة أحمد شفيق في الدقي،وسط زئير العشرات منهم بهتاف الحرامي أهو توقف الهتاف للحظات وسط همهمات المتظاهرين الذين تشككوا لدقائق في حقيقة أن الفيللا الموجودة بشارع الكاتب هي نفسها مقر حملة شفيق،وعندما تأكدوا أن الفيللا هي نفسها المقر،قفز عدد منهم أعلى سور الفيللا، بينما كان هناك آخرون يكسرون بوابات الفيللا بغرض فتحها،وسط اعتراض من بعض الشباب داخل المسيرة، مما تسبب في حدوث مشادة بين الطرفين.وأخيرا تمكن المقتحمون من دخول الفيللا وإحضار أوراق كثيرة من داخل مخزن المقر،مثل بطاقات يوجد عليها صورة شفيق ورمزه الانتخابي،مكتوب عليها اسم الناخب ورقم لجنته،وألقوها في الشارع. حاول زميلى عدنان المصور بالجريدة تصوير تلك الأحداث،لكن البعض منعوه قائلين بلاش كاميرا ..محدش يصور، وبعد مرور دقائق قلت لعدنان تعال ندخل المقر ونصور بالداخل, بالفعل دخلت أنا وعدنان،وقابلنا أحد الأشخاص أثناء الدخول،وقال لعدنان بلاش تخش من جوه تعالى صور من هنا، وبالفعل أحضر برميلا كبيرا أزرق اللون ووضعه أسفل شباك بالفيللا، وصعدنا عليه أنا ثم عدنان، لنشاهد كل شيء يتم تكسيره داخل أحد حجرات الفيللا . نزلت وقلت لعدنان:لازم ندخل من جوه عشان نصور ونشوف بأعينينا كل حاجة,دخلنا بالفعل وفي تلك الأثناء وجدنا بعض الشباب قد بدأوا في إضرام النيران بالمخزن،ثم دخلنا من باب الفيللا،لنجد كل شيء تم تكسيره،حتى إننى وجدت نفسي أمشى على زجاج مكسور،وفي تلك الأثناء وجدت شبابا ملثما قال أحدهم لي غطى وشك، فسألته ليه أغطى وشي.. أنا صحفية،وده شغلي، بعدها لاحظت أنهم يشعلون النار في ستائر الفيللا، وفجأة صرخ أحدهم في وجهي أجرى بسرعة.. عشان الأمن جه،أسرعت بالخروج أنا وعدنان،ووقفنا في ميدان فيني المطلة عليه الفيللا، وبالفعل حضرت قوات من الشرطة يقودها عدد من اللواءات. في تلك الأثناء،كان أحد أنصار شفيق يتصل بالهاتف،وسمعته يقول الفيللا بها غاز طبيعي وده ممكن يفجر المنطقة كلها،وظهر آخر يستنجد بالأمن يقول صارخا: يا باشا أرجوك اتصل بالمطافي..أبوس إيدك الفيللا هتنفجر، فرد عليه قائلا: قولنالك .. اتصلنا. في هذا الوقت اختفى كل المتظاهرين فجأة من ميدان فيني الذي تطل عليه الفيللا،وفجأة تعالت الصيحات ووقعت مشادة بين بعض الشباب لم نعرف سببها،لكننا اكتشفنا أن هناك بعض الأشخاص الذين يرتدون الزي المدني يمسكون بشاب ويضربونه ثم وضعوه في سيارة ملاكي لم نعرف إلى أين ذهبت. شعر عدنان بالقلق وقال لى يالا نمشى .. كده الوضع خطير فقلت له خلينا بس نستنى لحد عربية المطافي ماتيجى،بعد قليل شعرت بأن الوضع فعلا خطير،وأنه يجب علينا أن نرحل بسرعة. عندما بدأنا التحرك مسرعين للخروج من ميدان فيني،سمعت شخصا يناديني قائلا :يا دندونة، فشعرت أنا وعدنان للوهلة الأولى أنه يعرفنى فتوقفنا،واقترب منا مسرعا وهو يقول :استنى يا دندونة ...دا إنت في الليلة دي من أولها، وفجأة،تجمع حولنا عدد كبير من الشباب، وفي لحظات،وجدت عدنان يتعرض للضرب المبرح من بعضهم،والبعض الآخر يحاول الإمساك بي. في تلك الأثناء ظهر رجل حاول حمايتي منهم،وقال لى روحى انت وسيبيه، ترددت للحظات ما بين خوفي على عدنان،وشعوري بأنني لا استطيع تركه،وكان خياري أن أرحل،لكن قبل أن أغادر المكان،تجمعوا مرة أخرى تجاهي،وكان عددهم كبيرا،وقال أحدهم دى مستحيل تمشي،فقام رجل المباحث الذي عرفت بعد ذلك أنه يدعي عبد الحليم بالإمساك بي,بغرض حمايتى منهم,وقال لهم محدش يمسكها أنا همسكها لو عاوزين تمسكوا,امسكوا في أنا, فقلت له :أرجوك أنا صحفية,ابعدنى عنهم,وأنا هجاوبك على اى سؤال تسأله.. بس بلاش تخليهم ملتفين حولي كده, رد وقال متخفيش أنا معاكي. بعض المحيطين بي من الشباب،قاموا بسبي وركلي وآخر ضربني بقدمه في بطني،فى وسط كل هذا لم استطع التركيز، لأنى خائفة من سيناريو أسود ينتظرني. عبد الحليم حاول بكل ما أوتي من قوة إبعادهم عني،وقال لهم أنا هوديها القسم..أنا من المباحث معاكم،وقبل ان يأخذني معه أخذ أحدهم حقيبة اللاب توب الخاص بي،حاولت منعه،لكنه سبني وأخذها بالقوة. أوقف عبد الحليم تاكسيا وأخذنى الى القسم،وقال لى إنت زي أختى ومتخفيش ..بس إنت غلطانة إنك رحتي هناك..فقلت له ده شغل وأنا بعمله..أنا معملتش حاجةوتابعت:أرجوك أبعدهم عني في القسم..أنا مش عاوزة حد يقرب منى, قالى متخفيش. دخلت القسم خائفة وقلقلة،وحاول عبد الحليم أن يبعد عني أي شخص يحاول أن يقترب مني وأدخلنى حجرة،وجدت بها عدنان الذي قد سبقنى إلى هناك بصحبة أربعة آخرين. جلست بالقرب منهم ثم وضعوا الكلابشات فى يد عدنان والآخريين,وقالوا لنا:لو مفيش عليكم حاجة..هتخرجوا, فقال عدنان أنا وسارة شغالين مع بعض, في جريدة الصباح ..وأنتم أخذتم الكاميرا والأوراق بتاعتنا اللي تثبت هويتنا،رد عليه شخص يرتدي زيا مدنيا قائلا:متخفش حاجتكم هترجع لكم.بعد ذلك استدعى مفتش المباحث كل منا على حده،وأخذ بياناتنا،وسأل عن سبب تواجدنا فى موقع الحدث،ثم أخذونا لنجلس في شرفة القسم وأحضروا لنا عصيرا،وقالوا لنا متخافوش الكاميرا واللاب توب وكل ما يخصكم هيرجع..المسألة مسألة وقت ثم اعطونا الموبايلات لطمأنة ذوينا, وبعد ذلك خرجنا من قسم الدقي بعد أربع ساعات من الخوف قضيناها في انتظار مصير لا نعلمه.