أكد محرر الشئون العربية في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية تسفي برئيل أن الرئيس المصري محمد مرسي وافق على تركيب أجهزة تنصت ومتابعة إلكترونية على طول الحدود المصرية الإسرائيلية. في إطار شرط وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وهو الطلب الذي كان يرفضه الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي اعتبر أن تركيب هذه الأجهزة يمثل انتقاصاً من الدولة المصرية على مناطقها الحدودية. وتابعت الصحيفة: مرسي وافق على تركيب «أجهزة تنصت ومتابعة إلكترونية على طول الحدود المصرية الإسرائيلية»، في إطار شرط وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وهو أمر لم يكن يتوقع الإسرائيليون أنفسهم قبوله به، إلا أن رغبته في الوصول لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل أجبره على القبول بهذا الأمر». وأضاف: أن الكثير من رؤساء وزراء إسرائيل اقترحوا على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك تركيب هذه الأجهزة، إلا أنه رفض مراراً هذا الطلب، مفضلاً التحاور مع الفلسطينيين بدلاً من تركيبها، خاصة أن هذه الأجهزة لها القدرة على رصد ما يجري في سيناء أيضا وليس متابعة الحركة الحدودية بين مصر وغزة فقط. والمتابع للصحافة الاسرائيلية فى تعليقها على هذا الخبر وأداء الرئيس مرسى خلال الفترة السابقة يجد أن معظم الكتاب والمحللين الاسرائيليين قد تغيرت لهجتهم تماما عند الحديث عن الرئيس مرسى، حيث يصفونه بالاخ والصديق الى آخره. وطلوا علينا بمقالاتهم وتقاريرهم التى تثنى على أداء الرئيس مرسى فيما يخص تعامله مع إسرائيل فيقول «رؤوبين ليف» فى مقال تحت عنوان «أيها الاسرائيليون لا تغضبوا مرسى» أكد ان الرئيس مرسى مصاب بانفصام الشخصية، حيث يرتدى قبعتان قبعة «الرئيس الإخوانى المتشدد» والقبعة الاخرى هى «اصراره على السلام مع اسرائيل» داعيا الاسرائيليين الى ضرورة استغلال هذا الانفصام لبناء علاقات طيبة مع هذا الرئيس. واعتبر رئيس تحرير صحيفة هاآرتس «ألوف بن» أن عملية وقف إطلاق النار مع حماس في غزة أثبتت أن الرئيس المصرى محمد مرسى غير مستعد لاتصالات معلنة مع إسرائيل، بل يفضل إجراء اتصالات مع اسرائيل في قنوات مخفية عن الناظرين. ولهذا يقول «بن» إن المبعوث الإسرائيلي إلى مصر خلال المحادثات كان رئيس الموساد تامير فريدو، وليس وزير الخارجية أو مبعوثاً مدنياً. وتحت عنوان «مصر في دور حرس حدود إسرائيل» كتب محرر الشئون العربية في هاآرتس «تسيفي برئيل» أن محمد مرسي لم يكن يحلم ابد أن يكون حارس حدود إسرائيل. وأشار «برئيل» إلى أن مرسي قد قبل «بابتلاع ضفدع» بأن يكون الضامن لإسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ وقف النار. وكتب برئيل أنه بفضل الحملة في غزة فان العلاقة بين مصر «الإخوان المسلمين» والولايات المتحدة واسرائيل قد تحسنت الى درجة كبيرة. وفي الصحيفة نفسها كتب «تسيفي برئيل» تحت عنوان «لماذا دُهش بيريز؟» يقول إن الرئيس الاسرائيلى «شمعون بيريز» فوجئ بموقف الرئيس المصري من الأزمة في غزة، بعدما كانت وسائل الإعلام الاسرائيلية قد شهّرت بالرئيس مرسي تشهيرا شديدا. ويضيف أن «بيريز» قال في لقاء مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية «توني بلير» إن مرسى أصبح الآن زميلاً لإسرائيل، فهو صديقنا القريب الذي يُذكرنا فجأة بمصر التي تعودنا عليها في عهد حسني مبارك، ولم يعد الكارثة التي وقعت على الشرق الأوسط واسرائيل، ولم يعد يرمز إلى الشتاء الإسلامي أو إلى الديكتاتورية المخيفة». وأكد «برئيل» ان مرسي الذي أرسل قبل شهر فقط رسالة تصاحب أوراق اعتماد سفير مصر في اسرائيل واستعمل فيها عبارة «صديقي وعزيزي» وأنهى بتوقيع «صديقك المخلص محمد مرسي» تلقى انتقادا كبيرا من وسائل الاعلام المصرية، بسبب هذه الصيغة الجميلة لا من قبل منظمات إسلامية فقط. لأن مرسى حينما يكافح الارهاب في سيناء فهو أخ، سواء أجعل مصر دولة شريعة اسلامية أم لا أو اهتم باقتصاد الدولة كل ذلك لم يعد يهمنا. فإسرائيل لا تجري حوارا مع الشعب المصري بل نجريه مع مرسى.