كانت كل قرية فى «لوجر» مسئولة عن نسف دبابة ومجنزرة وسيارة ذخيرة للروس ابن وزير التعليم السعودي شاركني الجهاد.. من خلف أبيه مدعيا أنه يتعلم بأمريكا «بن لادن» أنفق «ميراثه».. على الجهاد الأفغاني ضد الشيوعيين القادة المخططون ل«بن لادن» و«الظواهرى» مديرون عسكريون للكليات الحربية بالدول العربية شاركت بمعركة «مأسدة» الكبرى وقتلنا 300 شيوعي تناقلت وسائل الإعلام صور توابيتهم المخابرات الباكستانية أمدت تنظيم القاعدة بمعلومات عسكرية عن تحركات الروس افتتحت سجن العقرب مع 80 معتقلا.. وكان يشبه معتقلات المافيا بإيطاليا لمن يريد هدم الأهرامات وأبوالهول.. عمرو بن العاص الذى فتح مصر الإسلامية لم يفعلها.. ولا يوجد لتنظيم القاعدة فرع فى مصر.. والعمليات تمت من وراء ظهر الظواهرى لا تختلف كل الجماعات الإسلامية والجهادية على تلقيبه ب«الجنرال المصرى فى تنظيم القاعدة». حيث إنه شارك في أكبر معركة حربية فى أفغانستان بين المجاهدين والشيوعيين الروس وهى موقعة «مأسدة» لصد فرقة لواء الجيش الشيوعي لقطع الطرق على المجاهدين الأفغان، والذى تناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية حينها على أن العرب هزموا الروس، لينتهي منها؛ ويكون هو الجنرال المصري المسئول عن تدريب المجاهدين العرب فى تنظيم القاعدة الذى أسسه «أسامه بن لادن» و«أيمن الظواهري»، لينتهي أمره في مصر ويستقر بمعتقلات أمن الدولة 17 عاما من عمره. إنه عصام عبد الجيد دياب؛ مواليد العمرانية بالجيزة 1962؛ وينتمى لأسرة ملتزمة دينيا، ليتدرج فى دراسته ويلتحق بمدرسة أحمد لطفى الثانوية العسكرية، وبدأ فى الالتزام بعد أن التزم بصلاة الجمعة خلف الشيخ إبراهيم عزت قائد جماعة التبليغ والدعوة حينها. وبدأ يتأثر بمنهج التبليغ والدعوة، وبدأ يدعو فى المدرسة زملاءه الطلاب للصلاة والالتزام. فيقول: كنا نتتبع الحصص الفارغة للأساتذة المتغيبين وندخل مكانهم لنصح الطلاب وهدايتهم إلى الله، حتى أصبحت نصف المدرسة تصلى فى فناء المدرسة تأثرا بنا. ولكن ناظر المدرسة حينها ويدعى «طاهر»؛ كان يتصدى لهم ويتعمد مجموعة التبليغ ويراقبهم بنفسه بحجة أنه يخاف أن يحدث معهم مثل «الإخوان المسلمون»؛ الذين تم اعتقالهم، ثم أصبح قعيد الفراش بمرض خطير وقام شباب التبليغ بزيارته فبكى بشدة قائلا لهم إنه يعتذر لهم عما فعله بهم ويطلب السماح لأنه كان يضربهم أثناء الصلاة. وانتهت دراسته فى الثانوية العسكرية بعد أن تدرب على فك السلاح وتركيبه وتعلم ضرب النار والالتزام بالزى العسكرى والتخطيط للعمليات العسكرية، والتحق بالمعهد الفنى التجارى بالعباسية، وحينها كان حادث مقتل الرئيس السادات يهز أرجاء مصر عام 1981، وكان علاء الدين شتى أحد أصدقائه المقربين والمتورط فى مقتل السادات. وحينها كان عبدالجيد يعمل لدى شركة الريان بجانب الدراسة، وتأثر بفكر تنظيم الجهاد؛ مما وجده فى «طارق وعبود الزمر» والدكتور «أيمن الدميرى»؛ قيادات الجهاد حينها من علم وحماسة، حيث فتح الأزهر الشريف حينها باب الجهاد إلى أفغانستان وعلقوا كشفا باسم المتطوعين للجهاد الأفغانى بمسجد صلاح الدين بالمنيل؛ «يعنى رسمى من الدولة» ضد الروس الشيوعيين. وتقدم عبدالجيد بتسجيل اسمه على قوائم الأزهر، لكنه سافر بمفرده بعد أن حضر جلسات دينية للمشايخ عبدالفتاح الزينى ومحمد إسماعيل عن أهمية الجهاد الأفغانى، وما أثار حماسته بعد مشاهدته لفيديو عن المجاهدين العرب فى أفغانستان بجانب فتاوى علماء السعودية مثل «ابن باز»؛ وغيره عن الجهاد. فسافر إلى السعودية عام 1985؛ لعمل عمرة؛ وظل شهرا كاملا بالسعودية حيث كانت بها بيوت ضيافة مخصصة لاستقبال المجاهدين العرب وتميزت بالإقامة الكاملة وتخفيض أسعار تذاكر الطيران إلى باكستان إلى 75%، فسافر إلى باكستان ونزل مع المجاهدين فى إسلام اباد، وركبوا سيارات إلى بيوت الضيافة عند الشيخ «السياف»؛ الذى كان أميرا للجهاد الأفغانى وتمت مبايعته من 7 أحزاب إسلامية من داخل الكعبة، والسياف كان ضخما ولحيته كبيرة، وعلى كل من يسافر إليه لابد من التدريب 15 يوما فى معسكرات الجهاد بمنطقة «بابى» بولاية بيشاور. وحيث إن عبدالجيد كان لديه خبرة عسكرية من أيام دراسته، فدخل الجبهة فى «جاجى»؛ رغم أنه لم يتدرب وهى منطقة حدودية بين باكستانوأفغانستان؛ وعاش بها لمدة شهر كامل، حيث كانت مراكز المجاهدين فى الجبال على هيئة كهوف محفورة أسفل الجبال وعلى السطح يتم تثبيت مدافع مضادة للطيران؛ خاصة مدافع «داشكواز وزيجوباك»؛ وطلقاتها كبيرة وتصيب من بعد طويل، حيث كان التواجد الروسى حينها فى قلعة «تشاونى» وكانت كبيرة جدا ومليئة بعساكر الروس بالقرب من «جاجى» حيث لا يوجد بتلك القرية سوى المجاهدون؛ والقلعة يصعب اختراقها بسهولة. حيث قطن المجاهدون جبال «هندوكوش»؛ القريبة من القلعة؛ وكانوا يخرجون بعد التنسيق بينهم بأسلحة هاون وار بى جيه؛ لقذف قلعة الروس بعد عمليات استطلاع لطوابير جنود الشيوعيين صباحا؛ ويتم قذفهم وإصابتهم بشدة يوميا. ويستطرد عبدالجيد حديثه فى نشوة كبيرة: ثم عدت مرة أخرى إلى باكستان وظللت أسبوعا فى بيت الضيافة التابع للشيخ السياف، حيث التقيت ببعض السعوديين الذين طلبوا دخول الجبهات فدخلت معهم ولاية «لوجر» حيث كانت طبيعة العمليات الجهادية بها هى الإشراف على الطريق الدولى بين كابولوباكستان وتم الخروج على القوافل العسكرية الشيوعية الذاهبة لمعسكرات القلعة؛ وكانت كل قرية أفغانية حينها لابد أن تقذف دبابة وسيارة مجنزة وسيارة ذخيرة، واستمررت أجاهد هناك مع السعوديين لمدة شهرين، وحينها وصلتنا أنباء بأن هناك قافلة عسكرية شيوعية كبيرة جدا ستمر لتدمير الطريق والتوسع فى قلعتهم الحصينة، لكن القافلة لم تأت بعد أن انتظرناها لأنهم دخلوا مدينة «موسهى»؛ للتفتيش عن مجاهدين وقتلهم، فذهبت جحافل المجاهدين إلى تلك المدينة وانقسمنا إلى نصفين الأول يشتبك والثانى رفض المشاركة إلا أن السعوديين طلبوا الاشتباك فتجمع الفريقان؛ واحد يدور حول القرية والآخر يدخلها وكان دورى فى أول القرية لعمل كمين فى مجرى مائى واستترنا خلف شجرة لننتظر الاشتباك؛ وفى الصباح وجدنا الدبابات الروسية قد دخلت وتوجهت لضربنا مباشرة بعد أن نسفنا عربة مصفحة بجانبها، حيث كان معى أخ سعودى كان والده هو وزير التعليم بالسعودية حينها، وقد مهدت أسرته له السفر إلى أمريكا لإكمال تعليمه هناك ولكنه شاهد شريط فيديو للمجاهدين فى أفغانستان وغير رأيه وسافر للجهاد مع الإخوة وأقنع أهله بأنه مسافر لأمريكا واتجه لباكستان ومنها إلى أفغانستان رغم أن أهله لم يعرفوا شيئا عنه، وقد أصيب من قذف الدبابة بإصابات بالغة فى يده وجسده فقام قائد العملية ويدعى «سيف أغا» الأفغانى الذى كان عمره 23 عاما ويقود ولاية جهاد كاملة وهو الذى أمرنا بالانسحاب بعد إصابة الشاب السعودى؛ حيث نقلوا المصابين على أسرة مصنوعة من الليف وتجرها الأحصنة وعدنا إلى «لوجر» ومنها إلى بيشاور حيث أرسل أهل السعودى لأخذه ليتم علاجه فى الخارج. وحينها قررت العودة إلى مصر عام 1985، ومكثت 8 شهور فقط وبدأت أتاجر فى العملة وتعاملاتها وجمعت مبلغا كبيرا وسافرت به إلى الأردن؛ حيث موسم العمرة قد انتهى بالسعودية، ومن الأردن إلى باكستان وأرسلت لأولادى الثلاثة وزوجتى للعيش معى بباكستان فقد عملت بالهلال الأحمر السعودى هناك وكنت مسئول الحسابات وبين الحين والآخر أدخل جبهات الجهاد حتى عام 1987، وذهبت إلى «جاجى من جديد»؛ حيث معسكرات «أسامة بن لادن»؛ الذى اعتبروه أول معسكر لتدريب المجاهدين العرب فى أفغانستان واسم المعسكر هو «مأسدة الأنصار»؛ حيث كان «بن لادن»؛ هو من يمول كل عمليات الجهاد. فقد ورث من أسرته 32 مليون ريال سعودى ولم يأخذ منها شيئا لنفسه ولكنه أنفقها على الجهاد. ويقول عبدالجيد؛ إنه التقى ببن لادن فى إحدى المعارك؛ حيث كان الشيعة هناك والروس يتفقون ضد الأفغان والعرب لقطع الإمداد عنهم، ووجدت إخوة ملثمين بسيارة «لاند كروزر» كبيرة وتحمل السلاح ويجلس بها «بن لادن»؛ حيث أخذنى معه إلى «جاجى»؛ واجتمع مع قيادات الجهاد حينها وهم عبدالله عزام وتميم العدنانى وأبوعبيدة البنشيرى وأبوحفص وربانى وحكمت ديار؛ بعد أن أمددتهم المخابرات الباكستانية بالعملية العسكرية الكبرى الذى تنظمها قوات الروس، وكان حينها بصفوف المجاهدين مديرو الكليات الحربية بالدول العربية يساعدون بن لادن فى التخطيط ضد تلك الحملة، وقرروا الانسحاب من معسكر بن لادن الذى طالب من من يريد الاشتراك بتلك المعركة الكبرى أن يسجل اسمه بفرقته ولكنه اختار 40 مجاهدا من بين 120؛ من من لديهم خبرة التخطيط والتعامل العسكرى واختارنى بن لادن ضمن فريقه للمعركة الكبرى وخرجنا بسيارات مليئة بالسلاح وخاصة «مدافع 107 أرض أرض» وسمينا المعركة ب«المأسدة» عام 1987؛ واستمرت لمدة 23 يوما لم ننم فيها واستشهد بها مصريون مثل أبوالسهل الصغير من الإسكندرية؛ وعادل وعلى وحسن من ليبيا وسعودى ويمنى، فلقد منعنا الروس من قطع الطريق وعدم التوسع فى معسكراتهم، وكنا نستخدم اللاسلكى ونتحدث بلغة شفرة، هذا ما جعل الروس يستخدمون الشيوعيين العرب لفك تلك الشفرات بعد أن يجندوهم، وخاصة بعد أن تأكدوا بأن لواء من الجيش المصرى ساعد المجاهدين فى التخطيط، وقتلنا 300 شيوعى روسى حينها، وتناقلت وكالات الأنباء حينها صورا لتوابيت الموتى الشيوعيين فى مطار كابول بالطائرات العسكرية، وتلك المعركة جعلت للمجاهدين العرب كلمة كبيرة فى أفغانستان وقيمة وبدأ إنشاء معسكرات للمجاهدين العرب فقط بجانب معسكرات الأفغان. وحينها بدأ بن لادن بعمل تنظيم القاعدة وكان معه سيد إمام وأيمن الظواهرى وأنا؛ وارتبط بالقاعدة وكنت المسئول عن تدريب المجاهدين على القتال واستخدام السلاح والتخطيط فأطلقوا على لقب «جنرال القاعدة» وكان اسمى الحركى هو «أبوالفدا»؛ وسمينا أنفسنا بالقاعدة حتى لا يكون لها أى مسمى آخر وتصبح قاعدة الانطلاق لكل الإسلاميين؛ فلا ترتبط بجنسية أو بأرض، وكان رئيسا الجناح العسكرى لبن لادن هما «أبوعبيدة» و«أبوحفص» اللذان استشهدا فى مدينة «خوست»؛ التى كان بها مطار كبير؛ حيث تتمركز القاعدة العسكرية للروس وكان الشيخان يستهدفان الطيران حينها ويسقطوها، ولن أنسى الشيخ جلال الدين الحقانى؛ الذى اعتبرناه أقوى المجاهدين العرب علما وأدبا وتواضعا وكان ضابطا مهندسا بالجيش المصرى؛ حيث اخترع ضرب الصواريخ 107 بسلك من حجر بطارية بدل قواعد الصواريخ، ووحده ضرب طائرة عسكرية بها 14 قيادة روسية منها أربعة جنرالات روس وهى ما أسمعت العالم كله بنا، وكنت أنا جنرال التدريب لمدة عامين. حتى عدت إلى مصر فى التسعينيات، فألقى أمن الدولة القبض علىّ؛ فى ميناء نويبع، حيث كانت جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية متورطين بحادث مقتل المحجوب وكان أمن الدولة مشغولا بملاحقة المتورطين فى تلك العملية وأودعونى بفرع أمن الدولة بجابر بن حيان بالجيزة؛ لمدة 13 يوما؛ ضرب وتعذيب وإهانة، لكنى لم أفيدهم بشىء واعتقلونى بسجن استقبال طرة ثم إلى سجن العقرب الذى افتتحته بنفسى؛ فكنا أول من دخله وقد تم تصميمه مثل سجون المافيا فى إيطاليا سجون داخل السجون وسمك الزجاج للزيارة 10 سنتيمترات، وكان معى 80 أخا معتقلا وظللت به حتى 1994، ومنه إلى سجن أبوزعبل ومنه لمعتقل النطرون وخرجت بعد 17 عاما اعتقال دون تهمة، فخرجت فى عام 2007 فى عهد مبارك البائد، لأتحسس خطاى من جديد حيث كان أمن الدولة يمنعنى من الخروج من بيتى إلا بعد إذن أو العمل بأى شىء دون معرفتهم، ولكنى تواصلت مع الإخوة ممن خرجوا من الجماعات الإسلامية. ويضيف عبدالجيد؛ إنه لا يعجبه واقع الجماعات الإسلامية والجهادية الحالى. حيث وصف بأن أفعالهم ليست للجهاد الحق، فالشيخ مرجان سالم الذى قال إنه سيدمر أبوالهول والأهرامات لأنها أصنام لا يعرف أن عمرو بن العاص افتتح مصر وبها تلك الأهرامات وأبوالهول ولم يكسرها أو يدمرها رغم أن مصر حينها كانت دولة إسلامية حقة، ويوجه رسالته لجماعات القرن الحالى الإسلامية فيقول «اتركوا المظاهر واتقوا الله فى مصر وأهلها، ابذلوا قصارى جهدكم فى الدعوة إلى الله». وأكد أنه لا يوجد لتنظيم القاعدة فرع فى مصر ولا يوجد اتصال بين جهاديى مصر والظواهرى؛ حيث إنه رفض العمليات فى مصر كأحداث مقتل رئيس الوزراء عاطف صدقى والألفى فقد تمت من وراء ظهره وقد نصح جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية فى اجتماع أخير بأفغانستان حضره عبدالآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية الآن ومحمد شوقى الإسلامبولى شقيق قاتل السادات؛ والشيخ عمر عبدالرحمن وأبلغهم بأن قادة تنظيم القاعدة نصحوا بعدم وجوب عمليات فى مصر لأن مصر ليس مثل أفغانستان إلا أنهم رفضوا الموافقة أو الانضمام سويا. كما لم ينس عبدالجيد؛ الرائد أركان حرب بالجيش المصرى عصام القمرى الذى لازم الظواهرى فى تنظيمه حيث كان أصغر رتبة أركان حرب فى مصر والذى أصبح المسئول العسكرى للقاعدة بعد ذلك؛ حيث إنه نصح الظواهرى بخطورة العمل العسكرى ضد نظام مبارك، ونصح عبدالجيد جهاديى سيناء الذين كانوا معه بالمعتقل بأن ما يفعلوه الآن فى سيناء خطأ كبير وعليهم العمل الدعوى وليس الجهاد الذى دون فائدة ولا تربطه ضوابط شرعية.