في مقال ل"آلان جريش" رئيس تحرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، قام بترجمته للفارسية "بهروز عارفي" بعنوان "هل تحولت مصر من الديكتاتورية العسكرية إلي الديكتاتورية الدينية؟، وحلل فيها الأوضاع الراهنة في مصر في ظل محاولة الإخوان المسلمين للسيطرة علي الدولة. و قال جريش: إن "مرسي" نجح باقتدار في تهميش الجيش، لتبدأ مرحلة جديدة لهم في السيطرة علي المجتمع بأسره . وأضاف أنه في يوم الأحد 12 أغسطس الماضي تم استدعاء المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان لقصر الرئاسة و تم اقتيادهم إلي غرفة مؤمنة بحيث لا يتمكنوا من استخدام هاتفهم المحمول وهم بداخلها حيث يتم فصل الشبكة، في الوقت نفسه كان موجود في الغرفة المجاورة جنرال عبد الفتاح السيسي ليؤدي اليمين أمام "مرسي" الذي نصبه وزير الدفاع الجديد، مع العلم أنه قبيل ساعات قليلة من هذه الأحداث نشرت بعض الصحف الرسمية خبر إلغاء الرئيس للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبيل إعلان نتائج المرحلة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية، علماً بأن هذا الإعلان كان يعطي المجلس مزيداً من القوة والصلاحيات التي تجعل رئيس الجمهورية مقيد إلي حد بعيد، من ثم استطاع أن يبعد الجنرالين عن الساحة بمنتهي السهولة، ليكتب نهاية الحكم العسكري الذي بدأ منذ 23 يوليو 1952 وانتهي بسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011 . وأضاف أنه "في يوم 5 أغسطس عندما هاجمت أحد المجموعات الإرهابية أحد المواقع العسكرية في رفح ، تم قتل 16 جندي مصري بدم بارد، أستغل مرسي هذه الأحداث باعتبار أنها خطأ فادح من قبل جهاز الاستخبارات المصري، و بالتالي تم استبعاد رئيس المخابرات .
كذلك فإن الإخوان والسلفيين استطاعوا أن يسيطروا علي اللجنة التأسيسية للدستور، وأكدت الأخيرة علي رغبتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية وعدم الاكتفاء بمبادئها، ليجعلوا الثورة المصرية تسير علي هدي الثورة الإسلامية في "إيران" و تعاليم "الخوميني" .
لم يكن الخوف علي مصر من الفكر المنغلق لبعض الجماعات الإسلامية المتشددة، فحتي الإخوان المسلمين الذين يبدون أكثر انفتاحاً، يرفعون شعار "الإسلام هو الحل" منذ عقود طويلة، فبعد تولي "مرسي" بدأت خطة "أخونة الدولة"، وبعد أيام وافق علي قرض من صندوق النقد الدولي، رغم معارضة الإخوان و السلفيين لهذا الأمر من قبل لأن الفوائد حرام في الإسلام باعتبارها ربا . فما يحدث في مصر الآن هو إحلال لنظام "مبارك" بنظام "الإخوان" واستبدال الديكتاتورية العسكرية بالديكتاتورية والفاشية "الدينية" فحسب، الأمر الذي سيؤدي إلي تصاعد الأحداث في مصر .