أخفق زعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ال27 في التوصل أمس خلال اليوم الأول لقمة بروكسل إلى اتفاق فيما بينهم بشأن ميزانية الاتحاد. وتجلت الخلافات بصفة خاصة بين الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حيث يرفض أولاند أن تخضع الميزانية لمزيد من التخفيضات، فيما يصر كاميرون على تقليص مساهمة بريطانيا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، ما حدا برئيس فرنسا إلى الاحتجاج على الموقف البريطاني قائلا "لا أستطيع القبول بأن الدول الأكثر ثراء تأتي مطالبة بخصومات وتخفيضات في وقت يتعين فيه على فرنسا المساهمة في الميزانية، وعلى الجميع أن يبذل جهدا". وفي ظل غياب أوروبى بشأن الأسس الموضوعية، فإن الثنائي الفرنسي - الألماني قد بدا على الأقل متفقا على أن إمكانية التوصل الى اتفاق حتى إشعار آخر تكاد تكون معدومة. كانت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل قد عبرت عن أملها في أن تضيق مساحة الخلاف بين الزعماء الأوروبيين خلال مناقشات اليوم، وأن يتم إحراز تقدم ولو ضئيلا، وإن أبدت شكوكا في إمكانية التوصل إلى نتيجة حاسمة خلال هذه القمة، التي من المقرر أن تختتم أعمالها اليوم .. معربة عن اعتقادها بضرورة أن يلحق هذه القمة اجتماع آخر. ويرى المراقبون أن القمة الحالية تنعقد في أجواء مشحونة بالتوتر الحاد نتيجة أن كل رئيس دول يريد الحفاظ على المصالح الوطنية لبلاده في ظل الأزمة الاقتصادية المحتدمة، ما يعقد مهمة رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومباى إزاء أسلوب خصم ما يقرب من 972 مليار يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي.