أكد الدكتور خالد علم الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون البيئة أن الرئيس محمد مرسي يولي اهتماما خاصا بثلاثة ملفات.. أولها عملية الإدارة الكاملة للمخلفات الزراعية والصناعية، حيث سيتم التعامل مع المخلفات من مصدرها لنهر النيل، وأنه سيتم خلال أشهر قليلة افتتاح مشروعات للاستفادة من المخلفات الصلبة والقمامة .. مشيرا إلى أن إلقاء الملوثات في نهر النيل محرم شرعا وسيتخذ إجراءات قانونية مع الشركات المخالفة. جاء ذلك خلال زيارة الدكتور مصطفي كامل وزير البيئة لمحافظة الفيوم اليوم، رافقه خلالها مستشار رئيس الجمهورية للبيئة والمهندس أحمد علي محافظ الفيوم. وأضاف مستشار الرئيس أن إنزال المياه الملوثة في مياه الشرب هي جريمة لابد من مواجهتها، وأن هناك مستثمرين كثيرين سيعملون في هذا الملف .. لافتا إلى أنه ليس من الطبيعي أن تقف مصر مكتوفة الأيدي أمام مشكلة المخلفات الصلبة .. مؤكدا أنه سيتم التعامل مع هذه الملفات والإنتهاء منها خلال 6 أشهر لتقوم مصانع تدوير المخلفات بدورها. وأوضح أن العجز في الإمكانيات لن يجعلنا نتأخر في معالجة مشكلة التلوث، وأن المحميات أصبحت مستباحة ووصلت مساحة التعديات على المحميات الطبيعية في وادى الريان إلى 110 كيلومترات، وهو أمر غير مسموح به، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية مع المخالفين .. مشيرا إلى وجود خطة متكاملة لاستثمار المحميات وحمايتها وإعداد خريطة لاستغلال هذه الأراض. ونبه بأن نهر النيل يتعرض لتلوث غير عادي، ويتم التعامل معه بطريقة سيئة جدا ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي إلى حد أن المواطنين يتعاملون مع نهر النيل كأنه "مرحاض" كبير تلقى فيه مخلفات الصرف الصحي والزراعي والصناعي، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بين المصريين بالفشل الكلوي تفوق معدلات الإصابة العالمية. مكاريوس "الدير المنحوت" بوادي الريان بالفيوم مفتوحة منذ فترة طويلة، وأنه سيكون هناك لقاء لحسم الأمور بشكل سلمي وسيتم الإعلان قريبا عن انتهاء هذه المشكلة. وأضاف أن بقعة الزيت هي نوع متطاير وعندما يقوم مصنع بنوع من أنواع الصيانة تكون هناك زيت مع الكيروسين وتكون زيوت خفيفة صعب تجميعها، أما بقع الزيت التي تتجمع في مكان معين وتسير في اتجاه معين تتطاير وتكون بعيدة عن مآخذ المياه .. مشيرا إلى أنه يتم الآن النظر إلى الأماكن التي بها مصانع "أوورش" بها مخالفات تتسبب في هذا الأمر، وتم تحديد بعض المصانع المخالفة وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها. وأكد أن هناك بعض المراكب خاصة بالصيادين تستخدم الكيروسين والمواقد في الطهي وخلافه ويلقون المخلفات في المياه .. مشيرا إلى أن إغلاق مآخذ المياه يكون أسلوبا احترازيا فقط وأنه لا داعي للقلق والتخوفات التي تثار. كان وزير البيئة ومرافقوه قد قاموا بزيارة منطقة وادي الريان لبحث تعظيم إيرادات المياه بالتعاون مع وزارة الرى والمحافظة من خلال توسعة وتعميق المصرف المكشوف وتطوير ورفع كفاءة مدخل النفق بمسافة 8 كيلومترات والقيام بعمليات نظافة مستمرة حتى لا تتم إعاقة سريان المياه وعودة الشلال لحجمه الطبيعي، بالإضافة إلى بحث تعظيم أنشطة المزارع السمكية وزيادة الرقعة الزراعية. واطلع الوزير على المشكلات البيئية في وادي الريان، حيث لوحظ انخفاض كبير في إيرادات المياه الواردة عبر النفق بنسبة تصل إلى 56%، مما أدى إلى اضمحلال شلال المياه ونقص المياه فى البحيرة الثانية ومشكلة الارتفاع المستمر في منسوب بحيرة قارون، خاصة في فصل الشتاء، مما يؤدى إلى غمر الأراضي الزراعية على الشاطىء الجنوبي للبحيرة وإيجاد سبل علاج ملائمة للحفاظ على الثروة السمكية من التلوث. من جهته، أكد المهندس أحمد علي محافظ الفيوم أنه تمت مناقشة الوضع البيئي في الفيوم على كل المستويات .. مشيرا إلى أنه ستكون هناك خطوات إيجابية وسيتم الاطلاع بشكل ميداني على مشكلات الفيوم وبؤرة التلوث بمدينة دمو وتفقد بحيرة قارون لتصحيح الأخطاء.