أزمة بيع حقوق إذاعة مباريات مسابقة الدورى المصرى احتدمت ما بين كل من القنوات الفضائية ووزارة الإعلام واتحاد الكرة المصرى، بعد أن خرجت تسريبات من اتحاد الكرة المصرى تفيد بأن هناك تفكيرا فى بيع حقوق إذاعة مباريات الدورى العام لإحدى القنوات الفضائية العربية، قيل إنها قناة الجزيرة القطرية، وذلك من خلال وكالة إعلانية تقوم بدور الوسيط، ومن المقرر عقد جلسة خاصة يوم 24 من الشهر الجارى بين لجنة البث الفضائى ومجلس إدارة اتحاد الكرة لاتخاذ القرار النهائى. يأتى هذا فى الوقت الذى تنصلت فيه وزارة الإعلام من دور الوسيط بين الاتحاد والفضائيات فى الوصول إلى اتفاق مرض للطرفين فيما يتعلق بسعر إذاعة المباريات الذى كانت تقوم به منذ سنوات وقت تولى أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق، ناهيك عن قيام صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام برفع سعر شارة البث فى المباريات الرياضية إلى 5000 دولار للمباراة الواحدة، الأمر الذى أدى إلى احتدام الصدام بين الفضائيات ووزارة الإعلام التى طالبوها بالرقابة على عملية بيع الدورى فضائيا، واستخدام صفتها السياسية فى عدم إجراء مزايدة علنية لبيع حقوق إذاعة المباريات. حيث إن هذه المزايدة تفتح الباب للقنوات الخليجية لاحتكار الدورى المصرى بما تملكه من إمكانيات مادية تفوق قدرة القنوات المصرية، وطالبوا أيضا بتثبيت سعر لإذاعة المباريات تلتزم به جميع القنوات المصرية وتراقب عليه وزارة الإعلام بعيدا عن مضاربات الوكالات الإعلانية، حيث كانت لجنة البث الفضائى باتحاد الكرة قد حددت 12 مليون جنيه مقابل شراء مباريات الدورى العام للقناة الواحدة، هذا بخلاف سعر الشارة، وهو الأمر الذى اعتبره رؤساء القنوات الفضائية نوعا من المبالغة والتعجيز حيال أزمة مباريات الدورى. فى البداية أعرب الدكتور محمد خضر، مدير البرامج ب قناة «دريم»، عن استيائه الشديد من اتجاه لجنة البث الفضائى لبيع الدورى المصرى حصريا لوكالة إعلان مع الاشتراط عليها عدم بيعه لأكثر من قناتين، وأوضح الدكتور خضر أن هناك علامات استفهام كثيرة حول المزايدة المقرر طرحها، مشيرا إلى أن العميل معروف للجميع والمتمثل فى القنوات الفضائية المصرية التى تشترى الدورى كل موسم، فلا يوجد مبرر لطرح مزايدة على القنوات، لأنها تطرح عندما تكون الساحة خالية من العميل فتضطر لطرح المزايدة لجذب عملاء، وهو وضع مخالف للواقع تماما الآن حيث إن هناك قنوات فضائية مصرية تقوم على شراء الدورى كل موسم.ووصف مدير البرامج ب قناة «دريم» «الدورى العام» بأنه منتج سيئ السمعة لتخبط الأوضاع وغموض موقف المسابقة حتى الآن، متسائلا لماذا التحدث والتحكم فى منتج ضعيف، قد تسبب أصلا فى تكبد القنوات الفضائية خسائر فادحة فى الموسم السابق بسبب إلغائه؟. وعن بيع الدورى حصريا إلى قناة عربية رد قائلا: لا يجرؤ أحد على بيع مباريات الدورى لقناة عربية ولن نسمح بذلك وإلا سوف تكون هناك وقفة صارمة من جميع القنوات المصرية، وربما يتسبب فى ثورة القنوات المصرية لأن هذا حقها فى منتج بلدها. هذا أيضا ما أكده مهيب عبدالهادى، مدير البرامج الرياضية ب قناة «الحياة»، وأضاف قائلا: لم ولن يجرؤ أحد على بيع الدورى المصرى حصريا لا لوكالة إعلان ولا لقناة عربية، مؤكدا أن جميع القنوات ستقف يدا واحدة ضد أى توجه لبيع الدورى حصرى . أما المهندس مازن مرزوق، رئيس قناة «مودرن سبورت»، فأكد أن مسئولى القنوات الفضائية اجتمعوا منذ أيام قليلة وتوصلوا إلى اتفاق نهائى على عدم شراء المسابقة حصريا، واتفقت الفضائيات على الدخول فى تحالف، والتكتل للحيلولة دون محاولات بيع الدورى لأى قناة عربية حصريا. وأعرب مرزوق عن تخوفه الشديد من وكالات الإعلان الوليدة، المجهولة التى تأتى من خارج مصر، وتدخل فى مزايدات علنية دون دراسة جدوى للمحتوى المقدم، مشيرا إلى أن هناك بعض الوكالات تسعى لشراء المسابقة والتحكم فى بيعها إلى القنوات الفضائية وهو مؤشر خطير يشير إلى رغبة هذه القنوات فى تنفيذ أجندات سياسية وليست المكسب. وعلى جانب آخر أعرب إيهاب جلال، رئيس قناة «النهار رياضة»، عن استيائه الشديد من توجه لجنة البث الفضائى لبيع المباريات حصريا من خلال وكالات الإعلان لتحقيق أكبر عائد مادى، مشيرا إلى أن موقف مسابقة الدورى لا يزال غامضا ويهدد القنوات الفضائية بوقوع خسائر مادية فى حالة استئناف النشاط وإلغائه مرة أخرى مثلما حدث الموسم السابق. وناشد جلال لجنة البث الفضائى ضرورة مراعاة الأزمة التى تعيشها الفضائيات المصرية من الموسم السابق بعد إلغاء المسابقة وتكبدها خسائر فادحة، مؤكدا أنه يرفض بيع المسابقة حصريا تحت أى ظروف ولن يرضخ مطلقا لرغبة لجنة البث وستكون هناك وقفة من الفضائيات المصرية ضد توجه اتحاد الكرة المتمثل فى لجنة البث المشكلة من الأندية. وأوضح رئيس قناة «النهار رياضة» أن الفضائيات المصرية صاحبة الفضل فى تسويق الدورى المصرى لأنها الأكثر مشاهدة فى الوطن العربى، وبعد أن حققت الأندية مكاسب من وراء إذاعة المباريات يكون الجزاء بيع المباريات حصريا بل لقناة عربية أو زيادة سعر المنتج، فى الوقت الذى خسرت فيه الفضائيات المصرية خسائر مادية فادحة من وراء شراء المسابقة الموسم الماضى بسبب إلغائها قبل أن يختتم الدور الأول.