فى الوقت الذى يتصدر فيه المتشددون المشهد الثورى مطالبين بغلق المواقع الإباحية، تجد مواقعهم الإلكترونية تمتلئ بكتاب أكثر إباحية مما يثورون لمنعه. كتاب «الروض العاطر فى نزهة الخاطر» للشيخ محمد النفراوى، تسيد المواقع الإلكترونية السلفية بغرض صياغة الجنس بخطاب دينى استند إلى الآيات القرآنية وأحاديث الرسول، ليحمل فى طياته جانبا أدبيا طبيا أتاح للنفراوى، الذى كان قاضى الأنكحة فى تونس، وصف حكايات وثيقة الصلة بالأوضاع الجنسية وتفاصيل جسد المرأة، مرورا بأسماء فروج الحيوانات، كل هذا بشكل دينى إرشادى دأب من خلاله على توريط الرسول والصحابة والتابعين فى سرد جنسى لا يمت بصلة لتعاليم الدين الحنيف. فى مقدمة الكتاب وباعتباره من الكتب المؤثرة فى الحضارة الإسلامية جاء التبويب العظيم هكذا «الإباحية فى الإسلام، نظرية الخرم» وللمفارقة حين تقرأ «تمتلك الشعوب الكلاسيكية، ونعنى أصحاب الحضارات المؤثرة أربعة كتب أساسية وهى على التوالى: «أفيدوس».. فن الهوى الملحمة، الفارسية، وأنجرينا، والملحمة الهندية الشهيرة كاماسوترا، وأخيرا «الروض العاطر فى نزهة الخاطر» للشيخ النفراوى، الذى يعتبره السلفيون ملاحم من الفن الشبقى فى عشق الجسد، بعد أن ارتفعت بسببه الحضارة الإسلامية لأنه يمثل لهم طرازًا رفيعًا من الأدب الجنسى ابتدع فن التعامل مع المسألة الجنسية التى يرى شيخ «الروض والنزهة» أنها الدافع الغريزى والأساسى للأفعال الإنسانية العامة. الدافع الأساسى وراء تأليف كتاب جنسى سلفى مكون من 21 فصلا لا يهم صاحبه شىء آخر سوى الجماع ومتعته وأسراره كان حسبما أوردت المقدمة أن النفراوى كان ألّف كتابا يسمى «تنوير الوقاع فى أسرار الجماع» وكان صغير الحجم بالنسبة لسلطان تونس آنذاك عبدالعزيز الحفصى، لذا طلب من المؤلف التوسع فى السرد وذلك لإثراء الكتاب الصغير. صاحب ال21 بابا يتناول الصفات الجسدية المحمودة والمكروهة فى الرجال والنساء، وأسباب الشهوة وأساليب الجماع والأطعمة المعينة عليه، وأسباب العقم عند الحيوان والإنسان، بالإضافة إلى باب مخصص لحل المعقود. الآن، وبعد مطالب الإسلاميين الملحة فى تطبيق الشريعة وحجب المواقع الإباحية هل لنا أن نطالب شيوخ السلفيين بالرجوع إلى أبواب كتاب النفراوى لتنتهى مشاهدهم الأيرويتكية صاحبة الفضل فى تكوين عقدة المتعة والجسد لديهم، ولمَ لا بعد أن اشترت «السعودية» لامؤاخذة أكثر من 150 ألف اشتراك سنوى فى مبيعات مجلة جسد، بعد أن أعلنت صاحبتها الشاعرة اللبنانية جومانا حداد فى العام 2008 أن هدية العدد ستكون «بوستر» لها عارية تماما.