فضت قوات الأمن الأردنية بالقوة اعتصامًا عند دوار الداخلية في العاصمة عمان، كما اعتقلت العشرات من المحتجين ضد ارتفاع أسعار الوقود. وبحسب "بي بي سي" فقد أطلق المحتجون هتافات مناهضة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وطالبوا برحيل حكومة رئيس الوزراء عبد الله النسور.
وكانت المظاهرات قد عمت أنحاء متفرقة من المملكة الأردنية الهاشمية، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود، إضافة إلى أن محافظات أخرى مثل واربد والرمثا والمفرق والكرك ومعان، شهدت مظاهرات شارك فيها المئات. وهتف مئات المحتجين بهتافات مناهضة للملك عبد الله وأجهزة الاستخبارات، مرددين شعارات تستهدف شخصيًا الملك.
وهتف شبان في ساحة دوار الداخلية الرئيسية في قلب عمان "حرية حرية فليسقط عبد الله"، بينما نددت حشود غاضبة بزيادات الأسعار التي كانت متوقعة على نطاق واسع؛ وعززت السلطات تدابير الأمن في شتى أنحاء البلاد.
وكانت الحكومة الأردنية قد رفعت الثلاثاء أسعار بعض أنواع الوقود بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز قارب 5 مليارات دولار في موازنة المملكة لعام 2012، وعقب إعلان رفع الأسعار اندلعت المظاهرات. وشهدت بعض المناطق أعمال عنف قام خلالها متظاهرون بإغلاق الطرق بإطارات مشتعلة والاعتداء على مراكز أمنية.
وندد المتظاهرون بقرار رفع الأسعار وطالبوا برحيل رئيس الوزراء عبد الله نسور، كما رددوا شعارات تحذر من رفع أسعار الوقود "اللي يرفع بالأسعار بدو البلد تولع نار".
وتتراوح زيادات أسعار الوقود من أكثر من 50 % لأسطوانات الغاز المستخدم في الطهي و33 % للديزل والكيروسين المستخدم في وسائل النقل والتدفئة و14 في المائة للبنزين الأقل جودة. وحذر رئيس الوزراء عبد الله النسور المعارضة الإسلامية الرئيسية "الإخوان المسلمين" وهم أكبر حزب سياسي في البلاد من استغلال زيادات الأسعار لتحريك الجماهير.
وتطالب معظم فصائل المعارضة العشائرية والإسلامية بإصلاحات أسرع لكنها لا تسعى إلى الإطاحة بالملك عبد الله.
ويأتي قرار رفع أسعار المشتقات النفطية قبل نحو شهرين من موعد الانتخابات النيابية المقبلة، التي تقاطعها المعارضة خصوصًا الحركة الإسلامية، والتي يأمل الأردن أن تشكل نقطة تحول تاريخية سياسيًا في المملكة.