أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية، إنه دعا الرئيس السابق حسني مبارك إلى منح الإخوان حزبًا سياسيًا، لكنه لم يستمع له، مشيرًا إلى أنه يؤمن بالحوار مع التيارات الإسلامية، وأنه أجرى حوارات كثيرة قبل ذلك مع الإخوان. وقال، في بداية حديثه خلال المناظرة التي عقدت بينه وبين عبد المنعم الشحات القيادي بالدعوة السلفية وأدارها منتصر الزيات مدير منتدى الوسطية للفكر والثقافة (منظم المناظرة)، مساء أمس الأحد، إن الدولة المدنية لاتستبعد أحدًا ولا تفرق بين الناس على أساس الدين أواللون أوالعرق، فكلهم سواء، مؤكدًا أن وثيقة المدينةالمنورة هي أقدم الوثائق التاريخية التي حكمت العلاقة بين المواطن والدولة باعتبارها أقدم دستور في العالم قبل الماجنا كارتا (وثيقة حقوقية صدرت سنة 1215 تُعد من أهم الوثائق القانونية فى تاريخ الحرية السياسية)، مختتمًا حديثه قائلاً "أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم".
من جانبه، قال المهندس عبد المنعم الشحات، خلال كلمته، إن الديمقراطية الحقيقية منقول جوهرها عن الإسلام وآلياتها مقتبسة من الشورى، وأن العقل الإسلامي السلفي هو الذى انتج ذلك، مشيرًا إلى أنه لن يقف أمام كلمة مدنية ؛ لاعتراف إبراهيم بأن الإسلام أصل المدنية.
وأكد القيادي السلفي أن الجميع أمام فرضين إما الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية أو الاحتكام إلى أمور مهملة في الفكر الغربي، مشيرًا إلى أن إبراهيم يعتنق تيار اليسار حتى الآن رغم "أفول نجمه"، وقال إن الديمقراطية هي آلية لحل النزاع وليست نظام للحكم.
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية ليست مثل الشرائع السابقة مقيدة زمانًا ومكانًا، مشيرًا إلى أن الأمة تعلمت فقه الشريعة من خلال القياس، رغم أن الأصل فى الأشياء الإباحة، إلا أن يرد نص يحرمها، موضحًا أن الشريعة لها حكم في كل شيء لما جاء في القرآن من قوله تعالى"وما فرطنا فى الكتاب من شئ".
ورفض الشحات الرد على سؤال سعد الدين إبراهيم حول دعوته لتحطيم الاثار المصرية باعتبارها أصنام، مؤكدًا أن الأسئلة يجب أن تكون من المناظرة فقط، وأوضح أنه قال هذا الكلام في مؤتمر انتخابي في ميدان به تماثيل وقال إنها حرام ولم يطلب كسرها، وان كتب الفقه للمذاهب الأربعة تذهب إلى حرمة التماثيل.
أضاف أن إبراهيم يقدم للعلمانية الأمريكية، وأن المناظرة بين العلمانية والإسلام، والذي لايوافق على مرجعية الشريعة لايسأل في حرمة الخمور والأصنام وغيرها.
وحول موقفه من تحرير فلسطين، أكد رئيس مركز ابن خلدون أن فلسطين ستتحرر حين تتحقق العدالة الاجتماعية، وأن أقصى ما تستطيعه الحكومات والأنظمة هو دعم القضية الفلسطينية، فلم يحرر شعب في العالم شعب آخر، وفي تحرير الكويت ساهمت 20 دولة منها مصر ولم تكن أمريكا وحدها التي قادت تحرير الكويت.
أما الشحات فأكد أن العالم "العلماني" يضعنا أمام خيارين أحلاهما مر، خاصة في الحديث عن الاتفاقات الدولية ومعاهدة السلام، معبرًا عن رفضه مقولة "مفيش شعب حرر شعب آخر، مشيرًا إلى أن عبد الناصر قال "سنرمي إسرائيل في البحر" وأن النظام الديكتاتورى وضع المعاهدة وعلى النظام أن يحفظها ويرعاها ويتعايش معها.
وفي معرض رده حول سبب تغيير الليبراليين لنظرياتهم بعدما وصل الإسلاميين للحكم، أكد إبراهيم أنه لم يطلب أحد سحب السلطة من الإسلاميين، وأن كل ما كتبته من اعتراض على التأسيسية والاستحواذ الإخواني، وجهة نظر شخصية، تكاد أن تكون صحيحة أو خاطئة.
أضاف أن الإسلاميين كانوا على وشك الحصول على أغلبية وأنها تجربة جديرة بالاحترام ودعيًا إلى إعداد وثيقتين للدستور لتعبيير عن كل تيار، مشيرًا إلى أن القوى المدنية تعد دستورًا أشبه بدستور 1954 الذي شاركت فيه قامات مصر.