أكد ائتلاف مهندسي محطات إنتاج الكهرباء ان الانقطاعات الاخيرة في التيار الكهربائي والعجز في قدرات التوليد بما يقارب خمسة آلاف ميجاوات كشفت عن وجود أزمة حقيقية داخل قطاع الكهرباء. وأشار الائتلاف إلى انه لا يخفى على أحد أن النظام السابق قد أورثنا تركة ثقيلة نتيجة الفساد وسوء الإدارة تمثلت في أزمة الكهرباء التي ظهرت بوادرها منذ عدة سنوات وتصاعدت بشكل تدريجي لتصل ذروتها هذا الصيف ومن المتوقع أن تتزايد حدة هذه الأزمة الصيف القادم. وأوضح الإئتلاف في بيان له حصلت علي نسخة منه أننا نحتاج لخمس سنوات على الأقل ومليارات الدولارات للتغلب على هذه الأزمة. وأشار الإئتلاف إلي ان أهم هذه الاسباب هو الخلل والفساد الاداري والفني وهو يتمثل في غياب معايير الكفاءة في اختيار المسئولين والقيادات على مختلف المستويات، مما تسبب في تولي قيادات غير جديرة بمناصبها فنيا وإداريًا والذي يعتبر السبب الرئيسي والذي تتفرع منه الأسباب، وغياب استراتيجيات واضحة وتطبيق سياسات أثبتت فشلها، واستمرار سياسة المركزية في اتخاذ القرارات، ووضع كل الصلاحيات تحت سلطة القيادات مع تهميش دور المهندس، وهروب الكفاءات من المهندسين بأعداد هائلة تجاوزت الستة آلاف مهندس في أقل من 10 سنوات نتيجة عدم منح أي مميزات مادية للعاملين في المجال الفني ومواقع العمل عن العمالة الإدارية والخدمات المعاونة وكذلك عدم وجود أي مميزات للمهندسين عن العاملين أصحاب المؤهلات العليا الأخرى ذات السنوات الدراسية الأربعة رغم الفارق في المهام والمسئوليات والمخاطر مما يتسبب في إحباط العاملين . وأضاف الائتلاف غياب الرقابة و المساءلة الدراية والفنية، مما أدى إلى حدوث كوارث فنية في كثير من المحطات، آخرها حريق محطة التبين، وتدمير قطاعات هامة مثل التدريب، حيث تحول إلى تدريب وهمي وغير حقيقي، وإقامة دورات تدريبية شكلية لا علاقة لها بحاجات العمل، مما أدى إلى تدني مستوى التدريب و اهدار ملايين الجنيهات سنويا . واتباع سياسة التوظيف العشوائي لمؤهلات غير مطلوبة وبأعداد كبيرة واتباع نظام معيب في المناقصات والتعاقدات يفتح الباب أمام دخول وحدات ومعدات غير مطابقة وبها عيوب تصنيع وتم رفضها في دول أخرى واحتكار الأعمال الاستشارية عن طريق شركة بجسكو لكافة مشاريع محطات التوليد . وأكد الائتلاف علي غياب التخطيط العلمي وهو عدم القدرة على التنبؤ بقيمة الأحمال السنوية المضافة، والقدرة الإنتاجية المقابلة لتغطية هذه الأحمال، فكانت النتيجة أزمة طاحنة عاني منها المجتمع بكل فئاته بسبب وصول العجز فى الطاقة إلى ما يقارب من 5000 ميجاوات واللجوء إلى الخطط الإسعافية السريعة لسد العجز، والتركيز على مصادر الطاقة التقليدية) الغاز- السولار – المازوت، وتجاهل النداءات والمقترحات التي تطالب بالاستغلال.