تعد الأقليات العرقية أو الدينية في الولاياتالمتحدة، من مصادر القوة لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية على مر العصور، حيث تشكل قوى ضغط وكتل انتخابية يمكن مخاطبتها في سياق مصلحة مشتركة وفيما يشير مصطلح اللوبي فى أمريكا، إلى تماسك هذه الأقليات وترابطها، يعد اللوبي اليهودي أقوى تلك الجماعات لما يملكه من نفوذ اقتصادى وإعلامي مؤثر فى الولاياتالمتحدة، حيث تتركز مفاتيح الاقتصاد الامريكي فى ايدى رجال الاعمال الامريكيين اليهود وكذلك وسائل الاعلام الاشهر يمتلكها يهود، ويشتهر اليهود الامريكيين عادة بتأييد مرشحي الحزب الديمقراطي، كما حدث مع جون كيري وبيل كلينتون، وأوباما ولذلك فإن الرئيس أوباما يشعر بخطر فقدان السيطرة على تصويت اليهود لمصلحته في هذه الفترة، ويتوقع انه لن يحصل على نسبة 78% من الدعم اليهودى الذى حصل عليه فى انتخابات 2008 ، وبرغم ان اليهود الأمريكيين يمثلون 2٪ من عدد السكان الا ان الناخب اليهودى يعد عاملاً حاسمًا فى السباق إلى البيت الأبيض، وهذا أمر مفروغ منه فى كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" الذى تأهل مرة أخرى إلى البيت الأبيض بنسبة 90 % من الأصوات اليهودية عشية دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الحرب العالمية الثانية، واليهود الأمريكيون هم عادة الفئة الأكثر نشاطًا دينيًا بين الناخبين الأمريكيين، والأهم من ذلك، فإن التوزيع الجغرافى للسكان اليهود يعد عامل حاسم، فحوالي 70٪ من اليهود لا يزالون يعيشون في ست ولايات فقط (نيويورك، كاليفورنيا، فلوريدا ونيوجيرسى وبنسلفانيا و ماساتشوستس). يذكر أن ولاية فلوريدا هي الولاية التي حققت الفوز لأوباما في عام 2008، بعدما حصل على 78% من اصوات اليهود بها، لكن هذا العام كشفت استطلاعات الرأي ان أوباما ورومني تعادلا في تلك الولاية، لأن المرشح الجمهوري استغل نقاط الضعف في علاقة أوباما بإسرائيل فى كل منعطف بسبب سياساته فى الشرق الأوسط، وذلك فى عرض لم يسبق له مثيل لميت رومني من الثناء والدعم للدولة اليهودية، خصوصا أن نصف سكان الولاية تتعدى أعمارهم 65 عاما، وهم اكثر شراسة وحرصا على إسرائيل من الأجيال اليهودية الأخري. الدكتور ايرا شيسكن، مدير مشروع الديموجرافيا اليهودية في جامعة ميامي، قال إن اليهود يهتمون بإسرائيل، لكنهم مثل معظم المواطنين الأميركيين، يهتمون أكثر بقضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية، مثل زواج مثلي الجنس والضرائب، والتعليم، وأسعار الغاز. من جهة أخرى، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن غالبية الأميركيين العرب ينوون التصويت لباراك أوباما، برغم ان بعضهم فقدوا الثقة فيه. وعلى صعيد اخر يتركز الأمريكيين العرب فى مدينة ديترويت بولاية ميشيجان، وليسوا جميعهم من المسلمين، برغم ان الولاياتالمتحدة موطن لأكبر مسجد في أمريكا الشمالية، وكذلك يوجد بها المتحف الوطني العربي الأميركي. وشهد عام 2008، تصويت أكثر من 2 مليون عربي بأغلبية ساحقة لصالح باراك أوباما، وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن 75٪ من الناخبين الامريكان العرب والمسلمين سيصوتون لأوباما هذا العام، وهم يأملون أن تكون لأوباما فترة ولاية ثانية لأن لديه برنامج انتخابي موثوق وواقعي أكثر من رومني الذى تتركز نقطة ضعفه فى اعتقاده الخاطئ بأن الأمريكيين شعب متميز وأن الولاياتالمتحدة هي مركز العالم. وبالنسبة لاستطلاعات الرأى للامريكيين الايرانيين وهم حوالى 1.5 مليون أمريكي يعيشون في الولاياتالمتحدة، فقد أشارت إلى انخفاض دعمهم لأوباما هذا العام بمقدار 10 نقاط عن عام 2008، بسبب سياساته تجاه إيران، لكن حوالي 55 % من الامريكان الايرانيين يقولون انهم ينوون التصويت له، فيما أبدى 13% من الامريكيين من أصل ايراني دعمهم لرومني. ويمثل الأمريكيون من أصل إفريقي 12% من الشعب الأمريكي وهى نسبة كبيرة ومؤثرة، ويتركزون في ولاية أوهايو وفريجينيا وفلوريدا، وهم يفضلون مرشحي الحزب الديمقراطي، وبرغم من انهم اكثر الفئات المهدور حقها فى الولاياتالمتحدة وتصل نسبة البطالة بينهم الى 14% فى حين تصل نسبة البطالة على مستوى الشعب الامريكي ككل 8%، الا انه وفقا لآخر استطلاع للرأى فإن 92% من الأمريكيين الافارقة يؤيدون أوباما أما رومنى فيؤيده حوالي 3% منهم. الصوت النسائي في الانتخابات الأمريكية يمثل دعما قويا، لأنهن يشكلن 53% من اصوات الناخبين الامريكيين، وفى انتخابات 2008 حصل اوباما على دعم 56% من اصوات النساء، لكن هذا العام بدأ الفارق بين المرشحين يضيق واتفق المحللون ان كلا المرشحين غازلا النساء فى امريكا لكسب ثقتهن ورغم الفارق البسيط الا ان اوباما لا يزال متفوقا عند النساء ب3 نقاط حيث تتفق القضايا التى يؤمن بها اوباما مع ميولهن مثل حرية الإجهاض والرعاية الصحية.