رؤساء الهيئات البرلمانية بالشيوخ يطالبون باستخدام السوشيال ميديا لمكافحة التطرف وتطوير الخطاب الديني    كرّم الفنان سامح حسين.. وزير التعليم العالي يشهد انطلاق فعاليات «صالون القادة الثقافي»    تنفيذ صفقة جديدة علي شهادات الكربون وتعديل اسم السوق ليعكس استيعاب أدوات مالية جديدة    تراجع سعر الريال السعودى مقابل الجنيه فى ختام تعاملات اليوم الإثنين 5-5-2025    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    وزيرة التخطيط تستقبل رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار لاستعراض مختلف ملفات التعاون المشترك    وزيرة التضامن تلتقي نائبة وزير خارجية تشيلي (تفاصيل)    المدرسة المصرية اليابانية بحدائق أكتوبر تستقبل وزيري التعليم بمصر واليابان وسفير اليابان بالقاهرة    سلطات الاحتلال الإسرائيلى تفرج عن 10 معتقلين من قطاع غزة    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    زيزو يصل نادى الزمالك للمشاركة فى مران المستبعدين من مباراة البنك الأهلي    وزير الرياضة يشهد مؤتمر إعلان البطولات العربية والأفريقية للترايثلون بالجلالة    تموين الشرقية تضبط 2 طن مواد تصنيع مستحضرات تجميل فاسدة فى بلبيس    الطقس غدا.. ارتفاع فى درجات الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 32 درجة    إحالة المتهم بالتعدى على الطفلة مريم بشبين القناطر للجنايات    أكرم القصاص: العلاقة بين مصر وطائفة البهرة قوية ونقدر دورهم لتطوير مساجد آل البيت    رئيس الوزراء يتابع خطوات تيسير إجراءات دخول السائحين بالمطارات والمنافذ المختلفة    جائزتان لفيلم شكرًا لأنك تحلم معنا بمهرجاني بيروت ومالمو السينمائيين    كارول سماحة تقيم عزاء ثانيا لزوجها وليد مصطفى فى لبنان الخميس المقبل    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى المنصورة التخصصى ويوجه بتكثيف رعاية المرضى    محافظ الجيزة يتفقد فرع التأمين الصحى بمدينة 6 أكتوبر لمتابعة الخدمات المقدمة للمواطنين    القضاء والذكاء الاصطناعي.. انطلاق المؤتمر العربي الأول بمشاركة قيادات النيابة الإدارية    نجم الزمالك السابق: نظام الدوري الجديد يفتقد التنافس بين جميع الأندية    منافس الأهلي.. بوسكيتس: لسنا على مستوى المنافسة وسنحاول عبور مجموعات كأس العالم    مدرب نيوكاسل: لن ننتظر الهدايا في صراع التأهل لدوري الأبطال    فرص وظائف بالمجلس الأعلى للجامعات بنظام التعاقد.. الشروط وموعد التقديم    أعدادهم بلغت 2.6 مليون.. أشرف صبحي: الطلاب قوتنا الحقيقية    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    جامعة بنها تحصد المراكز الأولى فى مهرجان إبداع -صور    لا يسري على هذه الفئات| قرار جمهوري بإصدار قانون العمل الجديد -نص كامل    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    «وكيل الشباب بشمال سيناء» يتفقد الأندية الرياضية لبحث فرص الاستثمار    أمل عمار: النساء تواجه تهديدات متزايدة عبر الفضاء الرقمي    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    «الصحة» تنظم دورات تدريبية للتعامل مع التغييرات المناخية وعلاج الدرن    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    «غير متزن».. وكيل «اتصالات النواب» تعلن رفضها صيغة مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة    محافظ أسيوط يشيد بحصد فريق ملاكمة الناشئين فضيتين وبرونزيتين في بطولة الإسكندرية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    إعلام إسرائيلي: الحكومة تقرر عدم تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر    جامعة مايو تفتح ندوتها "الانتماء وقيم المواطنة" بكلمة داليا عبد الرحيم.. صور    "صحة غزة ": عدد الشهداء الأطفال تجاوز 16 ألفا.. والقطاع يشهد مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة    جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى فى مهرجان إبداع    الهند تحبط مخططا إرهابيا في قطاع بونش بإقليم جامو وكشمير    وزير الخارجية العراقي يحذر من احتمال تطور الأوضاع في سوريا إلى صراع إقليمي    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    امست سلك الغسالة.. مصرع طالبة جراء صعق كهربائي فى سوهاج    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأنبا بسنتى ل«الصباح»:البابا الجديد لن يعمل بالسياسة لأنها لعبة قذرة
نشر في الصباح يوم 28 - 10 - 2012

كشف الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، أحد قيادات الكنيسة المصرية، أن تعداد أقباط مصر حاليا يتراوح بين 12 و13 مليون نسمة، مبديا اندهاشه من اعتبار تعداد الأقباط خطا أحمر يدخل ضمن منظومة الأمن القومى.
وقال الأسقف إن السياسة «لعبة قذرة» لن يمارسها البابا الجديد ولا الكنيسة، وأكد، فى حوار صريح مع «الصباح»، أن الكنيسة لا تخشى نفوذ «الإخوان المسلمين»، ولا تعترف بجماعة «الإخوان المسيحيين»، كما أجاب عن أسئلة شائكة تخص أقباط الداخل والخارج، وأداء الرئيس مرسى وانتخابات البابا الجديد.. إلى نص الحوار..
لماذا لم تترشح لكرسى البابا وأنت من أكثر الأسماء قبولا لدى المسلمين قبل المسيحيين؟
من رعى شعب فى إبراشية مثلى مستحيل أن يفكر أن يمسك الكرازة أو الكنيسة كلها داخل مصر، لأنها مسئولية كبيرة جدا، ربنا قال لليهود «من يدك اطلب دم الذى يضيع»، ويجب على الراعى أن يعمل جهده ليرجع الرعية إلى الله، وإن أهمل يقول له ربنا: «من يدك اطلب دم الذى يضيع منك».
لكنك تتحمل مسئولية كبيرة وتؤديها بالفعل على خير وجه بشهادة أغلب رعاياك؟
ولكنها أقل من مسئولية البابا، فأنا أرعى ما يقرب من ربع مليون مسيحى فى مناطق «التبين ومايو ووادى حوف والمعصرة وحلوان» وبعض المناطق الأخرى وهذه مسئولية كبيرة.
هل هناك انقسامات بين أعضاء المجمع المقدس؟
لا توجد انقسامات، والدليل على ذلك أن قائم مقام البطريرك «الأنبا باخوميوس» استطاع إنهاء أى انقسامات بإعجاز حينما تمت الإجراءات باختيار خمسة من السبعة عشر، وهذا إجراء كنسى دينى، وعلى أثر هذا قررنا تقديم الميعاد، خصوصا أننا اقتربنا من السنة الميلادية وصوم الميلاد يبدأ من 25 نوفمبر، ونحن نعتاد الاحتفال، به، وهذا العام سنجمع بين رسم جلوس البابا على الكرسى البابوى، وذكرى البابا شنودة يوم 14 نوفمبر.
هل سيتم الفصل بين احتفالات البابا الجديد والاحتفال بالبابا شنودة؟
البابا شنودة تركنا وهو عند ربنا يدعو لنا، وهو مثل البابا كيرلس له قامة كبيرة عند الأقباط ولايزال الأقباط يحتفلون به إلى الآن وله عيد ويحتفل به فى المكان الذى به جسمانه، وهو دير مار مينا غرب الإسكندرية فى مريوط، وعلى كل حال احتفالنا بذكرى البابا شنودة سيكون يوم14 نوفمبر، أما احتفالنا بالبابا الجديد فسيكون يوم 18 نوفمبر إن شاء الله.
معايير اختيار البابا تحاط بكثير من السرية والغموض.. لماذا؟
التعامل مع الرموز يجب أن يكون بحذر، ونحن بلد يحترم التدين والرموز الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية، وأستشهد فى هذا الأمر بالسيد المسيح عندما ضبطت امرأة بخطيئة فجاء اليهود مندفعين وقالوا للسيد المسيح: فى ناموس موسى مثل هذه ترجم وأنت ماذا تقول؟ فقال: «من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، وبدأ يكتب على الأرض كلما دنا منه شخص كتب على الأرض خطيئته، وهكذا رحل كل الموجودين فرفع رأسه وقال لها: «اذهبى ولا تعودى للخطيئة مرة ثانية»، فالمسيح لم يشجع الخطيئة وإنما ستر عليها.
عفوا، ما الصلة بين هذه القصة والسّرّية والغموض الذى يكتنف المجمع؟
أقول هذا الكلام لأن الناس لو ظلت تجرح فى بعض وتقلب فى الماضى والحاضر وتكشف نقاط الضعف، فهذا لا يفيد أحدًا، بل يؤذى، ولذلك الأنبا باخوميوس امتدحهم جميعا، وكل فرد من أعضاء المجمع المقدس له قيمة وقامة والكنيسة والوطن فى احتياج لهم.
لماذا لا يشارك كل الأقباط فى اختيار البابا؟
نرجع للكنيسة الغربية ونظام الإدارة، اكتشفوا أن البابا الحالى لروما ربنا افتكره ومات.. ماذا يفعلون.. يغلقون أبواب الفاتيكان. الفاتيكان مدينة على نحو 15 أو 20 فدانا وليست مدينة كبيرة ولكنها دولة ولها تمثيل سياسى لدينا فى مصر.. هناك يرفعون عَلمًا يدل على أن البابا مات والكردينالات
الذين يقابلون الأساقفة لدينا يجتمعون ويغلقون الباب ولا يخرجون إلا وهم مستقرون على البابا الجديد، يطلقون دخانا أبيض علامة على أنه تم الاختيار، أما نحن فلا نكتفى برجال الدين فقط والأساقفة ولكن لدينا مجلس ملى وهم الأعضاء الذين يديرون أموال البطريركية مع البابا، ولدينا هيئة أراضى الوقف، وهؤلاء رجال وسيدات أفاضل ومعهم صحفيون وإعلاميون يشاركون وينتخبون البابا، الذين انتخبوا البابا شنودة كان عددهم 750 والذين سينتخبون البابا الجديد 2400، أى أن العدد تضاعف ثلاث أو أربع مرات، ومن هنا كذلك يتم انتقاء الناس الذين ينتخبون، ولذلك تشمل القائمة قيادات شعبية وقيادات دينية وقيادات فكرية، ولو فتحناها فكلنا يرى حال الانتخابات، والناس الواقفة تعطى نصف وربع الجنيه، ولذلك نحن نقطع الفرصة على أصحاب النفوس الضعيفة، ولأن انتخاب البابا عمل يتحكم فيه الضمير فلا يصح فيه غير الصحيح.
فقد تظاهر أقباط الإسكندرية للحفاظ على قوانين الكنيسة التى تنص على أن يكون البابا من الرهبان «وخصوا بذلك الأب تواضروس ورافائيل»، وكان ردنا العملى هو اختيار هؤلاء الخمسة: ثلاثة منهم رهبان لم يؤخذوا رتب أكثر من راهب وقمص، واثنان من الأساقفة العموميين.
المعنى أن الأنبا رافائيل راهب؟
كلهم رهبان، كل البطرك رهبان، ولكن هناك راهب أصبح أسقفا وتولى إبراشية مثلى، أما الراهب الأسقف الذى يساعد وليس عليه عبء مباشر فهذا راهب، ولكن زاد على الراهب أنه أخذ رتبة لكن لم يجرب رعاية الشعب لأن الشعب اختصاص الأسقف الأصيل الخاص بالإبراشية.
أليس هذا سبب انسحاب الأنبا رافائيل واعتذاره ثم عودته؟
الأنبا رافائيل إنسان لطيف وبسيط كنت أصلى معه فى القداس وقلت له ما الحكاية سوف تكمل أم ماذا؟ فقال: أنا نفسى أعتذر ولكن الأنبا موسى طلب منى أن أكمل.
ماهو موقفك من تعديل اللائحة الخاصة بقانون 57 لاختيار البابا والقوانين الأخرى كلائحة 38 للأحوال الشخصية؟
بالنسبة للائحة 57 الخاصة باختيار البابا سوف تعدل، وهذا الكلام كان بالأمس مع الخمسة المرشحين فى كنيسة العذراء بالمعادى وعندما سئلوا قالوا إن هذا الأمر مطروح، وبإذن الله يتم تعديل اللائحة، أما لائحة الأحوال الشخصية فتدرس ولو أنها مرفوضة لأنها تعطى تصريحا بالزواج لاستحالة العِشرة ولعدم الإنجاب أحيانا، وهذه أشياء لم تذكر فى الإنجيل ومن هنا كان زواج المسيحى رجل واحد لامرأة واحدة.
ما هو عدد الأقباط الحقيقى فى مصر؟
أنا أحب أن أرجع إلى مرجعين عاصرتهما؛ الأول رئيس البرلمان الأسبق المهندس سيد مرعى وقابلته عام 1977وكنت أستقبله فى المطار أنا ورجل دين مسيحى، قال له نحن تعدادنا 12 مليونا؛ فأجابه سيد مرعى: أنتم تعدادكم ستة ملايين فقط، والمرجع الثانى البابا شنودة عندما كان فى زيارة للولايات المتحدة وقابله الرئيس الأمريكى جيمى كارتر فى البيت الأبيض فقال له: «أعلم أنك رئيس دينى لسبعة ملايين مسيحى يعيشون فى مصر»، هذا قال ستة وهذا قال سبعة، فلو أخذنا المتوسط الحسابى مع مراعاة الزيادة السكانية والسنين نجد أن التعداد أصبح نحو 12 أو 13 مليونا قد يزيد وقد يقل.
أليس لدى الكنيسة حصر بعدد رعاياها؟
رد السيد مرعى على هذه النقطة وقال له: يا أبونا التعداد من اختصاص الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وليس من اختصاص الكنيسة.
أريد الإجابة من نيافتك وليس من أقوال الآخرين؟
ردى أن الكنيسة لديها حصر، ولكن لا ننادى به كثيرا ولا نتكلم فى هذا الموضوع.
لماذا.. تخفونه؟
لأنهم يقولون تعداد الأقباط خط أحمر، وهذا أمن قومى وهذا الكلام مستمر حتى الآن، والدليل على ذلك الشخص الذى أعلن أخيرا أن تعداد الأقباط خمسة ملايين، وتعرض لسخرية الكاتب الكبير أحمد رجب، وهذا يؤكد استمرار الوضع.
وفى رأيك ما الهدف من تقليل هذا التعداد؟
له العديد من المغازى.
أعطنى مثالا؟
العارف لا يعرف، وشعبنا المصرى ذكى ولمّاح ولا يحتاج إلى إيضاح.
ما تعليقك على وجود جماعة «الإخوان المسيحيين» التى ظهرت على غرار «الإخوان المسلمين»؟
لا توجد لدينا جماعة اسمها «الإخوان المسيحيين» ولا نعترف بهم.
الكنيسة لا تدعمهم ولا تساعدهم على الإشهار؟
الكنيسة مؤسسة روحية ولا تتدخل فى السياسة ويخطئ من يظن أن رجل الدين المسيحى يتدخل فى السياسة، وهذا الكلام من الإنجيل.
وما رأيك فى الحركات القبطية الجديدة؟
أنا لا أعرف شيئا عنها، والكنيسة يُعرف عنها أنها لا تعمل بالسياسة.
معنى هذا أن الكنيسة ليس لديها سلطة أو سيطرة عليهم؟
سألنى صديق لى هذا السؤال من قبل وقال عندما كانوا يريدون أن يأتوا بكلمة تقنع الأقباط كانوا يأتون بها من البابا شنودة وهذا صحيح، لأنهم يحبونه وهو رجل منطقى، رجل يعمل بالإقناع وليس بالفرض والإجبار ويخلص للشعب المسيحى والمسلم ومحب للوطن ولذلك سموه بابا العرب لأنه مهتم دائما بقضايا العرب.
وأنا لا أعلم أمام الله فى سمّاه شيئا عن هذه الحركات القبطية ولا أؤيدها لأنها ليست فى مصلحة الوطن، فمصلحة الوطن أن نكون يدا واحدة، فعندما حاربنا فى 73 لم يفرق العدو بين المسيحيين والمسلمين بل كلهم قتلوا واستشهدوا دفاعا عن الوطن، فمن يرد العمل بالسياسة فلينضم لحزب.
هناك اتهامات تشير إلى أن أصابع أقباط بالمهجر تحرك هذه الاتحادات وتساعد فى انتشارها؟
الأقباط فى المهجر أو مصر ليس لديهم غير حب الله والوطن وإن كان هناك بعض الغيرة على الدين من شدة الإيمان والعقيدة والرغبة والشعور بإحساس المواطنة ولكن فى النهاية المصرى يميل دائما إلى الهدوء والانتماء لوطنه ولأهله.
معنى كلامك أنك لم تسمع التصريحات النارية التى أطلقها أقباط المهجر ضد مصر؟
صدقينى أنا لم أسمع وعندما أسافر للعلاج فى الخارج وأجتمع معهم أقول لهم لماذا هذا الكلام، من المفروض أن نطالب بحقنا داخل بلادنا ولا ننادى به فى الخارج، ماذا ستفعل لى أمريكا، هل يوجد مستعمر قدم شيئا لمصر؟ فلا يخدم بلدى إلا ابن بلدى، وكلمة «يحيا الهلال مع الصليب» خرجت من الأزهر، وربنا يبعث لنا حكاما يحققون لنا مبدأ «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» وهذا كلام الشريعة الإسلامية.
ما هو رد فعل الكنيسة تجاه أقباط المهجر المشاركين فى الفيلم المسىء للرسول ومحاكمتهم فى مصر غيابيا؟
لابد أن يحاسبوا، هل من المعقول أن نقول لا يحاكمون، من أخطأ يتحمل، والقضاء المصرى عادل وسيعطى كل ذى حق حقه.
ألا ترى أن الإساءة للرسول، عليه الصلاة والسلام، هى التى أدت لحرق الإنجيل أمام السفارة الأمريكية؟
هذا الموضوع كبير، ولكن افرضى أن مسيحيا أمريكيّا أخطأ، ما ذنبى أنا أن أجنى ثمار خطئه، فى اليوم الأخير ربنا سيحاسب كل واحد بعمله، ونحن نرفض خطأه وخطأ من قبله وكل الرسومات المسيئة وغيرها، والذى أخطأ هو الذى يجازى ولكن نحن شعب متحاب، لذلك لابد من احترام عقيدة أخى وإيمانه ولا يجوز أن أحاسبه على أخطاء غيره، وهذا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى فى قصيدته «عدت أنا والقبطى إلى أمتى»، ولذلك أتمنى أن يتم تحفيظ الأطفال والتلاميذ فى المدرسة جزءا من قصيدة أحمد شوقى، فهى رائعة جمع فيها عقيدة إسلامية ومسيحية وتعاليم سمحة.
ألا ترى أن نبرة «مسيحى ومسلم» أصبحت عالية بين الشباب؟
أرى أن علاجها ليس مشكلة، أنا طوال عشرين عاما والكلام الذى أقوله أعيده ولكن أقوله من قلبى قبل ما أقوله بلسانى، والعلاجات معروفة والشباب والشعب طيب جدا، سواء كان مسلما أو مسيحيا، وإنما لطيبتهم وسذاجتهم ممكن حد يولعهم بطريقة معينة تخدم أغراضه ومصالحه، ونحن نرفض تماما المساس أو الإساءة لدين إخواننا، ولذلك لابد من تطبيق مبدأ المواطنة.
هل ترى أن سيناريو استخدام ملف الأقباط لسكب البنزين على النار لايزال مستمرا لشغل الرأى العام؟
أتعشم أن ينتهى ذلك وألا يكون موجودا بأى شكل من الأشكال.
ما رأيك فى ارتفاع أعداد الأقباط المهاجرين من مصر؟
الذى يهاجر ليس المسيحيين فقط وإنما المصريون، ولكن الأعداد كبيرة فى الأقباط فى حركة الهجرة، وعن ترك مصر فى هذه الظروف أقول للشاب والشابة إذا أنت لم تكن تحتمل فهذه بلدنا حلوها لنا ومرها لنا، لذلك يجب أن نحتمل ظروفها الصعبة، خصوصا أن ربنا وعد الشعب المصرى بالبركة ومبارك شعب مصر، والقرآن يقول: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وأنا لا أشجع الهجرة.
مارأيك فى تدويل قضايا المسيحيين؟ من تخدم ومن وراءها وما موقف الكنيسة منها؟
تخدم الاستعمار ووراءها ناس لا تعى أو تفهم معنى الوطن ومصلحة أبنائه وتركت عقولها للغير لتتحكم فيها، وموقف الكنيسة واضح وصريح، فما أقوله أنا قاله البابا شنودة، وسيقوله البابا الجديد، كلنا شاربين من بعض حب البلد، وحب إخواننا المسلمين قبل المسيحيين، ولا نعرف غير ذلك، أنا عندما أمرض فجارى المسلم هو الذى ينجدنى وهكذا، عشنا بهذا المبدأ والمفهوم.
كيف ترى إخضاع ميزانية الكنائس والأديرة للجهاز المركزى للمحاسبات وأيضا ما قيل عن وجود أسلحة فيها؟
الدولة تحاسب على أموال أعطتها أو منحتها، فكيف تحاسبنى على أموال لم تدفعها، والجهاز المركزى للمحاسبات يحاسب على أموال الدولة، وهذه ليست أموال الدولة، وهى أموال المتبرعين من المسيحيين، ولو الأقباط لم يلمسوا أن هذه الأموال ستذهب إلى غير مكانها فلن يتبرعوا.
وبالنسبة للسلاح نحن بالفعل لدينا سلاح، سلاح العلم والإيمان أما السلاح الذى يقصدونه فلا نعرف عنه شيئا.
تقييمك للمرحلة الماضية من حكم الرئيس مرسى؟
يتكلم فيها السياسيون، أنا رجل دين.
مع احترامى لنيافتك أنت مصرى أولاً وتعيش فى هذا الوطن.
أتمنى أن تستقر أحوال البلد، وتتقدم للأمام ويستقر الأمن ويشعر الناس بالأمان حتى نعطى فرصة للناس الموجودة فى الخارج ولديها أموال أن تأتى وتستثمر أموالها ويكون هناك إنتاج وتتبدل أحوال مصر، ويجب ألا ننسى أن الرئيس مرسى رئيس لكل المصريين، وقال إنها دولة مدنية، نريد أن نرى ذلك ونرى الكلام فعلا.
هذا يأخذنى لأسألك هل قرأت مسودة الدستور وهل حققت بعض مطالب الأقباط؟
قرأت أجزاء، ونحن نسمع من هنا ومن هناك، المهم أن نرى عملا وليس مجرد كلام، الذين يمثلوننا فى الجمعية الأنبا بولا واثنان من السادة المستشارين هم الذين يحضرون الجلسات ويطمئنوننا أن الأمور تسير على ما يرام، وأتعشم أن يحل الدستور الجديد مشاكل الأقباط والمسلمين ويكون فيه خير للوطن، لأن الدستور قلب الدولة والشعب، ويجب أن يعبر عن أطياف المجتمع ككل ويريح ويرضى الكل بما يرضى ربنا، حسب الشريعة الإسلامية لإخواننا المسلمين، ولا ننسى الشريعة المسيحية للمسيحيين.
فى حالة عدم رضاء الأقباط عن مسودة الدستور ماذا سيكون رد فعل الكنيسة؟
الكنيسة مؤسسة دينية مسيحية فى مصر، أما بالنسبة للأقباط فردود الفعل تتفاوت، ونحن لدينا محامون ماهرون وأساتذة قانون هم من يديرون الأمور.
توقعاتك لنسبة الأقباط فى البرلمان القادم؟
إذا سرنا بنفس الطريقة التى سرنا بها المرة السابقة فاليوم سيكون مثل الأمس، إنما نتعشم أن تتغير الصورة لأن هذا يسىء إلى بلدنا، ولعل الذى وضع التعداد خمسة أو ستة ملايين كان ينظر إلى هذه التشكيلات السياسية أو غيرها ليمثل فيها الأقباط بنسبة ضئيلة، أرجو أن يراعى هذا، لأن هذا أمر يخجلنى كمصرى وأن يكون قطاع ضخم كالأقباط لا يمثل بالشكل المناسب.
هل ترى أن حوار الأديان ذو جدوى؟
نحن عمومًا فى مصر الحوار متواصل ولم يتوقف، وهذا الحوار يكون ذا جدوى للغرباء عنا، أما مع أولاد البلد فيعرفون كيف يتعايشون مع بعض، نحن من قديم الأزل نعيش مع بعض بسلام.
ما ردك على الأصوات القبطية التى تطالب بأن يظل دور البابا والكنيسة روحيّا فقط؟
نحن بعيدون عن السياسة تماما، والبابا الجديد لن يعمل بالسياسة ولا البابا القديم كان يعمل بالسياسة.
بالعكس البابا شنودة كان يخوض غمار السياسة بشكل أو بآخر؟
هذا غير حقيقى، اسمحى لى أن أفرق بين فهم السياسة وممارسة السياسة، أنا كمواطن من حقى أن أفهم السياسة ولكن كرجل دين ليس من حقى أن أعمل بالسياسة لأن السياسة لعبة قذرة، ورجل الدين لا يمكن أن يتصف بذلك لأن الخداع والكذب من صفات العمل السياسى، والدين يرفض ولسان الأكاذيب يقطع، ولذلك كان يفهم السياسة ولكن لم يعمل بها.
فكرة تطعيم المناهج بأجزاء من الإنجيل هل هى مغازلة من الإخوان للكنيسة؟
إذا كانت النوايا طيبة فكل شىء يسير تمام، أما إن كانت غير طيبة فربنا يسترها على الكل، وإذا كانت النية طيبة وذكر أجزاء من الإنجيل وآية ،أو اثنتين من القرآن، ماذا يحدث؟ لا شىء، لأن رأس الحكمة مخافة الله، فأنا أعلم أنك مع تدريس القرآن فى اللغة العربية بالضبط ولكن نبعد عن العقيدة لأنه يجب أن تكون العقيدة الإسلامية للمسيحى ثقافة، والعقيدة المسيحية للمسلم ثقافة.
هل ترى أن التعليم يؤصل للتفرقة.. وهل يفى الإخوان بعهدهم؟
أنا أفضل أن ندرس القيم المشتركة، الإيمان والمحبة، وهذا ما أكد عليه البابا شنودة عندما كان الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر، وما يمس العقيدة يدرس فى دور العبادة وبالنسبة لوعد الإخوان فالأيام بيننا.
هناك وحدة المشاكل التى تجمع المسلمين والمسيحيين مثل رغيف العيش والمحسوبية والبنزين، الكل يعانى، فلماذا نسمع عن اضطهاد الأقباط والكل مضطهد؟
القبطى لو أخذها برؤية واسعة سيتخطاها، إنما أحيانا الحساسية، خصوصا مع فارق العدد، افرضى النهاردة عشرة يقفوا مع بعض، اثنين مسيحيين والباقى مسلمين سيكون الصوت العالى لمن؟ سيكون الصوت للمسلم، ولأن القبطى يشعر بأن نسبة تمثيله ليست كافية فهناك قطاعات لا يتم فيها تعيين، لماذا؟ أليس مواطنا ويحمل عبء الوطن فى الحروب مثله مثل أخيه المسلم؟! الأقباط فيهم قيادات ذات كفاءة عالية لماذا نهمشهم؟ ولهذا نحن ننتظر من الثورة والرئيس مرسى تغيير هذا الوضع.
ما رأيك فى الأصوات القبطية التى تقول إن عهد مبارك أرحم من عهد مرسى؟
أنا ليس لى رأى فى ذلك، وهذه وجهة نظر، ونحن ننتظر من الرئيس مرسى أن يقدم الكثير من الذى وعدت به الثورة.
إلى أين وصلت التحقيقات فى كنيسة القدسين؟ وهل هناك نية لإغلاق هذا الملف دون نتيجة من القديسين إلى أحداث ماسبيرو؟ وماذا تتوقع؟
لا أعرف وكل ما أستطيع قوله إن الأيام بيننا، بمعنى هل حدث شىء فى الملفات السابقة بدءا من الكشح ونجع حمادى وغيرهما، وهذا أمر لا يسر أى مصرى أيا كانت ديانته، لن تظهر الحقيقة فى أحداث ماسبيرو، ولن يتغير الحال كثيرا لأن عقليتنا كما هى ولم تتغير، ويحضرنى كلمة البابا شنودة: نستأنف الحكم لدى الله.
ماهى طلبات الأقباط فى نقاط محددة؟
حرية بناء الكنائس، ولا تُمنع وظيفة مثل الجيش والشرطة عن مواطن بسبب دينه، بجانب ألا يمنع مواطن من التعيين فى هيئة تدريس الجامعة بسبب أنه مسيحى، ونحترم عقائد بعضنا بعضا.
مرجعية المسيحى ستكون للدولة أم للكنيسة؟
ما يخص الإنجيل تكون المرجعية للكنيسة وما يخص الوطن المرجعية للوطن.
هل تخشى من ازدياد نفوذ الإخوان فى الدولة؟
لا يصح إلا الصحيح، من يعطى البلد بإخلاص سينجح، وبالتالى أنا لا أخاف.
تعلم أن مياه النيل فى يد مسيحيين فماذا قدمتم لمساعدة مصر فى هذا الملف الشائك؟
لم نتأخر عن أداء دورنا فى هذا الملف ولا الكنيسة لأن هذا الماء سيأتى للمسيحى والمسلم وإن جف النيل عطشنا جميعا، ومستحيل أن تتأخر الكنيسة ولكن الدولة تطلب، نحن لم يُطلب منا شىء، وعندما طلب منا دخلنا فى الخط والكنيسة قامت بدورها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.