البعض يفضل الذهاب إلى المقابر ثاني أيام عيد الأضحى، بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، أو الزيارات العائلية. أسر مصرية كثيرة، تحرص على هذه العادة السنوية، ويخرج أفرادها وبين أياديهم المصاحف والطعام والشراب «لتوزيعه على روح المرحومين» ممن انتقلوا إلى الرفيق الأعلى.
ويترزق البعض من زيارة المقابر في العيد، ففي بعض القرى الريفية مثل قرية برقاش التابعة لمركز منشأة القناطر بالجيزة يذهب بائعو ألعاب الأطفال أو الحلوى إلى القبور قاصدين من جاءوا لقضاء عيدهم مع الموتى.
عادة تضرب جذورها عميقاً في الوجدان الجمعي للمجتمع، وقد تكون ذات أصول فرعونية، ويقوم زوار المقابر أيضاً بوضع جريد النخيل عليها، بسبب ما يُشاع حول أن النخيل والنباتات الخضراء تستغفر للموتى .. غير أن هذه العادة تراجعت مؤخراً بعد فتاوي تليفزيونية تحرمها، وتعتبرها بدعة، وأخرى تحرم زيارة القبور على النساء. ويؤكد الدكتور عبدالله ربيع، أستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن زيارة المقابر مشروعة بالنسبة للرجال فى الأعياد وغيرها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أُذن لمحمد فى زيارة قبر أمه فزوروها، فإنها تذكر الآخرة».
ويضيف ربيع أن الأمر لا يختلف باختلاف الجنس، فجائز للمرأة زيارة القبور فى أى وقت، لكنه طالب بألا تخرج إلى المقابر فى الأعياد لما تشهده من ازدحام واختلاط غير محبب بينها وبين الرجال، موضحا أن زيارة القبور تذكر الإنسان بالآخرة وتجعله لا يتعلق بالدنيا، وحتى لا تنسيه فرحة العيد أن هناك موتا وآخرة وحسابا.