الدكتور مصطفى أبو عمار: لا مانع من زيارة القبور طالما مصحوبة بالآداب العامة الشرعية الشيخ جابر طايع يوسف: زيارة القبور فى العيد هى مشاركة وجدانية للموتى الدكتور محمد المنسى: زيارة القبور فى العيد تصرف الناس عن أداء مقاصد المشرع فى العيد الدكتور حامد أبو طالب: أطالب المصريين بترك هذه العادة وعدم زيارة المقابر فى العيد عندما يدق رمضان الأبواب تنطلق معه أهازيج الفرحة والبشرى وترتسم البسمات على الوجوه وتنجلى الهموم رويدًا رويدًا من الأنفس يصل فيه المسلم إلى أرقى درجات الصفاء الذهنى والروحى وتتوزع فيه نسائم السعادة على بيوت المسلمين، ويأتى العيد بعد شهر كامل من الصيام يفرح به الصائمون كبارًا وصغارًا رجالاً ونساءً أطفالاً وشيوخًا، لكن فى وسط هذه الفرحة بالعيد نجد عادة اتخذها المصريون منذ فتره وهى زيارة القبور فى العيد تناقش "المصريون" زيارة المقابر فى العيد من الناحية الشرعية والاجتماعية. فى البداية يرى الدكتور مصطفى أبو عمار - أستاذ الحديث الشريف جامعة الأزهر- أنه لا مانع من زيارة القبور فى أى وقت طالما مصحوبًا بالآداب العامة الشرعية وقد حث النبى صلى الله علية وسلم على زيارة القبور حيث قال: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" وعندما وجد الرسول صلى الله علية وسلم امرأة تبكى على القبور فنهاها عن البكاء ولم يأمرها بترك المقابر، فهذا إن دل فإنه يدل على إباحة زيارة القبور فى أى وقت. وأضاف أبو عمار: إن زيارة القبور أمر جائز ولم يستثن النبى عليه الصلاة والسلام يوم فى زيارة القبور سواء كان يوم عيد وغيره، لكن ألزم الذاهبين إلى القبور بالآداب العامة فنهى عن لطم الخدود وشق الجيوب فالزيارة لابد أن تشترط بالآداب العامة التى اشترطها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ضمن هذه الآداب عدم خروج النساء متبرجات وعدم الجلوس على المقابر وغيرها من الأفعال التى تسىء للآداب العامة. ويقول الشيخ جابر طايع يوسف - مدير المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالموت". فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى فى البداية عن زيارة القبور إلا أنه بعد أن قويت شوكة الإسلام أباح الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة القبور. وأشار طايع إلى أن زيارة القبور فى العيد هى عادة لا توجد إلا فى مصر فقط ولا توجد فى أى دولة أخرى فى العالم وهى عبارة عن مشاركة وجدانية للموتى وهى تعبير من الزائر للميت على أن الميت فى قلبه ولم ينساه فهو يشاركه فى العيد وهذا يدل على وجود وفاء وانتماء للميت فالمسألة مسألة اجتماعية ومشاركة وجدانية. وأشار يوسف إلى أنه لابد أن نوفق بين العيد كفرحة وزيارة القبور كحزن والاتعاظ وهذا لن يتأتى إلا عن طريق مراعاة الآداب العامة فى زيارة القبور فزيارة القبور هى للاتعاظ والدعاء للميت فأنت فى اعتقادك أن الميت يراك وأنت لاتراه فزيارة الميت ماهى إلا توريث وتوطيد لعلاقات الاجتماعية. ويرى الدكتور محمد المنسى -أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعه القاهرة- أن زيارة القبور مستحبة فى أى وقت فى العام ماعدا الأيام التى يحتفل بها المسلمون فى العيد. وأضاف إلى أن زيارة القبور تجدد الأحزان على الناس وتصرفه عن أداء مقاصد المشرع من تشريع العيد والعيد هو عبارة عن فرحة وهو تواصل اجتماعى وإشاعة الفرحة بين الناس والتراحم فيما بينهم. وذكر المنسى أن زيارة القبور جائزة فى جميع الأوقات وأن الشرع لم يحدد يومًا بعينه لزيارة القبور ولذلك فإن زيارة القبور يوم العيد هو مكروهة وقد تصل إلى درجة الحرمة إذا أصر الشخص على الزيارة فى أول أيام العيد، خصوصًا أنه فى أول أيام العيد ترافق زيارة القبور أمور منكرة مثل خروج النساء متبرجات واختلاطهن بالرجال وكذلك انتهاك حرمات الأموات من الجلوس على القبور ووطئها بالأقدام. الدكتور حامد أبو طالب -عضو مجمع البحوث الإسلامية- قال إن زيارة القبور كان قد نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه أباحها بعد ذلك حيث قال صلى الله عليه وسلم "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة". ومن ثم فإن مجرد زيارة القبور لا شىء فيها من الناحية الشرعية غير أن العادات التى اعتاد عليها المصريون لقضاء بعض الوقت فى المقابر فى أيام الأعياد أمر يتجافى ويتنافى مع العيد فالحكمة من العيد هى إدخال السرور على النفوس وعلى الأسر والأطفال وإدخال السرور يتنافى وزيارة القبور لأن زيارة القبور المقصود بها التفكير فى الآخرة وهذا يتنافى مع العيد. ودعا أبو طالب المصريين إلى ترك هذه العادة التى لا تتناسب مع العيد لأن لزيارة القبور حرمه تتنافى مع العيد.