تتركز المناظرة الثالثة والأخيرة فى السباق الانتخابي للرئاسة الأمريكية، بين الرئيس الحالى باراك أوباما المنتهية ولايته، والمنافس الجمهورى ميت رومنى، فى 5 قضايا للسياسة الخارجية والشؤون الدولية، أهمها سياسة أوباما فى الشرق الأوسط والحرب على الأرهاب. ووفقًا لصحيفة نيويورك ديلي نيوز، فإن رومنى سيستغل سياسة أوباما الخارجية وخاصة فى الشرق الأوسط للفوز عليه بالضربة القاضية فى تلك المناظرة والتى ستعقد بوكا راتون بولاية فلوريدا، وهى الولاية التى كانت تستهدفها كل الحملات الانتخابية بشكل كبير أكثر من أي ولاية أمريكية أخرى على مر العصور، وسيدير بوب شيفر مراسل شبكة "سي بي إس" الأمريكية مناظرة يوم الاثنين ومدتها 90 دقيقة، وسوف تكون مشابهة للمناظرة الأولى، حيث سيقف كل من رومنى وأوباما على المنصات الخطابية على خشبة المسرح، وسيقوم شيفر بطرح 5 موضوعات تتناول السياسة الخارجية، مع تخصيص مزيد من الوقت لمنطقة الشرق الأوسط والإرهاب عن أي موضوع آخر.
وقالت الصحيفة الأمريكية، أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا سيعطي لميت رومني فرصة للتغلب على أوباما في تلك المناظرة وهي المنطقة التي كان من المفترض أن تكون الضربة القاضية لأوباما، برغم من أنه هو الذي أنهى حرب العراق التي كانت لاتحظى بشعبية عميقة، والقضاء على أسامة بن لادن وبدأ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، ولكن هجوم الشهر الماضي على القنصلية الأمريكية في ليبيا الذي قتل فيها 4 أميركيين، بما في ذلك السفير كريس ستيفنز، سيعطى فرصة لرومني للنصر الحاسم فى آخر مناظرة تجمعه مع أوباما قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية فى 9 نوفمبر المقبل.
ورأى البروفيسور ويندي شيللر من جامعة براون، أن الحادث فى ليبيا يذكر الأميركيين أنهم لايزالون يعيشون في عالم خطر، وأضاف أن الإدارة الأميركية لم تكن واضحة حول ما حدث، فقد تولدت بعض الشكوك حول أوباما مرة أخرى، وقال إن رومنى سيهاجم أوباما على كونه لم صديقا كبيرًا لإسرائيل، وهو أيضًا سيتناول التهديد النووي الإيرانى وخاصة على خلفية التقارير المتضاربة للبيت الابيض حول المحادثات مع طهران في محاولة أخيرة للتوصل إلى حل دون تدخل عسكري.
وعلى الجانب الآخر، رأى شيللر أن أوباما سيحذر الناخبين من أن رومني لديه خبرة قليلة في السياسة الخارجية، وسيذكرهم بالرحلة التى قام بها رومنى في الخارج هذا الصيف والتى أدت إلى أخطاء عديدة، وسيحاول الربط بين سياسة رومني والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بقدر ما يستطيع، وسيوجه أنظار الإمريكيين إلى أن هذا الرجل قد يأخذ الولاياتالمتحدة إلى حرب مع إيران أو سوريا كما فعل بوش فى العراق.
وأشارت صحيفة "ذا سلايت" أن أوباما يتدرب على تلك المناظرة في كامب ديفيد، وهو المخبأ الرئاسي في جبال ميريلاند، مع كبار المستشارين، ومنهم ديفيد بلوف وديفيد أكسلرود، وتوم دونيلون مستشارالأمن القومي ومساعد أوباما السابق كارين دان وسيعود صباح يوم الاثنين.
وعلى الجانب الآخر يقوم رومني أيضًا مع مساعديه للتحضير للمناظرة الختامية، حيث يقضي عطلة نهاية الأسبوع في ولاية فلوريدا.
يذكر أن استطلاع مركز "بيو" يشير إلى أن نسبة تأييد أوباما تصل إلى 47٪ مقابل 43٪ لرومني ولكن هذا التأييد قد انخفض 15 نقطة منذ الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى.