جدل واسع بمجلس نقابة الأطباء، تفجر عقب حضور عدد من ممثلى القوى السياسية واليسارية، لاجتماعات الأطباء داخل غرفة أعضاء مجلس النقابة، للتنسيق لإضراب الأطباء الجزئى على مستوى مستشفيات الجمهورية، بحسب الدكتور أحمد لطفى، عضو مجلس النقابة ومقررها الإعلامى، الذى أكد، أن قضية إضراب الأطباء، قضية مهنية خالصة، ولا دخل فيها للتجاذبات السياسية وأن مثل هذه التدخلات قد تؤدى إلى نتائج سلبية تنعكس على إرادة ومصلحة الأطباء، مطالبا الأطباء بتنحية المواقف السياسية جانبا، والقوى السياسية عدم التدخل فى الأمور النقابية أو استغلال المواقف النقابية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصالح الأطباء والوطن. ومن جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن جمال، عضو مجلس نقابة الأطباء، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين: إن التيار اليسارى داخل نقابة الأطباء، حاضر بوضوح من خلال نشاط الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، منسقة حركة أطباء بلا حقوق، والتى ظهر توجهها اليسارى فى أيام الثورة جليا، مشيرا إلى أنها والمجموعة الخاصة بها من الأطباء، يمثلون أسماء بارزة فى التنظيمات اليسارية، حيث تواجدوا فى أحداث شارع مصطفى محمود، بصفة سياسية وليس مهنية أو طبية، وأصيب منهم العديد على الخطوط الأولى فى مواجهة الشرطة، وليس فى نقاط المستشفيات الميدانية. مضيفا: إنه فى يوم 24 أغسطس الماضى، شاركت مينا ومجموعتها، بشكل سياسى بحت فى المظاهرات التى دعت لها بعض القوى، وكانت موجودة على الفضائيات بصفة يسارية واضحة، عكس تواجد الإخوان فى النقابة، لأنهم تعلموا من دروس الماضى، وقرروا أن يكون تواجدهم مهنيًا، وتم وضع قاعدة نقابية صارمة بين إخوان مجلس النقابة، بعدم السماح للسياسى الإخوانى للتواجد فى النقابة، وكذلك النقابى لا يسمح له بممارسة أى عمل سياسى فى حزب الحرية والعدالة. وأوضح جمال، أن حضور المناضل اليسارى كمال أبوعيطة، إلى اجتماع لجنة إدارة الإضراب غير الشرعية، لكى يشاركها التخطيط لإضراب الأطباء، أمر غير منطقى، وهو شخصية مرموقة شاركت فى تحالف انتخابى سابق مع حزب الحرية والعدالة، إلا أنه ليس طبيبا كى يشارك فى عمل نقابى ويخطط لإضراب فئة لا ينتمى لها، الأمر الذى يكشف مدى تدخل العمل السياسى اليسارى داخل النقابة. وأكد الدكتور طاهر مختار، عضو حركة أطباء بلا حقوق، ومجلس نقابة الأطباء الفرعية بالقاهرة، وعضو لجنة إدارة الإضراب، أن أطباء بلا حقوق حركة نقابية غير مسيّسة، هدفها الدفاع عن حقوق الأطباء ومصالحهم مع مراعاة إصلاح المنظومة الصحية حتى يتم إصلاح ظروف عمل الأطباء وتقديم خدمة لائقة للمرضى، مؤكدا أن وصف الحركة باليسارية هو محاولة من مجلس النقابة العامة لتضليل الأطباء والمتابعين وتحويل الصراع حول حقوق الأطباء الذى تنحاز فيه حركة أطباء بلا حقوق للأطباء ولإصلاح المنظومة الصحية إلى مشهد غير حقيقى لاستقطاب أيديولوجى لا أساس له من الصحة ولا غرض منه سوى التضليل وتشويه صورة أطباء بلا حقوق الذين لا خلاف على نبل مطالبهم واحترام وسائلهم. وأكد طاهر، أن حركة أطباء بلا حقوق على صعيد الأفراد تضم أغلبية غير مسيّسة وبعض الأفراد من مختلف الأحزاب والانتماءات السياسية من اليمين لليسار، وأن المطالب الإصلاحية والحقوق التى «تنادى» بها «أطباء بلا حقوق» هى حقوق ينادى بها كل العاملين فى المجال الطبى ولا خلاف عليها ولا تحتاج سوى أن تكون طبيبا فى وزارة الصحة حتى تبدأ فى المناداة بها وليس صحيحا أنها مطالب سياسية بل هى مطالب من صميم عمل الأطباء وتراعى ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية. ورفض الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، وعضو حركة أطباء بلا حقوق، ولجنة إدارة الإضراب، الاتهامات التى توجه ل«أطباء بلا حقوق»، وأعضائها من مجلس نقابة الأطباء، قائلا: إن مجلس نقابة الأطباء يضم معه ثلاثة أطباء مستقلين، هم كلا من الدكتورة منى مينا، والدكتورة امتياز حسونة، والدكتور إسلام أبو زيد، وأنهم جميعا يتحركون لتحقيق مطالب عامة للأطباء والشعب المصرى كله، تتعلق بحياة المواطن وصحته وبقائه، وليس مطالب أو مساعٍ سياسية تخدم أى طرف أو اتجاه، مؤكدا أنه لا يهتم بالرد على تلك الدعاوى والاتهامات الباطلة لأنها لا تمت للواقع ولا تدعمها أدلة، وتقلل ممن يطلقونها. وعن كون «اليسارية» سبة أو تهمة من عدمه، قال حسين: إنه طبيب ونقابى مهنى ولا يعرف ما معنى كلمة «أنيركى» أو «يسارى» أو «يمينى» أو «وسط»، ولا يريد أن يعرف.. لأن هذا لا يهمه، رافضا انتقادات نقابة الأطباء، لتضامن الأحزاب السياسية والنشطاء العماليين لإضراب الأطباء لأنه يعد رفضا للتضامن مع مطالب عادلة للحق فى العلاج والحق فى الصحة، وأن الواجب هو توجيه الشكر للحركات الثورية والسياسية التى تتضامن مع مطالب المواطن المصرى فى الصحة، مضيفا: ننتظر من باقى الأحزاب وعلى رأسها «الحرية والعادلة» الانحياز لصحة المواطن المصرى والضغط على الحكومة لرفع ميزانية الصحة وإصلاح منظومتها. بينما استقبل، عدد من شباب الأطباء، انتقادات النقابة العامة للوجود اليسارى، فى الساحة الطبية الملتهبة مؤخرا، بسخرية داعين على الصفحات الطبية بمواقع التواصل الاجتماعى، بالرد برفع قناع «فانديتا» الشهير الذى ظهرت الدعوات لارتدائه فى ميدان التحرير يوم 25 يناير الماضى للاحتفال بالثورة، تيمنا ببطل الفيلم الذى ثار ضد نظام بلده الظالم والمستبد على شعبه، مستندا إلى قناع فى إخفاء هويته.