قطر .. الراعي الرسمي لثورات المنطقة

ظلت قطر منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، تلعب دور الراعي الرسمي لهذه الاحتجاجات، وذلك عن طريق دعم الشعوب ضد حكامها، وبدا أن الدعم لبعض الدول بمثابة موقف عربي شريف في بادئ الأمر، إلا أنه تغير في بعض هذه البلاد لعل أبرزها ليبيا، التي أيقنت وقتا أنها دمية تحركها قطر بتوصية أميركية لتمرير بعض السياسات ورسم مستقبل جديد لهذه البلاد عقب سقوط أنظمتها، إلا أن تبقي بعض قيادات المعارضة ملقون في أحضان قطر.
وتتمثل أوجه الدعم القطري لهذه الشعوب في تقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي وتحريك الملفات في مجلس الأمن الدولي وعقد مؤتمرات للمعارضة، وتقيم الدوحة مؤتمرا لتوحيد المعارضة السورية منتصف الشهر الجاري، ومنذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس العام قبل الماضي وتحتضن قطر المعارضة السورية، حيث وحدت بعض قيادتها في ما يعرف بالمجلس الوطني السوري، الذي يري بعض السوريين أنه بمثابة مكتب تنفيذي لسياسات قطر والولايات المتحدة ولا يمثل الشعب السوري، وقال بعض النشطاء السوريين أن قطر تنفق على بعض قيادات المعارضة السورية لتوجيه الرأي العام لخدمه مصالحتها المنفذة للسياسية الأميركية.
وتبنت قطر أوراق الملف السوري في الجامعة العربية منذ أكثر من سنة تقريبا ومجلس الأمن الدولي دون جدوى واستضافت الكثير من لقاءات المعارضة، فيما وصفها مراقب حزب الأخوان المسلمين موقف قطر ب"البطل والأكثر من رائع"، كما أن الآليات العسكرية والطريقة التي ينتهجها الجيش الحر في القتال مماثلة لنظيرتها الليبية من العربات الموضوع على متنها رشاشات الجرانوف، وتسليح الكتائب السورية.
وفي السودان، تقيم الدوحة مؤتمر " استكمال سلام دارفور" للوقوف على حل هذه الأزمة، فيما صرح ناشط سوداني ل قائلا " إنهم لا يمتلكون المال لإقامة المؤتمر فتبنت قطر الإنفاق عليه، مشيرا إلى أنه لا يعلم هدف قطر من هذه القضية، وهو الأمر الذي يدل على محاولات قطر أن تكون شريكا في كافة أحداث المنطقة.
وفي ليبيا، وبحسب وسائل الإعلام، فإن أول طائرة مساعدات هبطت في مطار بنغازي وأولى السفن التي مدت الثورة الليبية بالسلاح كانتا قطرية، وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي قال من قبل "إن قطر أنفقت علي الثورة أكثر من مليار دولار في ليبيا" وكما أعترف علنا أن خطة تحرير طرابلس كانت قطرية، بالإضافة إلى رعاية اللاجئين السياسيين والمؤتمرات تمت بواسطة قطر الجزيرة.
ويسلط الإعلام القطري الدور على احتجاجات الشارع العربي، ويتناقلها بشكل يومي، وتقوم قناة الجزيرة بنقل بث حي للبؤر الملتهبة في العالم العربي، وظهر ذلك منذ اندلاع الثورة التونسية والمصرية والليبية والسورية واليمنية.