لا يكاد يخلو فيلم مصرى عن حرب أكتوبر من مشهد "المعلم" صاحب القهوة، الذي يتجمع حوله عدد من روادها وآذانهم تتجه نحو "راديو" طالما أملوا أن يزف لهم خبر العبور منذ الخامس من يونيو عام 1967. قررت أن تسترجع مع قرائها هذه اللحظة، فاتجهت إلى "شارع معروف" بالقرب من ميدان طلعت حرب، وبالتحديد إلى مقهى "أولاد الحاج قنديل" والذي أسس عام 1946، وشهد "الحاج خيرى" بطل قصتنا اليوم، وصاحب المقهى والمولود عام 1939 لحظة العبور بداخله ومن خلال "راديو الترانزستور". وبملامحه التي شكلتها حروب اليمن التي شارك فيها كأحد جنود الصاعقة، وثورة يوليو التي وصف فيها عبد الناصر ب"عرابى مصر الجديد"، ونكسة يونيو التي لم يصدق وقوعها، وقف "عم خيرى" معنا ليسترجع لحظة العبور. بجوار ردايو "الترانزستور" وبالتحديد في ال12 ظهر ال6 من أكتوبر جلس "عم خيرى" ومعه أصدقاؤه في مقهى "أولاد الحج قنديل"، يستمعون لإذاعة "صوت العرب" عن قيام قوات الكيان الصهيونى بمهاجمة قواتنا عبر البحر الأحمر، وأن قواتنا تحاول التصدى لها، كنوع من "الخداع" الإعلامى الذي نفذه الرئيس الراحل السادات. يستكمل عم خيرى حديثه قائلا: "بعدها بدأ يتشكل مشهد "العبور" الذي نراه في أفلام حرب أكتوبر، بقيام المذيع بتلاوة نبأ العبور، رددنا نفس عبارات التكبير والتهليل والدعاء باستكمال النصر". ويضيف ضاحكا: "طبعا صاحب القهوة ما عزمش الناس كلهم على المشاريب لأننا كنا صايمين". أخبار الجبهة كان يطالعها "عم خيرى" من خلال مقال هيكل "بصراحة" ومن ترجمة الأهرام أخبار "الواشنطن بوست والنيورك تايمز". يربط عم خيرى بين هذه اللحظة ولحظة قيام ثورة يناير والتي شاهدها على التليفزيون، بعد أن "أصبح الراديو "الترانزستور" مش شغال"، وبين مطالبات إسقاط الرئيس "المخلوع" مبارك وبين ما سمعه في أثناء الحرب على "مبارك" بأنه عسكرى "ناشف" حسب تعبير عدد من أولاد حارة "عم خيرى" الملتحقين بالقوات الجوية آنذاك. ويقول، أول مرة سمعت عن مبارك كان في أثناء وجودى في مدرسة الصاعقة بأنشاص، وكان مبارك برتبة نقيب أو رائد قبل إلتحاقه بالقوات الجوية، ونقل قاداتنا لنا بأن عبد الناصر قال لمبارك أنت إيه اللى سايبك هنا أنا مضيت قرار بتعيينك في القوات الجوية". عم خيرى يختتم حديثه معنا بأن ذكرى أكتوبر هذا العام في ظل حكم الإخوان "ما لهاش زهوة" زى كل سنة، على حد تعبيره بسبب ما يعانيه الناس من "غم" و"هم" واحتياجات وتعطيل مصالحهم منذ قيام الثورة.