أعلن ناشطون سوريون أمس الجمعة أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا إسقاط مروحية بريف دمشق وطائرة ميج تابعة لقوات الأسد في دير الزور، كما أعلنت كتيبة "المرابطون في ريف دمشق" اغتيال العقيد ميمون إسماعيل وأسر المقدم مندز إسماعيل في عملية وصفتها بالنوعية. قبيل إعلان الجيش الحر في الغوطة الشرقية اعتقال العقيد الركن أحمد الرعيدي من الحرس الجمهوري. يأتي ذلك فيما سقط 127 قتيلًا على الأقل اليوم معظمهم في مدينة حمص وحلب ودمشق وريفها بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تزامنًا مع المظاهرات التي خرجت في جمعة "نريد سلاحًا لاتصريحات".
وقال مقاتلون في كتيبة دوما التابعة للجيش الحر في فيديو نشر على الإنترنت إنهم سيطروا ليل الخميس على قاعدة للدفاع الجوي بها مخزن للصواريخ في الغوطة الشرقية، كما أظهر فيديو آخر قوات المعارضة في مخزن الأسلحة الموجود بالقاعدة، الذي كان به جزء من صاروخ أرض - جو، وتعرضت أحياء عدة محاصرة ومدمرة في مدينة حمص لقصف من طائرات حربية للمرة الأولى منذ بدء الثورة السورية.
ووذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مواطنين من عائلة واحدة، بينهم سيدة، قتلوا وأصيب مواطنون آخرون بجروح إثر القصف الذي تعرضت له قرية البويضة الشرقية بريف مدينة القصير في محافظة حمص، بينما أطلق ناشطون نداء استغاثة بسبب النقص الحاد الحاصل في الكادر الطبي والمستلزمات الطبية.
وأوضح أن عنصرًا من المعارضة وثلاثة من القوات النظامية لقوا حتفهم خلال اشتباكات أعقبت محاولة قوات النظام السوري اقتحام حي القصور، وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن "حي الخالدية في مدينة حمص تعرض لقصف هو الأعنف منذ 5 أشهر، إذ شاركت طائرة حربية للمرة الأولى باستهداف الحي بالتزامن مع تعرضه لقصف بالمدفعية وقذائف الهاون".
وأكدت شبكة سوريا مباشر أن الجيش السوري الحر سيطر على مخفر حدودي قرب حمص على الحدود مع لبنان.
وفي حلب، تواصل القصف على حي الصخور، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "اشتباكات في الحي بين القوات النظامية والكتائب الثائرة"، مشيرًا إلى اشتباكات مماثلة في أحياء العرقوب والنيرب.
ولقي عنصران من الثوار حتفهما خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الموظفين بمدينة دير الزور، وتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين بين مدينة البوكمال وبلدة الباغوز بريف المدينة، وتحدث ناشطون عن قيام الجيش النظامي بإلقاء جثث قتلاه في وادي العاكولة بدير الزور
وفي درعا، اقتحمت قوات الأمن السورية بلدة المسيفرة بعدد من المركبات والجنود، رافقها وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان "عمليات إحراق وتخريب للمنازل والممتلكات، في حين شهدت بلدات وقرى الريف تحليقا للطيران الحربي في سمائها، كما عثر على جثة عسكري من القوات النظامية قرب بلدة الحارة بريف درع".
وقال ناشطون إن أعمدة الدخان شوهدت، صباح أمس، تتصاعد مع سماع أصوات تفجيرات في مدينة الهامة، وسمعت سيارات الإسعاف على أوتوستراد بيروت، وأشار الناشطون إلى أن الجيش الحر كبد قوات النظام خسائر كبيرة في الهامة يوم الخميس، بينما كانت المدفعيات تقصف قدسيا، وأن 25 جنديًا قضوا قنصًا برصاص الجيش الحر، حيث يوجد 4 قناصين في الهامة تمكنوا من إسقاط عدد كبير من قوات النظام، وأن هذا سبب الحملة العسكرية الشرسة جدًا على المنطقة.
وشهدت العديد من المدن السورية مظاهرات مناوئة للنظام السوري، فقد شهدت دمشق خروج المتظاهرين في جمعة "نريد سلاحا لا تصريحات"، كما خرجت مظاهرة في بلدة كوباني بريف حلب طالبت بإسقاط النظام وإعدام رئيسه ونصرة المدن المنكوبة، كما نقلت الجزيرة صورا مباشرة لمظاهرات مناوئة للنظام السوري في مدينة الحولة بمحافظة حمص.
ووسط العاصمة انتشرت الحواجز بكثافة لتهيمن على الشوارع الرئيسية حالة أشبه بحظر التجول، بينما زادت المظاهرات في الأزقة داخل الأحياء الثائرة، وذلك على الرغم من حملات النظام المتواصلة لإخماد تلك الأحياء، حيث تم يوم أمس اقتحام منطقة مخيم اليرموك وبعض أحياء دمشق الجنوبية وشنت حملات اعتقالات شملت عدة مدارس تابعة للأمم المتحدة التي تؤوي نازحين من المناطق الأخرى، واعتقلت عددا منهم.
إلى ذلك، هددت كتائب الجيش الحر في منطقة وادي بردى بقطع مياه نبع الفيجي عن دمشق والمناطق الموالية للنظام، إذا لم يوقف الجيش السوري قصف قدسيا والهامة في ريف دمشق، اللتين تتعرضان منذ يومين لقصف مدفعي عنيف.
في المقابل قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القوات النظامية حررت 8 مدنيين اختطفتهم مجموعات "إرهابية" مسلحة في قدسيا في دمشق.
ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري القول إنه ضبط كميات كبيرة من البنادق الحربية الآلية والرشاشات والقناصات والذخيرة وأجهزة اتصالات في أوكار مجموعات مسلحة بمنطقة السلمية في ريف حماة الشمالي.