كثيرا ما نسمع مصطلح "المجتمع الشرقي"، والجميع يتشائم منه ويحلم بالمجتمع الغربى .. فكثير منّا يفكر فى السفر لكى يبتعد عن التقاليد الشرقية أو لأنه يحلم بمعايشة تقاليد الدول الأوروبية، على الرغم من أن كل مجتمع يحمل عيوباً، والعاقل من يأخذ من المجتمعات الأخرى ما هو مفيد فقط .. و لا يكون مجرد متبع أعمى .. لاسيما أن وضع الدول العربية الآن من ضعف أمام الغرب جعل العرب مفتونين بثقافة الأقوى والمجتمع الغالب والمنتصر.. و هذه من الطبائع الخاطئة في المجتمعات . فليس كل ما هو غربي جيد .. ولا ننكر أن بها من العلوم والمعارف ما يجب الاستفادة منه ..دون أن نقع فريسة في حب و تتبع كل ما هو غربي .. و لو كان فاسداً … وهنا أتسائل هل يفكر الغرب مثلما نفكر نحن العرب؟! .. أم أننا دائما ما نحب الازدواجية، وهى من أكثر الأمراض النفسية والمجتمعية التى يعانى منها المجتمع الشرقى. فالمشكلة هنا أن الأفراد غالباً لا يضعون أنفسهم بأماكن الآخرين، بل يتخذون القواعد التى تربوا عليها هى الحاكم الأول والأخير فى أى أمر لا يخصهم على المستوى الشخصى، بمعنى آخر دائماً ما يحرم الفرد على غيره ما يحلله لنفسه، وأرى أن هذا التعبير هو أبسط تعريف للازدواجية التى مازالت تعانى منها الشعوب العربية، والتى كانت نتيجة التربية الخاطئة، وفرض الكثير من المحظورات، ما يجعل الفرد يتمسك بفرضها على غيره، فى حين عدم مقدرته فى تطبيقها على نفسه.. لذا أؤكد على دور التربية فى القضاء على هذا المرض النفسى المعقد، وخلق جيل خالٍ من العقد، والبعد عن الطباع الغربية السيئة بإعتماد الرقابة للمجتمع، واستبدالها بأن يكون الإنسان هو الرقيب على نفسه.