"وداعا أيتها السماء" .. رواية فضح المستور أم التأمُل؟ المؤلف : الخوف من مواجهة الذات آفة بشرية غلاف الرواية محيط - حاوره على الهاتف الروائي المصري أحمد مجدى بسعادة غامرة تلقيت رواية حامد عبدالصمد الأولى "وداعا أيتها السماء" ، وهي للحق رواية مبهرة تمتاز بالسرد المميز ، وهي كذلك العمل الأول للروائي الصاعد بسرعة الصاروخ والمقيم في ألمانيا . تمثل "وداعا أيتها السماء" نوعا من السرد الصادم الذي يكشف دون مواربة ما نستطيع أن نسميه (المسكوت عنه) متوغلا ببراعة يحسد عليها في نفوس شخصياته خاصة بطل الرواية شاكر عبدالمتعال ، وهو مادعا لجنة اختيار الأعمال المرشحة لجائزة البوكر في دار ميريت إلى اصطفاء الرواية ضمن الأعمال الثلاثة المرشحة لمسابقة البوكر العربية للرواية. وعبر الهاتف كان لنا هذا الحوار مع الأديب المصري المقيم في ألمانيا. ** تبدو روايتك للوهلة الاولى من نوعية الروايات التي تضع حضارتنا الشرقية بعوراتها أمام مرآة الغرب المتحضر ، مثل "قنديل أم هاشم" و"موسم الهجرة" و"الحب في المنفى" و"الحي اللاتيني" ، لكننا نفاجأ مع تدفق الحكي أنك لا تضع أحدا أمام المرآة سوى شاكر فقط ؟ شاكر هو الأنا والآخر مجتمعين منذ لحظة ميلاده. هو البديل الأقل جمالا لأخيه الذى مات. وهو ابن إمام القرية وابن القاهرية المتمردة التى لا ترتدى الحجاب.. وهو ابن الغجر وابن الصليبيين كما تقول الاسطورة. منبوذ دائما بسبب اختلافه.. هو الغريب بكل صوره.. لذا لا نراه ممثلا للشرق فى مواجهة الغرب كما رأينا فى اعمال الطيب صالح وبهاء طاهر وغيرهم وهو لا ينتصر لفئة على حساب فئة أخرى. هو لا يختزل الغرب فى امرأة.. فالمرأة هى أمه المتمردة وأخته المنتهكة ونساؤه اللاتى كان يبحث فى أحضانهن عن شئ يحتويه.. شاكر هو نتاج عالم يملؤه العنف والنفاق. هو حلقة فى سلسلة قهر غير متناهية تحكم العالم.. هو ليس ضحية وانما جزء من صراع يتبادل فيه الجلاد والضحية الأدوار. ** فارق شاكر الوطن من داخله لكن الوطن أبى إلا أن يترك علامات غائرة في روحه... هل كانت صدمات الطفولة والعنف الذي ذكرته (حادثتي الاغتصاب وصدمته في أبيه ) سبب الانحراف النفسي الذي أصاب شاكر ؟ وطن شاكر تشكل هروبا. كان عليه أن يهرب مرتين وهو طفل ممن انتهكوه ولكنه لم يستطع.. لذلك فقد قضى عمره كله هاربا بين البلدان وبين النساء وبين المِلل. ومشكلة شاكر تماما مثل لغز الحياة لا يمكن فك شفرته بمجموعة من الطقوس. ** ولذلك جاء رحيله عن أنطونيا كرحيل سائح من البلد الذى يزوره؟ كل البلاد التى عاش فيها واللغات التى تعلمها وكل النساء اللاتى عاشرهن ليسوا الا محطات هروب.. الجنس فى الرواية ما هو إلا هروب من التشظى ومعركة يحاول فيها شاكر أن ينتصر لرجولته.. تلك الرجولة التى ضُرب فيها مرتين وهو طفل. أنطونيا كانت مجرد أسطورة زال سحرها بمجرد أن دخل شاكر إلى عالمها الحقيقى فى ألمانيا. كل نساء شاكر كن مجرد مناديل كلينيكس يمسح بها عرقه ودموعه ثم يرميها فى أقرب سلة مهملات. تعامل شاكر مع كل النساء بأنانية وربما انتهازية أيضا.. ما عدا كونستانس زوجته التى تمثل نقطة الأمل الوحيدة فى كسر سلسلة العنف لأنها الوحيدة التى لم ترد على العنف بعنف.. كونستانس هى شاكر الطفل البرئ الذى لم يستطع شاكر الرجل أبدا ان يتصالح معه. ** أرى أن عملية تشظي وتفتت شاكر بدأت في القرية واكتملت في القاهرة ،.. ثم كانت الفترة التي قضاها في ألمانيا حصادا لحياته في مصر.. مجرد أرض جديدة يواصل فيها تشظيه وعذابه.. هل شاكر شخص بلا خلاص محتمل ؟ قصة شاكر هى قصة شخص يضايقه حجر فى حذائه فيواصل الجرى هربا من الألم.. هى ليست قصة مواجهة بين ريف وحضر او شرق وغرب وانما قصة رجل مكسور أنانى لم يجرؤ على مواجهة نفسه وفضل الهروب. ولكنه لما قرر المواجهة لم يحتمل العواقب وفقد عقله. أما بالنسبة للخلاص.. فليست مهمة الكاتب ان يخلص بطله. شاكر يبدو شخصية شاذة ومريضة ولكنى أرى أن كلنا شاكر وإذا كان الخلاص ممكنا لنا فهو ممكن له. الصدق -وربما القليل من الشجاعة والصبر- قد يكونان أول الطريق. ** من الرواية (بدت لي قصة حياتي كانها نسخة مصورة وغير أصلية... شاب يحلم بالحرية فيلهث وراءها دون حسابات فتلسع أصابعه نار الحرية فيعود للمسجد طالبا العزاء والمواساة..).. يبدو أن الخوف من مواجهة الذات آفة شرقية ؟ الخوف من مواجهة الذات آفة بشرية وليست شرقية فقط.. ليس لقذارة الذات وانما لتعقيدها.. مواجهة الذات عملية صعبة ومرهقة جدا وقد تؤدى الى الانهيار.. المواجهة ليست مجرد اعتراف بالخطأ، وانما هى عملية تفكيك لكل ما يعلمه ويؤمن به الفرد.. وهى عملية قد تنتهى بأن يفقد الفرد الأرض تحت قدميه ويبقى وحيدا بلا سند. لذلك يفضل اغلبية البشر مواصلة السير بالحجر فى الحذاء.. دون حتى أن يلاحظوا ان هناك حجرا فى حذائهم من الأصل.. وهنا أعود لسؤالك هل هى آفة شرقية.. المشكلة فى بلدنا (لأننى لا أحب التعميم بقول الشرق) أننا لدينا العديد من المحرمات وحراس الأخلاق الذين يزيدون من صعوبة عملية المواجهة.. كما لدينا العديد من مشاكل الحياة اليومية التى تلهينا عن التفكير فى أبعاد أخرى لحياتنا.. مبدأ "يا عم أنا عايز أربى عيالى". عندنا ثلاث آفات تحول بيننا وبين المواجهة: الهيراركية ( أو التدرج الهرمي فوقه ) و الفكر السلطوى وعدم تقبلنا للنقد وعدم قدرتنا على نقد الذات وطرح الاسئلة. أما الآفة الثالثة فهى قهر الحياة والفقر اللذان يجعلانا أحيانا لا نتساءل ونكتفى بالإجابات الجاهزة ونظريات المؤامرة. المواجهة تحتاج لثقافة الاعترافات التى تكاد لا تتواجد فى مجتمعاتنا لأنها تتعارض مع ثقافة الشرف السائدة. ** ماذا عن شخصية الأب إمام الجامع وشيخ القرية ؟ ظهرت بالرواية كشخصية فصامية بالمقام الأول ، وبما أنك ترى أننا كلنا شاكر فبالتالي نحن كلنا نتاج معايشة شخصية مثل شخصية الأب ؟ الازدواجية تولد نتيجة لفرض معايير أخلاقية لا يستطيع أن يحافظ عليها البشر لأنها ضد طبائعهم. وبعض رجال الدين هم تجسيد لهذه الازدواجية لأنهم لا يعترفون أن المبادئ السامية شئ ومعطيات الحياة ومتناقضاتها شئ آخر. نعم كلنا نتاج معايشة شخصية مثل الشيخ عبد المتعال لأنه لا يجسد فقط الازدواجية الأخلاقية وانما ايضا السلطة العمياء المغرورة التى تبدو قوية ومتماسكة من الخارج مع أنها مكسورة وخاوية من الداخل.. سلطة فقدت شرعيتها لكنها لم تفقد حيل الاستمرار. ومع ذلك فإن شخصية الأب تقف على الحياد بين الخير والشر، ونحن نفهم أسباب انكساره حين فر من حرب النكسة زاحفا على الرمال وترك صديقه يتفحم فى مدرعته.. عاد قاسيا فظا فصب غضبه على زوجته وأبنائه.. وشاكر فعل نفس الشئ.. لم يستطع أن يمسك بمن عذبوه فعاقب بدلا منهم من لا حول لهم ولا قوة. ربما هذا هو السبب أننا لا نثور، لأن الأدوار تتبادل بسرعة فلا تبقى الضحية ضحية طول الوقت.. الحاكم نصف طاغية.. مثلنا تماما.. هو مرآتنا.. أو كما قال جبران: هو اتفاق بينى وبينك، وأنا وأنت فى أغلب الأحيان على ضلال.. الهروب إلى ألمانيا ** كونستانس كانت النبتة الوحيدة في صحراء البطل ، وحكيت لنا كيف كان يستظل بظلها من آن لآخر ، لماذا لم تصورها بعمق ما جسدت بالرواية شخصية شاكر ؟ كونستانس هى الشخصية الحلم.. والحلم لا يخوض فى التفاصيل وانما يتعرض فقط لبعض ومضات النور.. هى الجانب الآخر لشاكر الذى لا يعرفه كما يعرف جانبه المظلم.. ونحن عامة لسنا بارعين فى وصف من نحب. ** لاحظنا جميعا تذبذب الجانب الايماني للبطل من الصدمات التي تعرض لها.. ماذا قصد حامد عبدالصمد بعنوان الرواية ؟ "وداعا ايتها السماء" هى محاولة لفتح باب التفاوض حول قضية محسومة للكثيرين، وهى قضية مسكوت عنها فى الفكر العربى. التفاوض مع المقدس. ** الخوض في المقدسات دوما ما يكون امر مثير ، وربما تكون "وليمة لأعشاب البحر" و" آيات شيطانية " مثال على ذلك ، هل تفادت "وداعا ايتها السماء" من وجهة نظرك الإثارة المتعلقة بالمقدسات و وعرضت أزمة البطل بشكل محايد وعميق ؟ من يقرأ "وداعا ايتها السماء" جيدا سيلاحظ انها لا تهدف لاثارة من اى نوع.. طبعا الرواية تطرح جدلية ايمانية ولكنها لا تخوض فى المقدسات.. هى رحلة شك وهروب وأسئلة طفولة لم يهذبها المنطق أو العرف. والرواية فى نهاية المطاف فقط تطرح أسئلة ما ولا تدعى امتلاك اجاباتها. وأنا لا أفهم لماذا يؤدى مجرد التساؤل حول المقدس إلى الاثارة والاستقزاز؟ بالطبع ستجد من يتهم الرواية بالإلحاد والزندقة ولكن مثل هؤلاء يتهمون كل من لا يتبع فكرهم بمثل هذه الإتهامات على اي حال. ،، الأسئلة تؤدي لألم ولكنها تعني الحياة ،، ** تطرح روايتك بالفعل العديد من التساؤلات التي يمكننا ان نطلق عليها (فلسفية أو ازلية أو وجودية).. لكنها لا تقود لإجابات حاسمة.. هل نستطيع القول أنها رواية تأملية ؟ سمِّها كما تشاء. هى رواية غارقة فى تساؤلات بلا أجوبة.. نحن كائنات تتساءل. وأنا شخص يفضل إقلاع الطائرة على هبوطها. وطرح السؤال عندى أهم من تلقى الإجابة.. خاصة لو كانت هذه الإجابة جاهزة ومغلفة منذ قرون. لا أحد يستطيع تفكيك ذاته دون طرح مثل هذه الاسئلة بشكل او بآخر. نعم الاسئلة قد تؤدى إلى الشكوك والآلام، ولكن الألم – كما قال الشاعر المجرى سويران – يجعلك تعيش اللحظة بكل تفاصيلها، بينما يعيش من لا يتألمون طافين فوق بحر الزمن.. بلا حياة. ** السرد بضمير المتكلم عادة ما يقود لخلط شائع بين الراوي والكاتب وبعض الشخصيات .. ورغم أنه خلط إلا انه خلط ممتع.. هل حامد عبدالمتعال شخصية حقيقية ؟ الرواية هى الحياة.. والحياة تفاوض بين ما حدث بالفعل وبين ما يوحى به الخيال. هناك ثلاثة رواة فى هذه الرواية.. الطفل شاكر وشاكر الشاب وحامد عبد الصمد.. كل منهم يستعير صوت الآخر أحيانا.. فنرى الطفل يطرح أسئلة أكبر من سنة ونرى شاكر الرجل يتعامل بسذاجة طفل. هذه هى إحدى التقنيات التى اعتمدت عليها فى السرد. وأنا شخصيا من انصار الالتصاق بالذات فى الكتابة، لأن العمل الصادق يصل لقلب القارئ أفضل من العمل محكم الصنعة. ** وداعا أيتها السماء هي العمل الأول.. وهي العودة الأولى للغة العربية بعد انقطاع استمر 12 عاما ؟ هل واجهت صعوبات أثناء الكتابة؟ المشكلة لم تكن فقط أنى لم أكتب منذ 12 عاما وانما أيضا أنى لم أقرأ بالعربية طوال هذه المدة.. وعندما بدأت فى كتابة الرواية لم أكن اعلم انها ستصبح رواية.. واجهت بعض الصعوبات فى البداية.. وكنت أحيانا اكتب بعض السطور بالالمانية. ولكنى بعد عدة صفحات فوجئت بفيضان لغوى وكأن مخزون اللغة والتجارب انفجر من داخلى فجأة. وقد ساعدنى أن اللغة فى حد ذاتها لم تكن هدفى ولكن وسيلتى لتوصيل ما أود أن اقوله. ** وماذا عن عملية النشر ؟ هل واجهت الصعوبات الروتينية ؟ لا فى الحقيقة. ربما لأن النشر لم يكن هدفى فى الاساس. بالفعل كنت اشعر انى كتبت عملا مميزا ولكنى كتبته لنفسى فى المقام الاول. ولكن بعض الاصدقاء الذين قرأوا العمل نصحونى بنشره لأنهم وجدوا فيه قصة تعبر عن مأساة الكثير من الشباب. عرضت العمل على دار ميريت وهى الدار العربية الوحيدة التى قدمت اليها العمل، ثم عرضت النسخة الالمانية على ناشر ألمانى وتلقيت موافقة الجانبين فى نفس الوقت تقريبا. بالطبع كانت هناك مشكلة فى تلقى هذا العمل وتصنيفه فى ميريت لأنى لا أنتمى للجيل القديم وفى الوقت نفسه لم أتأثر بتيارات ما يسمى بالكتابة الجديدة. ولكن نص روايتى سقط فى يد الروائى حمدى أبوجليل الذى تحمس له كثيرا وسماه "عمل مهم" فسهل ذلك كثيرا من عملية النشر. طبعا محمد هاشم ناشر "ينشف الدم" فى تعامله مع المواعيد، ولكن بمجرد أن يرى العمل النور تجد هاشم يتعامل معه كأحد أبنائه. لا أدعي أنني فوجئت بترشيح الرواية للبوكر ** هذا يعني انك فوجئت بترشيح لجنة القراءة في ميريت لعملك لمسابقة البوكر ؟ لا امتلك التواضع الذى يجعلنى أقول إنى فوجئت بالترشيح للبوكر، فقد كنت أشعر أنى قدمت عملا مميزا لأنى وضعت نفسى على الورق. ولكنى لم أكن أعلم ما هى معايير الاختيار، كما كان من الواضح لى أن الاعمال "المنافسة" بين يدى لجنة الترشيح هى أعمال ممتازة وتستحق الترشيح أيضا لأنه معروف عن ميريت أنها لا تقدم أعمالا ضعيفة. هل ستكون الكتابة الروائية والأدبية مشروع حامد عبد الصمد في الفترة المقبلة بعد النجاح السريع للرواية؟ هاجس كتابة الرواية كان يطوف حولى منذ سنوات.. وكانت لدى أفكار عديدة لأكثر من رواية، ولكن وداعا ايتها السماء كانت دائما تقف فى حلقى وتحول بينى وبين أى كتابات أخرى.. الآن وقد تقيأت هذه الرواية بانضباط يمكننى أن أواصل مشروعى الروائى القائم على علاقة الأنا بالآخر وامتلاك "الغريب".. بدأت بالفعل فى كتابة رواية جديدة تدور كل أحداثها فى اليابان وقطعت فيها شوطا لا بأس به. ** ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لحامد عبد الصمد؟ الكتابة هى محاولة لفهم حياتى واضفاء معنى على عالم بلا معنى. ربما محاولة للتداوى أو عقلنة الحزن.. وربما استراتيجية أخيرة للاتصال مع نفسى ومع الآخرين بعد أن فشلت كل الوسائل الاخرى.. ومع ذلك لا أعتقد أن الكتابة هى هضم التجارب ولكنها عملية إسهال أو تقيؤ التجارب فى إطار جمالى.
أزمة ترجمة من العربية للألمانية وبالعكس ** كعرب نفتقد الترجمات الالمانية لكتاباتنا العربية ؟ ربما يكون اكثر الوجوه حضورا هو الكاتب السوداني/النمساوي طارق الطيب... لماذا هذه الفجوة ولماذا الادب العربي غير مقروء جيدا في المانيا وأوروبا عموما ؟ لدينا أزمة فى الاتصال مع العالم بصفة عامة ومع الغرب بصفة خاصة.. وأزمة الترجمة هى أحد المؤشرات لذلك وربما أحد الأسباب. بالفعل الادب العربى غير متواجد بكثافة فى ألمانيا بالتحديد بنفس تواجده فى فرنسا مثلا، وذلك لأن ألمانيا ليس لها تاريخ استعمارى فى المنطقة العربية والعلاقات التاريخية معها محدودة. فنجد تواجد ملحوظ للأدب المغاربى فى فرنسا وللأدب الهندى فى انجلترا لأن هذا الادب فى معظم الاحيان لا يحتاج لترجمة. ولكن لو قلبنا الصورة فسنجد أن ما نترجمه من اعمال ادبية عالمية اقل بكثير مما تترجمه دول أوروبا من أدبنا.. أضف إلى ذلك ركاكة معظم الترجمات التى تحول التحف الأدبية أحيانا الى مسوخ.. المشكلة الاخرى اننا نركز فى الترجمة على التحف الادبية ونتجاهل الاعمال التجريبية الجديدة التى تعبر عن الوعى الغربى الآنى بصورة أوضح. سوء الفهم وعدم التكافؤ السياسى والاقتصادى بيننا وبين الغرب وصرعنة (من صراع) الثقافة والذاكرة تحول بيننا وبين اتصال ثقافى مثمر مع الغرب الذى لا يمثله فقط جورج بوش ورسام الكاريكاتير الدانماركى. صفحات من الفصل الأول للرواية