عاد معرض الكتاب ليبدأ موسم الثقافة فى مصر، الذى ينتظره الكُتَّاب والنقاد والقراء على حد سواء، ليرسموا ملامح عام قادم من الفكر والإبداع. وسط توقعات بنجاح باهر، افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة؛ الدورة 51 من المعرض، وسرعان ما بدأ التوافد الكبير للجمهور على أجنحة دور النشر، ليشعر الجميع أن الحال باتت أفضل كثيرًا من العام الماضى، مع حرص إدارة المعرض على تفادى كل العوائق التنظيمية التى كانت حاضرة فى الدورة الماضية. أما المفاجأة المدوية، فكانت فى تأكيد الوزيرة على الاستعداد لإحياء مهرجان القراءة للجميع من جديد خلال العام الجارى، الأمر الذى سيعيد شغف الشباب والنشء بالكتاب.. وهو ما انتظرناه طويلًا خلال السنوات الماضية، فى ظل غياب مشروع قومى يصل بالثقافة إلى الجميع. الدورة الحالية شهدت أيضًا عودة مكتبات سور الأزبكية بكثافة، حيث تشارك 41 مكتبة فى المعرض، وتحظى بإقبال كثيف بسبب انخفاض أسعار الكتب فيها، فضلًا عن أنها تحوى كنوزًا من الكتب النادرة. أخيرًا.. كل معرض كتاب ومصر زاخرة بأقلام كُتَّابها وشغف قرائها.
«هشام عيد» يعود لعالم الحواديت ب«سلطان»
يقدم الكاتب هشام عيد، فى كتابه «سلطان» الصادر عن دار «الهالة» للنشر والتوزيع، عالم طفولى ساحر يجذب الصغار والكبار، وعودة إلى زمن الحواديت والقصص التى يمتزج فيها الواقع بالأسطورة والعلم بالخيال، والكلب الوفى بالذئب الشرس، والأغنام والبساط الطائر. تدور الرواية حول «مؤمن» راعى الغنم الصغير الذى تهدده الذئاب، لا يذهب إلى المرعى إلا بصحبة كلبه «سلطان»، وسلطان شجاع لا يعرف الخوف، جده أيضًا كان يحرس الأغنام، ومات أثناء دفاعه عن الأغنام من هجوم الذئاب، ولمروان صديق اسمه «علام» لا يحب الأغنام كثيرًا، ويفضل عليه ألعابًا أكثر حداثة، وهكذا تجمع الرواية بين كثير من المتناقضات بين الشخصيات، وحتى البداوة والحضارة.
نانيس جنيدى تكشف «الحب فى زمن الفراعنة»
تشارك الكاتبة الصحفية نانيس جنيدى، بكتاب «الحب فى زمن الفراعنة» الصادر عن المكتبة العربية للنشر والتوزيع، ويضم أربع قصص تتحدث عن الحب عاشها الملوك فى عصر الفراعنة، بداية من قصة الملك أمنحوتب الثالث والملكة تى، ثم الملك أخناتون والملكة نفرتيتى، مرورًا بالملك توت عنخ آمون والملكة عنخ سن با أتن، وينتهى بقصة الملكة كليوباترا، والتى قد أثارت جدلًا كبيرًا فى عصر الفراعنة. الكتاب يسلط الضوء على الحب فى العصر الفرعونى، والذى يغفل عنه الكثيرون، وكل الصعاب والعقبات التى واجهت الملوك للحفاظ على هذا الحب، والتى وصلت للإطاحة ببعضهم من العرش، لذلك يتناول الكتاب المحاور الأساسية فى حياة هؤلاء الملوك، بأسلوب درامى قصصى لا يخلو من خيال الكاتبة فى وصف بعض الأحداث والحوارات. «نبض» ألفت الشابورى
تشارك الكاتبة ألفت الشابورى، بروايتها الثانية «نبض» الصادرة عن دار بورصة الكتب للنشر والتوزيع. «نبض» هى عزف للحروف على أوتار المشاعر، فبين حنايا حروفها تغوص فى قلوب أبطالها خلال رحلة المشاعر من مهدها البرىء، مرورًا بنضجها المفعم بالأمل والشغف، وما تعترضها من عقبات وخيبات فى صراع مع قسوة الزمن وأحكام القدر. وتناقش الرواية الصراع بين المشاعر والتعقيدات الاجتماعية، التى ترسم ملامح الحرب الدائمة بين الأمل والقدر، كما عالجت الرواية فى لغة فنية راقية وحوار سلس دون تعقيدات قضايا اجتماعية عديدة، منها تأخر الإنجاب، وتطرقت لمشكلة العائق الأبدى التى تفرضه الشرائع والأديان، وألقت الضوء على تأثير التربية والمحيط الأسرى والمستوى الثقافى، وما تتركه من ندوب على حياة الأبناء وقلوبهم.
«سويد» يكشف خبايا الجماعة ب«أنا وهؤلاء فى زمن الإخوان»
يشارك الكاتب الصحفى محمد سويد معرض الكتاب، بكتاب «أنا وهؤلاء فى زمن الإخوان» الصادر عن دار ليدرز للنشر والتوزيع فى صالة 2 جناح B16. يحوى الكتاب، مجموعة من الاعترافات والأسرار التى تُنشَر لأول مرة، عن قادة جماعة الإخوان وبألسنتهم فى حوارات خاصة أجراها مع «مفتى الجماعة» عبدالرحمن البر، والقيادى الإخوانى عصام العريان يوم 2 يوليو 2013، وعماد عبدالغفور مساعد الرئيس المعزول، وجمال جبريل عضو المجلس الاستشارى له، ويحمل الفصل الثانى عنوان «شهادة الحلفاء»، ويحاور الكاتب الشيخ محمد الظواهرى زعيم تنظيم السلفية الجهادية، العائد من حكمين بالإعدام فى قضيتى اغتيال السادات، والعائدون من ألبانيا، وشقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، الذى يحكى علاقته بشقيقه. وفى الفصل الثالث يحاور، الكاتب، الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، ويلقى الفصل الرابع، الضوء على المواقف المشرفة لمجموعة من القيادات الليبرالية، تحت عنوان «قالوا لا لحكم المرشد» فى سلسلة حوارات خاصة أُجرِيَت إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وشهدت انتقادات واسعة لسياساته، وفى الفصل الخامس، يلقى الكاتب الضوء على مرحلة التعافى من آثار حكم المرشد. ويضم الكتاب رؤية الدكتور عمرو الشوبكى بعنوان «كيف سقط حكم الإخوان»، ويفتتحه الكاتب الصحفى عبداللطيف المناوى بمقدمة تثنى على هذا الجهد من التوثيق لمرحلة مهمة من تاريخ الوطن ويدعو لقراءته، ومن المقرر أن يُعقَد حفل التوقيع يوم الأربعاء 29 يناير.
«تقارير إلى سارة».. إبداع «أحمد مجدى همام»
«تقارير إلى سارة» هو كتاب يوميات من تأليف الروائى والكاتب المصرى أحمد مجدى همام، يتناول عبر 54 يومية تفاصيل حياتية للمؤلف، تتراوح بين موضوعات الكتابة والسفر والحب، وتتناول قصة حب جمعته ب«سارة»، ورحلتهما لعلاج المرض القاتل الذى أصابها، وانتهى بموتها بعد فترة احتضار قصيرة. تدور النصوص فى الفترة بين 2015 و2016، وقد جرى كتابة اليوميات من ثلاثة بلدان مختلفة: مصر ولبنان وأرمينيا، فتعكس ميل الكاتب لنصوص أدب الرحلات، والكتابة المرتبطة بالذات وبمشاهداته ومشاعره وانفعالاته ورصده للبلدان والمدن والمواقف التى عاينها. «تقارير إلى سارة» صادر عن دار «أثر» السعودية، وهو الكتاب السابع فى رصيد أحمد مجدى همام، الذى صدر له فى الرواية «أوجاع ابن آوى» و«عياش» و«الوصفة رقم 7»، وفى القصة القصيرة مجموعة «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة» الفائزة بالمركز الأول فى جائزة ساويرس لأدب الشباب 2017، وكتاب «مصنع الحكايات» وهو عبارة عن 25 حوارًا صحفيًا أجراها الكاتب مع نخبة من الروائيين المصريين والعرب.
شغف الروح ل«هويدا عطا»
تشارك الشاعرة هويدا عطا فى معرض الكتاب، بديوانها «شغف الروح» الديوان الخامس للشاعرة، والتاسع من مجموعة أعمالها، ويضم «شغف الروح» 114 قصيدة نثرية ممزوجة بموسيقى الروح، منها 17 قصيدة عن الشغف، شغف الحنين وشغف اللهو وشغف القصيدة وشغف مستحيل وشغف الموتى، والأخرى فى متاهات الحياة والمشاعر المختلفة، معبرة عن أوجاع تجارب حقيقية جاوزت المدى، مثل أبجدية المبتلى وترنيمة عشق جنوبية ودون مراوغة وثمن قليل للموت وابتهاج مزيف والممنوعة من البهجة قهوة باردة وقسوة الياسمين وغيرها. وكان قد قدم كل من الشاعر الدكتور أحمد غراب والدكتور سعيد عرفة دراستين للديوان، حيث قال «غراب»: «لا أتخيل أحدًا سيقرأ أشعار هويدا دون أن يسرح بعينيه فى أفق الخيال وتمر أصابعه على خصلات شعره، وترتسم على شفتيه ابتسامة عذبة واسعة، فهى تجذب القارئ لمعرفة تلك الأشياء المتمسكة فى الروح، وهى تذكرنى بمفردات الشاعرة مى زيادة فى خطها الشعرى لذا أطلق عليها هويدا المصرية.. بل الاثنتان توأم روح وقلم».
«على وصفية».. رائعة محمد توفيق
صدر للكاتب الصحفى محمد توفيق كتاب «على وصفية»، عن دار بتانة للنشر والتوزيع، وهى قصة «حب وحرب» كل أحداثها حقيقية رغم أن وقائعها تبدو أقرب إلى الخيال! فقصة حب «على وصفية» لا تقلّ عن قصص «قيس وليلى»، و«روميو وجولييت»، و«عنتر وعبلة»، وربما تتجاوز هذه القصص إثارة، فلا يمكن لأحد أن يتوقع نهايتها ولا مسار أحداثها؛ لأن النهايات التى تحدث على أرض الواقع لا يمكن أن تخطر ببال أكثر المؤلفين حِرفةً وخيالًا. مجرد قصة حب؛ لكنها تسببت فى معركة كبرى بين الخديو عباس، والزعيم مصطفى كامل، والمعتمد البريطانى، والزعيم محمد فريد، وبطرس غالى، والإمام محمد عبده، وقاسم أمين، والشيخ رشيد رضا، والشاعر حافظ إبراهيم، والزعيم سعد زغلول!
وانقسمت مصر إلى جبهتين فى معركة لا تقبل سوى قول فصل، وذهب الفريقان إلى ساحة القضاء بسبب حب رجل لامرأة! قصة «على وصفية» لا تحتاج إلى إثارة أو تشويق ففيها ما يكفيها ويفيض؛ لذلك لن تجد لها نهاية واحدة أو حتى نهايتين؛ بل ستجد ثلاث نهايات، فكلما ظننت أن القصة انتهت تمامًا ونهائيًّا، ستُدهش حين تجدها تحيا من جديد.
«حكايات حارس الكتب».. عماد العادلى
صدر للكاتب «عماد العادلى» كتاب «حكايات حارس الكتب»، عن دار دوّن للنشر والتوزيع، وهو كتاب نوستالجى يحكى فيه صاحبه عن علاقته الممتدة بالقراءة مُنذ أن كان طفلًا فى الرابعة من عمره حتى عمله مستشارًا ثقافيًا فى العديد من المؤسسات، ويضم حكايات شخصية جدًا عن القراءة والتحولات الفكرية فى حياته. «العادلى» صاحب فكرة الرواق الفلسفى، وهو نشاط فلسفى أقيم فى عدة أماكن داخل مصر، مثل مكتبة مصر الجديدة العامة بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية وفى طنطا والمنيا، وقريبًا فى باقى المحافظات، حيث يطمح الكاتب لأن يغطى الرواق كل أنحاء الجمهورية.
«كنت شابًا فى الثمانينيات».. رحلة ثقافية واجتماعية جديدة ل«محمود عبدالشكور»
يقدم الكاتب والناقد محمود عبدالشكور، بأسلوبه الممتع، فى كتابه «كنت شابًا فى الثمانينات» الصادر عن دار «الكرمة»، سيرة ثقافية واجتماعية لمصر فى ثمانينيات القرن الماضى، وذلك من خلال شابٌّ يبدأ حياته الجامعية واستقلاله عن عائلته، فينتقل إلى العاصمة، وينغمس بكل جوارحه فى الثقافة بمختلف أشكالها من أفلام وكتب وموسيقى وغيرها. يُعد هذا الكتاب استكمالًا لما بدأه الناقد فى كتابه الناجح «كنت صبيًّا فى السبعينيات»، بعيدًا عن التأريخ الأكاديمى الجاف، ليجعل القارئ يعيش داخل عقل ومشاعر شاب طموح يتطلع إلى المستقبل فى مصر وقتها. وقال «عبدالشكور» عن كتابه الجديد: «أستكمل فى هذا الكتاب ما كنت بدأته فى كتاب سابق بعنوان (كنت صبيًا فى السبعينيات) من محاولة الشهادة على حقبة عشتها بكل تفاصيلها، بحيث يمتزج الخاص بالعام، وهذه المرة أكتب عن الفترة من 1980 الى 1990، فالصبى صار الآن شابًا وطالبًا جامعيًا، يكتشف العاصمة وأهلها، ويعيش الحياة الثقافية والفنية بكل شغف وجنون، جاء حالما بمقابلة محمد عبدالوهاب وبليغ حمدى ويوسف شاهين وسامى السلامونى». محمود عبدالشكور ناقد سينمائى وأدبى. تخرَّج فى كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1987، ونُشرت مقالاته فى عدد كبير من الجرائد والمجلات العربية والمصرية، وله عدة مؤلفات مثل «كنت صبيًّا فى السبعينيات: سيرة ثقافية واجتماعية» عن دار الكرمة، و«أقنعة السرد»: مقالات نقدية عن روايات مصرية وعربية وعالمية»، و«البحث عن فارس: سينما محمد خان»، و«كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًّا؟». شابت عيون صبرى.. شَاخت وفقدت عُكازها وأنا مصلوب على زمن يُذيب لَحم بداياتى.. الحب ليس فى المتناول يا حبيبتى.. هو دائمًا يُصفق بيد واحدة.. ويضع أحمر الشفاه والكحل لليالٍ بلا كَبد تنتهى على مقابر لا تَعرف كيف تُغلِق أفواهها.. فَيعِدُنا بالأغانى القمرية على فوهة الرماد ويُحصينا عدًا وغدرًا وجهرًا وشنقًا.. الحب مَوسم لا يَجئ.. يُؤَجِل نومه دائما للموت الكبير. لم يَعد بوسعى البكاء.. لم يعد بوسعى أن أزرع عيونًا أكثر مما زَرعت لحُزنى السَّخى على حُدودى.
من كتاب «وتر الروح» للكاتبة وئام أبو شادى دار لوغاريتم للنشر والتوزيع
«ليست الأنثى وحدها من يدفع الثمن كما يتوهم الكثير.. الكل يسدد فواتير خطها قصدًا أو ربما سهوًا.. والحالتان سيان، فالزمن لا ينسى، وكلما تغافل كان الحساب أنكى.. وفى عقار جمع طبقة واحدة من بحرى وقبلى.. نسيج يبدو من بعيد متماسك.. عن قرب مهترئ.. وصبا فتاة عاشت مراهقتها بمطلع التسعينيات.. هى واحدة تشبه كثيرات وربما هذا ما جعلها صادقة.. تلقائية.. محاربة وصامدة وأخيرًا «مستسلمة حين هالتها الرايات البيضاء من كل جنس ولون.. ولم يعد أحد كما كان يومًا».
كتاب «كنا يومًا» للكاتبة نهلة عبدالسلام دار «المثقف» للنشر والتوزيع