الإخوان يروجون الشائعات حول استقبال السعودية للوفد القطرى عاد ملف المصالحة بين دول الخليج وقطر، على خلفية مقاطعة الدول الأربع «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» للدوحة، إلى المربع «صفر»، وذلك عقب تغيب أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى عن القمة الخليجية التى عقدت بالسعودية الأسبوع الماضى. ورغم وجود مؤشرات لإنهاء الخلاف الذى دام سنوات دخلت فى الإطار الرسمى عام 2017، تمثلت فى العديد من المواقف، منها، مشاركة السعودية والإمارات والبحرين، فى الدورة الرياضية «خليجى 24» والتى أقيمت فى قطر، كذلك تصريحات محمد بن عبدالرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر، حول وجود مباحثات مع المملكة العربية السعودية بشأن أزمة الخليج وكيفية إنهائها. كما أكد خلال مشاركته بمنتدى حوار المتوسط الذى عقد فى روما أوائل ديسمبر الجارى، أن الإخوان ليس لهم دعم فى قطر، وأن دعم قطر لمصر لم ينته بعد رحيل محمد مرسى، هذا بخلاف تردد أنباء عن زيارة غير رسمية قام بها وزير خارجة قطر للرياض لبحث الأزمة. كل تلك المؤشرات جعلت الحديث عن مصالحة مرتقبة هو السائد، خاصة بعد توجيه السعودية الدعوة لقطر للمشاركة فى قمة الخليج التى عقدت بالرياض، وهو الأمر الذى استقبله تميم بالغياب عن القمة، مع إيفاد مسؤلين قطريين للمشاركة فى القمة يترأسهم عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثانى رئيس وزراء قطر، وهو التصرف الذى مثل خيبة أمل للكثيرين ممن كانوا يأملون فى تنفيذ المصالحة، وعودة قطر لعباءة الخليج، وتخليها عن الاستقواء بالجماعات المسلحة ودعمها، ووقف التلاعب بمصير الشعوب العربية، وهو الدور الذى قامت به الدوحة على مدار سنوات عدة. وأكد وزير الدولة للشون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، أن غياب تميم عن حضور القمة الخليجية ال 40، يعد سوء تقدير، وأن حل الأزمة سيكون بمعالجة جذورها بين قطر ودول المقاطعة الأربع. ورغم ما حاولت جماعة الإخوان المدعومة من قطر من ترويجه حول استقبال عاهل السعودية للوفد القطرى المشارك بالقمة، والذى وصفوه بالحفاوة، عكس اللقاءات الأخرى التى جمعت قطر والمملكة، والحديث عن مصالحة منفردة بين الرياضوالدوحة، إلا أن البيان الختامى للقمة، تجاهل أزمة قطر واستمرار المقاطعة، كما أكد على ضرورة مواجهة الخطر الإيرانى، ومواجهة عدوان إيران وهى الدولة التى تشهد دعمًا من قطر، مما كذب تلك الادعاءات، وأكد استمرار وجود الأزمة، فى ظل عناد أمير قطر الذى يستمر فى موقفه من دعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان. اللواء جمال مظلوم، الخبير الأمنى والمستشار بأكاديمية ناصر، أكد أنه قبل انعقاد القمة، كانت هناك أحاديث تروج عن وجود مصالحة من محور واحد بين قطر والمملكة العربية السعودية، وأنه تم استبعاد الدول الثلاث الأخرى، وتصريحات قطر التى أشارت لوجود مباحثات للمصالحة، وأنهم سيتجاوزن الشروط ال13 التى وضعتها الدول الأربع لإنهاء المقاطعة، وبعد إرسال الدعوة لأمير قطر للمشاركة فى القمة، توقع الجميع أنه سيشارك وأن الأمر سينتهى، ولكن غيابه أكد على أنه لا وجود لمصالحة فردية. وأضاف أن المصالحة فشلت قبل أن تبدأ، خاصة أن قناة الجزيرة استمرت فى نهجها ضد دول المقاطعة، فقطر لم تغير من نهجها، ومستمرة فى محاولتها لهدم الدول العربية وإيواء الإرهابيين التى أكدت فى تصريحات على لسان مسئوليها أنها ستتخلى عنهم تحديدًا الإخوان. وأشار إلى أنه مهما طال الأمد سوف تضطر قطر للتعديل من سياساتها التخريبية فى الدول العربية، وتبتعد عن الشئون الداخلية لتلك الدول، مؤكدًا أن قطر اختارت التفاوض مع السعودية لا لشىء إلا كون أى تصالح مع السعودية يعنى فك المحاصرة كونها هى دولة الجوار لقطر، فالأمر فيه خبث أكثر منه رغبة فى المصالحة. فيما أكدت الدكتورة نهى أبوبكر أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وعضو الهيئة الاستشارية بالمجلس المصرى للدراسات الاستراتيجية، أنه لم تكن هناك إجراءات مصالحة بين قطر ودول الخليج، بل ترددت أنباء عن احتمالية المصالحة، وهو الأمر الذى ردت عليه قطر بالاعتذار عن حضور قمة التعاون الخليجى، ولكن لم تكن هناك مصالحة، لأن دول المقاطعة وضعت شروطًا منها أن قطر تتوقف عن التدخل فى شئون الدول الأخرى، وتمتنع عن تمويل الإرهاب، وإلى أن تنفذ ذلك لن تكون هناك احتمالية لرأب الصدع.