شن عدد من أعضاء الدعوة السلفية بالاسكندرية، هجومًا عنيفًا، ضد الخطاب الإعلامى السلفى، خاصة الذى تقدمه قناة «الرحمة» التى يمتلكها الشيخ محمد حسان، وقناة الندى التى يشرف عليها الشيخ أبى إسحاق الحوينى، معتبرين كلًا منهما السبب فى انسحاب الشباب من التيار السلفى. وكان من أبرز المهاجمين لقناتى الشيخين، عضو الدعوة السلفية عبدالرحمن سليمان، الذى أكد أن تلك القنوات تقوم على مبدأ «الشيخ الواحد» الذى تعود إليه القناة فى كل شىء، وإذا ما حدث له مكروه تأثرت به بصورة كبيرة. وأضاف «سليمان» أن تلك القنوات تعمل على صناعة «دراويش» باللحى والنقاب، وغالبيتهم فاقدين العلم، لذلك تعانى من خسائر كبيرة، نتيجة لافتقاد العلم، أو الاقتراب من القضايا التى تمس الجمهور بصورة مباشرة، ما يجعله عازفًا عن متابعتها، بخلاف ما يتمتع به العاملون بها من غرور وتمسك كل شخص برأيه، والاعتماد على الدروشة المبالغ فيها، مشيرًا إلى أن تلك القنوات أضرت بالسلفيين بصورة كبيرة، كونها تركز فقط على الإسلام «النُسكى، الشعائرى»، منعزلة عن القضايا التى يعانى منها الناس، هذا بخلاف ممارسة «التسول الإعلامى» من خلال حث المتابعين لها، على المساهمة فى سداد ديونها، وهو الأمر الذى لا يقبله المشاهد عادةً، هذا بجانب أن منها من يدعى «المحايدة»، وهو ما يستدعى ضرورة الجمع بين الرأى والرأى الآخر، وليس الوقوف على رأى واحد. وأكد أنه لمواجهة هذه الأزمات، لابد أولًا أن تمس البرامج على تلك القنوات المشكلات الحقيقية التى يعيشها الناس، مع الابتعاد عن تقديم الإسلام الشعائرى، وضم برامج جديدة توجه للشباب لكى تكون جاذبة لهم، وبرامج أخرى تجذب باقى أفراد الأسرة مثل برامج الطبخ وغيرها. ودعا «سليمان» إلى ضرورة وقف برامج «التسول» التى يقدمها ملتحون للحصول على التبرعات، مع وقف فورى للإعلانات التى تعتمد عليها تلك القنوات، وفى غالبيتها تقدم منتجات مغشوشة، يلتصق اسمها باسم الشيخ المسئول عن القناة، مثل الكريمات الطبية وكريمات التخسيس وجميعها تتبع شركات «نصابة»، مع الحفاظ على عدم ربط الناس بشخوص معينة حتى لا تتأثر القناة بغياب هؤلاء الشخوص، وفى حالة التمسك بالخطاب المعتاد، سيتم سحب البساط من أقدام تلك المنابر، ويعزف النساء بصورة أكبر عن متابعتها وعن المنهج من الأساس. ونوه إلى أنه يمكن تضافر الجهود وتقديم خطاب «إسلامى» أفضل يوحد بين أبناء التيار السلفى حتى إن كان عبر منبر إعلامى واحد، يضمن مواجهة هذا النزيف وإعادة القواعد الشبابية إلى الدعوة من جديد، مقترحًا أن يقوم المشايخ الكبار بمواجهة المشكلة، وعدم التسبب فى تفاقمها والعمل على تطبيق الخطاب الموحد. فيما اعترف رجب أبو بسيسة القيادى بالدعوة، من تعرض عدد كبير من الشباب السلفى مؤخرًا لما يشبه «الانتكاسة»، ومنها ما يحدث فى الظاهر من تقصير اللحية، وترك الصحبة الصالحة والابتعاد عن تنفيذ الحدود الشرعية، وهناك الانتكاسة الخفية، بأن يتظاهر بالالتزام وفى الخفاء يمارس المعاصى، ما ينذر باستمرار النزيف الذى يعانى منه التيار السلفى منذ فترة، والذى بات يحتاج إلى تحرك حقيقى، ومعرفة أسباب ذلك ومواجهته.