رغم دخول 10 حاويات بداخلها 4.5 طن مواد مشعة بميناء الأدبية منذ 14 عاما، قال وزير النقل الدكتور محمد رشاد المتينى أنها لا يعلم عنها شيئا، محملاً المسئولية لهيئة الطاقة الذرية. وألقى وزير النقل بالتهمة بعيدًا عن وزارته، وقال: إن المسئول عن الحاويات إذا صحت المعلومات هي هيئة الطاقة الذرية المنوط بها التصرف عند الشك فى وجود حاويات مشعة وليس الميناء أو الوزارة. وأبدى المتيني دهشته من عدم عرض الموضوع عليه من قبل رئيس ميناء الأدبية أورئيس هيئة موانئ البحر الأحمر حتى الآن. من جهته أوضح اللواء محمد عبدالقادر جاب الله رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر أن الحاويات تحتوى على مادة تسمى "اللندين" وهى مسرطنة، ويصعب التخلص منها بالحرق لأن الأدخنة المنبعثة منها ستحمل أبخرة سامة وكذلك لايمكن دفنها بسبب تأثيرها السلبى على المياه الجوفية والتربة. وأرسل وزير النقل السابق الدكتور جلال السعيد ، خطابًا في 17- 11- 2011 إلى الدكتور مصطفى كامل وزير الدولة لشئون البيئة يطلب فيه تقديم المساعدة الفنية للتخلص من هذه الحاويات، لكن دون جدوى. طبيا .. حذر الدكتور حازم شوقى رئيس المجالس الطبية بالسويس من خطورة هذه المادة على الإنسان والمواد الغذائية، مؤكدا أنها تسبب سرطان المعدة والأمعاء والقولون والرئتين عند استنشاقها، كما تشوه الأجنة في بطون الحوامل، فيما أكدت الدكتورة سوزان سعد زغلول بمعهد علوم البحار وعضو الشورى، أن هذه المادة المشعة تؤثر على حياة الأسماك بالخليج، وبخاصة أن منطقة الميناء تضم مصايد كثيرة. ودخلت الحاويات المسرطنة للسويس أوائل عام 1999 ،عندما قام أحد المستوردين بالتعاقد على استيراد 15 حاوية مبيدات حشرية فى عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والى، وتبين عند فحص الشحنة وجود لافتة موضوعة على الحاويات من الخارج تقول: "مصرح دخولها البلاد" ، وبداخل الحاوية مكتوب على الشحنة باللغة الفرنسية " مواد غير مصرح بها الدخول للبلاد"، وأثبتت التحاليل أن الشحنة تحتوى على مادة "اللندين" المشعة المسرطنة. الطريف أن المستورد أعاد شحن 5 حاويات إلى السنغال، وأبلغ الهيئة أنه سينقل باقى الشحنة إلى السودان، لكنه اختفى فى عام 2000 نهائيا ولم يعد للشركة المستوردة وجود في مصر.