بعد يوم الخامس العشرين من يناير عام 2011 مرت بمصر بأصعب مراحل تاريخها، ربما كانت أخطر من حرب 73 نعم أؤكد أنها تلك المرحلة كانت حالكة الظلام، الدولة أصبحت مفككة أجهزتها متناثرة فى كل مكان أحزاب هنا ونشطاء هناك، وشخصيات تدعى الوطنية وأخرى تناضل من أجل القضاء على الجميع حتى تصل إلى سدة الحكم. كانت تلك الجماعة هى أبناء البنا الإرهابية التى عقدت نيتها، واستطاعت أن تفكك الجميع وتقضى عليهم ولم يتبق فى مصر بعد تلك الثورة ظل واقفًا شامخًا سوى المؤسسة العسكرية التى ظلت متماسكة ومترابطة فى ذلك الحين، وهذا ليس بجديد علينا، فعلى مر العصور كانت وستظل تلك المؤسسة العسكرية هى الحصن الحصين والدرع المتين للدولة المصرية فدعنى معك نعيد قراءة المشهد بعد 25 يناير فى حالة ما إذا سقطت المؤسسة العسكرية ونال منها أصحاب الأجندات و«الروبيضة». وقتها مصر كانت سوف تتحول إلى دويلات صغيرة، كما كان مخططًا لها من قبل الجماعة الإرهابية، وكانت ستصبح اشبه بالعصابات المسلحة كل من هو قادر على حمل السلاح يقود جماعته للنيل من الآخرين، لكن إرادة الله بالخير لمصر جعلت الجيش يتماسك ويسيطر على مجرى الأمور بعقلانية وحكمة حتى يصل بمصر إلى بر الأمان. مرت السنوات وجاءت الجماعة الإرهابية لتعتلى منصة الحكم، عام كامل من المهزلة السياسية لم تشهدها مصر فى تاريخها، لم تكن مصر وطنى الذى دائمًا أفتخر به وجدتها، مختطفة لا أعلم إلى أين سوف تأخذنا تلك الجماعة وما هو مصيرنا، أيقنت من خلال تحليلى البسيط للمشهد السياسى فى ظل حكم المتأسلمين أن مصيرنا الهلاك لامحالة أدركت مدى خطورة هؤلاء على مستقبل أبنائنا وشبابنا ونسائنا، سرعان ما أفاق الشعب وانتفض ضد تلك الجماعة ووقف الجيش بجوار شعبه كما عودنا ومرت مصر بمرحلة انتقالية، جاءت بعدها انتخابات رئاسية ليفوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بانتخابات الرئاسة، ويبدأ فى عملية التطوير والبناء، كان يريد دولة قوية اقتصادها قوى تنافس دول العالم وأثناء تلك المسيرة البنائية بدأ الإرهاب الأسود فى الظهور، ليعرقل تلك المسيرة وبدأت الدولة فى محاربته فهو عدو مجهول كان القضاء عليه ليس بسهل، ولكن فى ظل وجود جيش عظيم وشرطة قوية تمكنا سويًا من دحر الإرهاب لاستكمال عملية البناء من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا. فجأة وبدون أى مقدمات ظهر شخص يدعى محمد على بدأ يبث عددًا من الفيديوهات من إسبانيا يريد من خلالها أن يوقع الفتنة بين الشعب وقواته المسلحة، وظل يسب بأقذر الألفاظ، وبدأت حرب اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان الارهابية فى إثارة البلبلة عبر السوشيال ميديا وفتحت قنوات الإرهابية أبواقها لتعلنه واليًا لهم، وتركت قناة الجزيرة الإرهابية ما يحدث فى فلسطين وسوريا والعراق ولييبا وفتحت برامجها طوال ال24 ساعة لنشر تلك الفيديوهات ظنًا منهم بأن لجانهم تصنع من هذا الكائن بطلًا لكنهم لم يعلموا أنه بطل من ورق،عقولهم الهشة فقط هى من صورت لهم أن مصر ستسقط، تلك هى أحلام اليقظة التى لن تتحقق أبدًا مهما حاول إعلامكم المضلل أن يصورها من خلال مشاهد عبثية مفبركة. أتعلم يامحمد على أن الشهيد أحمد المنسى مات شهيدًا بطلًا فى قلب سيناء وهو يدافع عن وطنه، أتعلم أن هناك آلافًا مثل الشهيد المنسى استشهدوا خلال السنوات الماضية دفاعًا عن وطنهم الذى لا تعرف عنه شيئًا أتعلم أن من تقوم بسبهم، هم أول من يدافعون عن زوجتك وبناتك وشقيقاتك فى حالة قيام حرب حتى لا يقعن سبايا فى أيدى الأعداء أتعلم أن شرف العسكرية المصرية لم ولن ينال منه أمثالك، أنت تقف خلف كاميرا فى غرفة مكيفة تسب رجالًا يقفون خلف النار والقنابل من حولهم ليدافعوا عن عرض وشرف هذا الوطن، فهل يستوى الشهداء بالخونة والجبناء؟!