المتفائل خطوة على المسرح القومى.. و «شمعة وملاحة » مسرح غنائى مستقل المسرح هو أحد أعمدة الفن الرئيسية التى نشأت قبل السينما والتليفزيون بقرون كثيرة، وظل يتطور مع السنين وتطور الإنسان حتى أصبح له أشكال وأنواع بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسى والمونودرامى والمسرح الغنائى. وتلقى «الصباح » الضوء على مفهوم المسرح الغنائى وتاريخه وبعض النجاحات التى يحققها فى المسرح المصرى. بعد انطلاق عرض مسرحية المتفائل لبطليها سامح حسين وسهر الصايغ شرع النقاد المسرحيون فى تقييم العرض وكتابة الكثير من المقالات التى تصفه، فوصفه الناقد إبراهيم عطا الله أنه عمل مسرحى مكتمل الأركان، وقال عنه الفنان أحمد شاكر رئيس المسرح القومى إن مسرحية المتفائل أعادت روح المسرح من خلال البساطة والأداء والاستعراض الذى قدمته. مسرحية المتفائل مأخوذة من النص المسرحى الشهير «كانديد » للكاتب الفرنسى الكبير فولتير، تدور أحداثها حول شخص يحارب كل مشاكل وأمراض مجتمعه للوصول إلى هدفه من خلال صفة التفاؤل. ومن بطولة سامح حسين وسهر الصايغ ويوسف إسماعيل وسوسن ربيع، عزت زين، تامر الكاشف، أحمد سمير، زكريا معروف، أمجد الحجار، آيات مجدى، طارق راغب، والمطرب مصطفى سامى، ومجموعة من شباب المسرح القومى. تحدثت «الصباح » لمؤلف الأغانى فى المسرحية الفنان طارق على للحديث عن التجربة، وكيف استطاع إضافة الأغانى لنص مأخوذ من رواية عالمية. وقال طارق: «عندما طلب منى المخرج إسلام إمام كتاية الدراما الغنائية للنص المعد عن رواية فولتير الشهيرة كانديد خصوصا أنه قام بإعدادها باللغة العامية المصرية كنت فى تخوف شديد من كيفية تطويع اللغة العامية وصياغتها فى شكل غنائى لايخل بثقافة الرواية ولا بالعصر الذى تدور فيه أحداثها، ولا بأماكن الأحداث خصوصا أنها كلها فى بلاد غربية ثقافاتها مختلفة ولغاتها مختلفة، فكان علىّ الحذر أثناء الكتابة فى اختيار مفردات عامية معينة تناسب ماسبق .» وأضاف: «كان على الحفاظ على فلسفة فولتير فى روايته وبعد جلسات عمل مكثفة مع المخرج وصلنا سويا إلى الصيغة التى قدمناها فى العرض، والتى كانت عبارة عن مجموعة رسائل مغناة تكمل الحدث الدرامى وتدعم رؤية العرض، وساعدنى فى ذلك كثيرًا بعد المخرج قدرة الموسيقار هشام جبر على تصوير الكلمات موسيقيًا بدلالات تعبر عن معناها بمنتهى الدقة والجمال، فقد صنع للعرض موسيقى من وجهة نظرى لا تقل عن موسيقات عروض برودواى، وأيضا المخرج إسلام إمام صنع صورة لاتقل عن عروض برودواى ». وأوضح طارق أن عدد الأغانى، أو بالمعنى المسرحى الأصح اللوح الغنائية كانت 11 لوحة غنائية كونت فى مجموعها ثلث العرض المسرحى تقريبًا، وقال: «وهذا قليلً مايحدث إلا لو كان فى عرض ميوزيكال فقط، ولذلك يصنف عرض المتفائل بالعرض الغنائى الاستعراضى .» وعن تفاعل الجمهور مع الأغانى فوصفه طارق بالكبير فقد استحسنها وتفاعل معها كثيرًا، وهناك من خرج من العرض يردد بعض الرسائل المغناة مثل «معنى الحب بسيط مش محتاج لوسيط » ومقطع «أنا عندى يقين.. » الذى يقوله النجم سامح حسين ببراعة وإحساس شديدين، مما يجعل الجمهور يخرج من العرض وقد علقت فى أذانه كلماتها. وأيضا أغنية لو سألوك الناس التى تغنيها الفنانة آيات مجدى وأغانٍ أخرى فرحت كثيرًا بترديد الناس لها بعد العرض وعلى صفحات السوشيال. وعن العمل مع سامح حسين وسهر الصايغ قال: «استمتعت كثيرًا خصوصا بكواليسهم الأكثر من رائعة، فالنجم سامح حسين لايبخل بتقديم أى شىء لخدمة العرض، وكان يفتح مساحات الضحك لزملائه فى إيثار للنفس، ويذكرنى سامح حسين بجيل العظماء خصوصا فؤاد المهندس، وسهر الصايغ، فكانت مفاجأة كبيرة تمتلك قدرات عديدة، فهى تجيد التمثيل ببراعة شديدة، ولكن المدهش إجادتها الرقص والغناء مما يحفز أى مخرج يقدم على عمل غنائى استعراضى أن يضعها أول اختيار له .» وعن توظيف الدراما الغنائية داخل العرض المسرحى قال طارق: هى عنصر مهم من عناصر المسرح مثلها مثل الديكور والملابس والإضاءة، ولكن يجب أن تكون مكملة وداعمة للسياق الدرامى، وإلا كانت كأنها لم تكن، فهى عنصر مهم وأصيل يستطيع المخرج أن يبعث من خلالها رسالة العرض فيجب عدم التهاون فيها على اعتبارها عنصرًا ترفيهيًا. محاولات مستقلة لدعم المسرح الغنائى وقال مايكل ل «الصباح « :» يحرص الفريق دايما على عدم الانفصال عن واقعه ومجتمعه، فالفريق له رسائل واضحة بيقدمها فى أعماله بأشكال و زوايا مختلفة، مثل الحرية، وقبول الآخر وإعمال العقل والمساواة والعدل، والفريق مؤمن بدور الفن الحقيقى فى زيادة الوعى والتنوير وإحداث الفارق، ونعتمد على الغناء والألحان المشهورة بشكل أساسى فى العرض من خلال استخدام كلمات تناسب العرض عليها كنوع من السخرية والهزل الكوميدى ». .ويستعد الفريق لتقديم مسرحية جديدة تحمل عنوان «فنطازيا سكالانس » وهى عرض مسرحى غنائى استعراضى، والعرض فى مجمله يتحدث عن الشخصية المصرية المتفردة و متغيراتها وأحلامها و إحباطاتها. وقال مايكل إن المسرحية كوميدية غنائية استعراضية تعرض مواقف ساخرة من حياتنا اليومية الممزوجة بالسيرالية السردية لتلقى الضوء فى خمس لوحات على المفارقات بين الواقع والطموحات، فتمزج مسرحيًا بين مسرح العبث والمسرح البريختى، وقالب الكباريه السياسى، وتعتمد فى الأساس على الممثلين فقط الذين يقومون بالغناء اللايف و الاستعراض بجانب التمثيل.