التيار السلفى يحاول زيادة قواعده الشعبية..والوزارة تلاحقه بقوافل دعوية طوال الصيف تشهد الفترة الحالية صراعًا هو الأول من نوعه، بين وزارة الأوقاف والتيار السلفى، على شواطئ مصايف الدرجة الأولى، والتى كانت بعيدة عن أنظار الكيانات الدينية، فبعد أن كان صراع الوزارة والسلفيين، منحصرًا فى خُطبة الجمعة، واعتلاء المنابر، زاد الصراع بعد أن قرر كلا الطرفين توجيه الاهتمام للمدن السياحية، وتكثيف النشاط الدينى بها. كانت بداية الاهتمام بالمدن السياحية الراقية، من جانب أبناء التيار السلفى، بصورة عامة، والدعوة السلفية بالإسكندرية خاصة، فى سبيل محاولتهم توسيع نطاق القواعد الشعبية الخاصة بهم، وتغيير طبيعة تلك القواعد، والتى اعتمدت أعوامًا طويلة على الطبقات البسيطة، حيث كثف التيار السلفى من تواجد عناصره بالمناطق السياحية خاصة الساحل الشمالى والغردقة وشرم الشيخ، ونفذت الدعوة السلفية العديد من الرحلات السياحية إلى تلك المناطق، والتى كان محرمًا على أبناء التيار السلفى زيارتها، لما بها من أمور يرفضها المنهج السلفى منها ارتداء الملابس المكشوفة وملابس الشواطئ وتنظيم الحفلات باستمرار وارتكاب ما يخالف العقيدة والفكر السلفى. وبدأ اتجاه السلفيين إلى تلك المدن، مع انحصار قواعدهم الشعبية فى المناطق البسيطة، وغيابهم التام عن التواصل مع الطبقات الأكثر ثراءً، وفى الوقت نفسه وجود تيار جديد داخل السلفيين، يسعى إلى تجديد الفكر السلفى بما يتناسب والعصر الحديث. وعمل السلفيون على استهداف المناطق السياحية الراقية، من خ ال تنظيم الرحلات إلى تلك الأماكن، ومحاولة نشر الفكر السلفى بها، والمطالبة بتحجيم الممارسات التى تتم بتلك المدن، ونشر ما يتم فيها على مواقع التواصل الاجتماعى، لتكوين رأى عام رافضًا لها، ما يمهد المطالبة بمنعها فيما بعد، مع توصيل رسالة حول الفكر السلفى ومحاولة تحسين صورته، أمام مرتادى تلك الأماكن، وأنه فكر غير منغلق ولكنه ينفذ الشريعة. وأطلقت الدعوة السلفية دعواتها لأبنائها لزيارة المناطق السياحية خاصة الساحل الشمالى والعلمين، والعمل على تحسين صورة الفكر السلفى بها، مع الالتزام بالحدود الشرعية، وعمل حلقات دعوية موجهة للشباب بصورة خاصة، حيث إنهم يمثلون الفئة الأكثر تواجدًا بتلك المناطق. وفى سياق مراقبتها المستمرة لممارسات التيار السلفى، لاحظت وزارة الأوقاف محاولة السلفيين نشر أفكارهم بالمناطق السياحية وتغيير الفئات التى طالما عملوا على استهدافها، ما جعلها تتحرك لمنع المد السلفى بتلك المناطق، كما فعلوا بأماكن أخرى وفرضوا السيطرة بها، مثل الإسكندرية ومرسى مطروح والمنيا وغيرها من المحافظات التى باتت تحت سيطرة الفكر السلفى. وخصصت الأوقاف قوافل دعوية لنشر الأفكار الشرعية الصحيحة، بين مرتادى المناطق السياحية، حيث بدأت بالساحل الشمالى ومنطقة العلمين، وقامت بتنظيم قوافل دعوية تعتمد على الدعاة الشباب بصورة خاصة، وأكدت الوزارة أن هذا التوجه، جاء بعد أن تمت ملاحظة تزايد الإقبال على تلك المناطق فى السنوات الأخيرة. وقررت الوزارة أن تكون تلك القوافل على مدار الصيف، بصورة مكثفة، للوصول لأكبر عدد ممكن من المستهدف، على أن يتم نشر الأفكار الشرعية الصحيحة، والإجابة عن تساؤلات المواطنين فى القضايا الدينية المختلفة، وزيادة التواصل بين الأئمة ومرتادى الأماكن السياحية، فيما تعمل الوزارة على أن تكون تلك القوافل ممتدة طوال العام، عقب تحقيقها للهدف المرجو منها خلال فترة الصيف. من جانبه، كشف قيادى منشق عن الإخوان، إن الكيانات الدينية سواء سلفيين أو الإخوان، بدأوا بالفعل فى التوجه للمناطق السياحية والنائية ونشطوا فيها، والأمر ليس فقط على مستوى الدعوة الدينية، ولكن بدأ التركيز على النساء فى توجه يعد الأول فى عمليات الاستقطاب التى كانت توجه أكثر للشباب، وذلك لتكون النساء نواة لمشاركة ذويهم بالجماعات الدينية وينتهجون المناهج المتطرفة، وعملوا لتحقيق ذلك على إقامة معيشة كاملة بتلك المناطق، حيث يعملون بالمدن السياحية وشركات البترول، وهناك يتحركون بحرية أكثر، منتهجين منهج جماعة التكفير والهجرة.