قال الدكتور محمد زبيدة، أستاذ القانون الدولي بليبيا، إن انشقاق الكتائب والوحدات العسكرية عن حكومة الوفاق يؤكد اقتراب حسم عملية تحرير طرابلس. وأضاف زبيدة في تصريحات خاصة إلى "الصباح"، اليوم الأحد، أن انشقاق الكتيبة 185 وكتيبة العبور، يمثل أهمية كبيرة، نظرا لموقعهما الجغرافي في مدينة بني وليد، التي تتحكم في كل الطرق المؤدية إلى طرابلس، وأن الخطوة تمثل ضربة قاسية لحكومة الوفاق. وأشار زبيدة إلى أن الكتيبتين تؤمنان تنقلات الجيش الليبي في تلك المساحة الجغرافية بالغة الأهمية، خاصة في ظل تزايد أعداد المنشقين عن قوات الوفاق وانضمام الكثير من العسكريين للجيش الليبي، الذي يحارب الجماعات الإرهابية في طرابلس. وأكد أن الكثير من الكتائب والوحدات لم تتح لهم فرصة لإعلان الانشقاق لوقعهم في كماشة الجماعة الارهابية، وأنهم سيعلنون ذلك متى توفرت الظروف الأمنة لهم. فيما تنتظر الكتائب التي أعلنت عن انضمامها للجيش لحظة دخول القوات المسلحة لأحياء العاصمة للمساندة والتأمين، وهي ذاتها اللحظات التي سيعلن فيها مئات الآلاف من العاصمة عن ترحيبهم بدخول الجيش. وشدد على أن من انحازوا للجماعات الإرهابية لم يعد أمامهم سوى الفرار من ليبيا، أو السجن، أو الموت خلال المواجهات. وفيما يتعلق بدلالة اللقاء الذي جمع بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، والمبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، كشف زبيدة عن أن المبعوث الأممي يسعى لتوجيه الأوضاع تجاه الحل السياسي،إلا أن قائد الجيش الليبي أكد على أنه لا حديث عن مسارات سياسية إلا بعد القضاء المليشيات والجماعات الإرهابية. خاصة أن حفتر يعد خطة لتشكيل حكومة من مختلف أطياف المجتمع، إضافة إلى تشكيل لجنة لصياغة الدستور، ووضع الحلول العاجلة لكافة الأزمات الراهنة. واستطرد زبيدة، أن الجيش الليبي لن يوقف العمليات العسكرية في طرابلس حتى القضاء على الجماعات والمليشيات، وبعدها سيتجه لسيناريو الانتخابات. وشدد على أن تأخر عملية الحسم يرجع إلى تمركز الجماعات الإرهابية بين المدنيين، وأن الجيش لا يستعمل الأسلحة والنيران الكثيفة خشية سقوط المدنيين، وأن استخدام القوة المفرطة سيتيح الفرصة للدول الداعمة للإرهاب باستخدام المشهد للتنديد والعويل، وهو ما يدفع الجيش للانتظار للوقت المناسب ودخول العاصمة بأقل الخسائر.