وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تعليمات واضحة وصريحة للحفاظ على كرامة "مستحقي الزكاة" أثناء تلقيهم حقهم من الزكاة وعدم تصويرهم بأي وسيلة كانت. وأكد فضيلة الإمام الأكبر، منع التصوير أثناء تقديم المساعدات أو تقديم الزكاة أو الصدقات أو الخدمات للمستحقين، من بيت الزكاة والصدقات المصري التابع للأزهر الشريف. كما شدد الطيب على عدم جواز تصوير الأطفال أو المرضى الذين يتم تقديم العلاج لهم وعدم جواز المتاجرة بالفقراء والمحتاجين والتشديد على حفظ وصون كرامتهم. وأوضحت تفسيرات، ابن كثير والطبري والترمذي لآيات الصدقة في القرآن الكريم أن هناك حالتان إحداهما يجوز فيها تصوير الصدقات والأخرى لا يجوز فيها وهما: أنه يجوز تصوير المتبرع إليهم، إذا وجدت الحاجة الفعلية للتصوير، كأن يكون في ذلك حافز للتصدق، أو يكون فيه زوال شكوك تدخل في نفوس المتبرعين، أو يكون فيه دعوة لفعل الخير والمسارعة إليه ونحو ذلك فلا بأس به . أما إذا لم توجد الحاجة الفعلية لذلك، ولم يكن في هذا التصوير إلا مزيد اطمئنان القلب للمتبرعين، فلا يجوز تصوير المستفيدين من المساعدات وهم يأخذونها لأسباب أولها: انتفاء الحاجة الفعلية أو الضرورة الحقيقية، والتي لا يجوز على الصحيح التصوير إلا بوجودها. ثانيا: التقاط الصور للفقراء ونشرها بين الناس، مع انتفاء الحاجة الشرعية لذلك، قد يكون فيه أذى بليغ لهم وقد قال الله عز وجل: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى) البقرة/ 263. وقال الطبري رحمه الله في "تفسيره" (5/ 520): "قولٌ جميل، ودعاءُ الرجل لأخيه المسلم، وسترٌ منه عليه لما علم من خَلَّته وسوء حالته، خير عند الله من صدقة يتصدقها عليه (يتبعها أذى)، يعني يشتكيه عليها، ويؤذيه بسببها". ثالثا: قد يؤثر ذلك على إخلاص المتصدق بما يخل به أو ينقصه، حيث لم تكن هناك مصلحة راجحة ، وقد قال الله تعالى : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) [البقرة : 271] قال ابن كثير رحمه الله: "فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها؛ لأنه أبعد عن الرياء ، إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة، من اقتداء الناس به، فيكون أفضل من هذه الحيثية. والأصل أن الإسرار أفضل لهذه الآية ، ولما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... الحديث، وفيه: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه."تفسير ابن كثير" (1 / 701-702). وقال الترمذي رحمه الله في "جامعه" (5/180): "صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، وإنما معنى هذا عند أهل العلم لكي يأمن الرجل من العُجب؛ لأن الذي يسر العمل لا يخاف عليه العجب ما يخاف عليه من علانيته".