(ما تبحث عنه يبحث عنك) إحدى مقولات الصوفى الزاهد جلال الدين الرومى، الذى أسس المولوية والرقصة الشهيرة لها ألا وهى الدوران فى منطقة واحدة فى حالة تركيز وهيام شديد لا يشعر بها إلا الراقص الذى يدخل بقدميه عالم آخر يختلف عن عالمنا بمجرد أن يبدأ فى الرقص. تُعد المولوية أو رقصة الدراويش كما يُطلق عليها، إحدى الطرق الصوفية الموجودة فى تركيا ومصر منذ القدم وحتى الآن فهى فن قائم بذاته، أخذ الكثير فى سكته ومن بينهم «سارة كامل » الفتاة صاحبة ال 25 عامًا التى لجأت للمولوية لقتل الاكتئاب والهيام بروحانية والتجلى فى إبداع الخالق. فاستطاعت بحجابها وملابسها البيضاء بالتنورة الفضفاضة الواسعة ذات الشكل المألوف والطربوش البنى الكبير، أن تقف وسط الرجال متوحدة معهم ترقص المولوية لتُعلن عن كونها أول فتاة مصرية راقصة للمولوية وتكسر حاجز للرجال فقط وتلفت الأنظار إليها. وقد بدأ شغفها بالتصوف منذ 5 أعوام تقريبًا وتحديدًا عقب تخرجها فى كلية الآداب قسم الجغرافيا، حيث بدأت بالقراءة عنها وحضور الحفلات الخاصة بها التى تُقام بالقاهرة، وجلسات التفكير والتأمل، موضحة أن فكرة رقص المولوية جاءت لها قبل عام عندما علمت أن هناك راقص دوران أو مولوية موجود فى مصر تعلم على يد مدرب لتلك الرقصة وهو تركى الأصل، لافتة إلى أن هذا المجال مقتصر ومغلق هنا فى مصر، على حد تعبيرها على الرجال فقط، وهو ما آثار فضولها لإقتحامه أكثر وأكثر. مرت سارة بفترة عصيبة فى حياتها وهى فترة التدريب والتعلم لرقص المولوية لاعتراض أهلها وقصر الأمر على الرجال، لكنها بدأت أول حفلة لها منذ شهرين تقريبًا حيث تقوم بالدوران مع نفسها فى شكل الرقص المعروف للمولوية. وأشارت سارة إلى أن حفلات المولوية في شهر رمضان خصيصًا لها اهتمام وطابع خاص حيث تكثر الاحتفالات اليومية فى كثير من الأماكن مثل: الأوبرا ووكالة الغورى وبيت السحيمى والفنادق والأماكن العامة بالخيم الرمضانية، قائلة: إن الجمهور يُفضلها جدًا فى رمضان لما لها من روحانيات، مضيفة أن رقصة المولوية لها دور كبير فى تغيير نظرتها للحياة والتأمل والتفكير بشكل جيد، معربة عن كامل سعادتها بلقبها كأصغر راقصة مولوية فى الوطن العربى. واختتمت سارة حديثها قائلة إنها تطمح بأن يفتتحوا التكية المولوية التى تُعد أكبر مسرح للمولوية فى العالم العربى وتتمنى تقديم عرض لها عليه، كما أنها تبحث خلال الفترة الحالية تأسيس مركز خاص لتعليم الفتيات هذا النوع من الرقص.