المولوية طريقة صوفية أسسها جلال الدين الرومى تستخدم كل أنواع الموسيقى وصيغها للتعبير تشارك فى الفعاليات الدولية المهتمة بالغناء الصوفى أوروبا والهند والمغرب العربي أكثر شغفاً بالمولوية "تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي لا نصبا أو تذمرا، بل انتباها و خلوصا واعيا.. أطير مع أفكاري متحررا من سطوة الجسد".. كلمات رددها ويسير على نهجها المنشد الكبير عامر التوني مؤسس المولوية المصرية، والذي استطاع أن يؤكد للجميع أن مصر لها خصوصية تراثية بين الأمم. التونى ابتكر منهجًا خاصا جمع بين الإنشاد والمديح والابتهالات واستعراضات "التنورة" التي تجعلك في حالة نشاط دائما من كثرة حركاتها، وإحساس يرقرق قلبك عند سماعك كلمات أشعار الحلاج وبن الفارض في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم. فقد اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويرتدون الملابس البيضاء رمز للكفن والتجرد, والطربوش رمز للوحدانية. بداية.. ما معنى المولوية ومتى ظهر في مصر؟ "المولوية" جاءت من كلمة مولانا وتعني اتباع الطريقة التى أسسها مولانا جلال الدين الرومى، وعرفت بالمولوية أو الجلالية، وهى واحدة من الطرق الصوفية التى انتشرت فى جميع بلدان العالم. وما أوجه الخلاف بينك وبين الطريقة المولوية في العالم؟ وهل هناك منهج خاص بالمولوية المصرية؟ لا يوجد وجه خلاف بيننا وبينهم، لكن الاختلاف بيننا في أشياء معينة، لأننا نتناول رمزية المولوية بطريقة مختلفة، ولأننا أبناء حضارة جمعت بين حضارات الأنهار والبحار، فمصر لها مزاج خاص بها لموقعنا المتميز الذي حبانا اياه الله، كما أننا أبناء حضارتين، الحضارة الفرعونية والحضارة الاسلامية، وفي العرف الثقافي دائما تنتشر مقولة الانسان ابن بيئته، فنحن أبناء البيئة المصرية، وبالتالي نختلف عن باقي العالم. وعند تأسيس المولوية المصرية كان ولابد أن تظهر فيها الروح المصرية الخالصة التي عرفت منذ بدء تاريخ التوحيد، لذلك نستخدم منهج خاص بنا في الموسيقى التى نقدمها والتي تتصف بالحيوية من خلال الايقاعات المصرية الخالصة، والتي بها نعبر عن الحالة الروحية الخاصة بنا. وما أوجه العلاقة إذن بين المولوية الحالية والمولوية كما صاغها جلال الدين الرومي؟ علاقة روحية فجلال الدين الرومي والمتصوفة الأوائل هم أول من أسسوا لنا منهجا روحيا. قلت من قبل إن هناك أصول فرعونية للمولوية حدثني أكثر عن هذه النقطة؟ الفراعنة هم أول من أسسوا فكراً روحيا للتعرف على الله فكان "تحوت"، والذي يعرف في العالم بهرمسط والذي ترك لنا متونا تعرف باسم "متون تحوت" جاء فى أولها، "تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي لا نصبا أو تذمرا، بل انتباها و خلوصا واعيا.. أطير مع أفكاري متحررا من سطوة الجسد". وهم أول من عرف التأمل فى العالم و"تحوت" هذا يقال عنه أنه هو سيدنا إدريس عليه السلام، كما عرفت الفراعنة الدوران حول الجسد عكس اتجاه الساعة، وعرف هذا الرقص بالرقص الطقوسي فكان الوعي الفطري لدى المصري القديم تجاه حركة الجسد الرمزية محاولا إفلات الروح عن الجسد. وماذا عن الموسيقي الشعراء المفضلين لديكم؟ نستخدم كل أنواع الموسيقى وصيغها وأشكالها كوسيلة للتعبير، أما الأشعار فنأخذ من كل شعراء الصوفية، كالحلاج وبن الفارض ورابعة العدوية والسهروردى وأبو مدين الغوث وبن سوار، وجميع الشعراء الاوائل هل المولوية المصرية على خريطة المهرجانات الدولية؟ المولوية تشارك فى جميع الفعاليات الدولية التي تهتم بالموسيقى والغناء الصوفي في العالم بطرق مختلفة، أما عن طريق العلاقات الثقافية الخارجية المصرية، وهو قطاع تابع لوزارة الثقافة المصرية، أو بدعوتنا من قبل المهرجانات مباشرة أو رغبتنا نحن فى إقامة مهرجانات متنقلة حول العالم في بلدان مختلفة. ما الفرق بين الإبتهال والمديح والإنشاد والمولوية ؟ الابتهال من اسمه نستطيع أن نعرف أنه مناجاة بين العبد والرب، فمحتوى الابتهال يكون مناجاة والقالب الموسيقى يكون بالارتجال، أما المديح فيكون ذكر للصفات ومديح للصفات النبوية أو آل البيت، أما الانشودة فأغنية؛ أما المولوية فتجمع بين كل الأشكال السابقة، وتقدم محتوى موسيقي مختلف في القالب الصوفي. كيف تري واقع الإنشاد الديني في مصر؟ بخير، ويتجه ويسير نحو التقدم فى الأعوام المقبلة، بفضل القائمين علية من المنشدين والمهتمين بالموسيقى الروحية والصوفية في مصر، وسوف يكون للإنشاد شأن كبير لما له من روحانيات كبيرة بعدما ضغط على الحياة كل ما هو مادي. هل يمكن تدريس الفن المولوي في مصر؟ سوف نقوم بتأسيس مدرسة للمولوية المصرية من خلال ورش عديدة فى القاهرة والإسكندرية، وما يتاح لنا من محافظات مصر نتناول فيها بشكل احترافى الإنشاد والرقص المولوي والموسيقي. هل تعتقد أن فرق الإنشاد الديني تسهم في نشر سماحة الإسلام وتصحيح صورته في الخارج؟ الإسلام دين قويم له أسس فى نشرة ليس بالإنشاد، لكن الإنشاد يبين المدى الروحي له وجماليات الاسلام الرمزية ويرقق القلوب الى الله. ما ردك علي من يقولون أن فن المولوية بعيد عن الإسلام ولا يمكن خلطه بالإنشاد والمديح؟ المولوية تقدم الفن الصوفي الذي يتمثل في سماع الموسيقى، وأول من قدم الإنشاد للعالم كله هى المولوية، وقد عُرف سماع الموسيقى من خلال الرحلات الكثيرة لفرقة المولوية إلى الكثير من البلدان العربية والأجنبية. يعتقد البعض أن رقصة التنورة مجرد نوع من الفولكلور الشعبي كيف ساهمت فرقه المولوية فى تغيير هذا التفكير؟ الرقص المولوى له فلسفة ورمزية صوفية، وراقصي التنورة في الفترة الأخيرة لم يدركوا المعاني التي تحيط بهذة الرقصة، وإفراغها من صوفيتها يفقدها القيمة، وما نعمل عليه الآن ومنذ فترة طويلة عودة الروح الصوفية لها مرة ثانية. ما أكثر البلاد شغفا بحفلات فرقتكم؟ كل الدول استقبلت ما نقدمه بحب وشغف، وعلى رأسهم الهند وأوروبا بالكامل، وفي الدول العربية بلاد المغرب العربي تونس والجزائر والمغرب.