«البنت زى الولد، ماهيش كمالة عدد»، ليست فقط مجرد كلمات كتبها صلاح جاهين، وغنتها السندريلا سعاد حسنى، ولكنه أصبح فى مجتمعنا الحالى حقيقة واقعة، حيث رفعت رنا مصطفى ابنة ال 18 عامًا هذا الشعار فى رحلة كفاحها وإثبات أنها ب100 راجل كما يُقال عليها بالوقوف بعربة لبيع المأكولات بالشارع وسط الناس. «الشغل مش عيب وأنا بحب الشغل منذ الطفولة»، هكذا بدأت رنا الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة بنها، كلماتها تروى حكايتها مع النزول إلى العمل بالشارع، قائلة: بدأت هذا المشروع مع خالى الشيف حسن كما يُطلق عليه البعض، وهو الذى شجعنى؛ حيث إنه كان يعمل سنوات فى كندا ومن هنا جاءت فكرة العربة المتنقلة للمأكولات والتى تتوافر فى الدول الأوروبية بكثرة. بعين يملأها التحدى والإصرار والطموح تقول رنا: «صممت على العمل لأعتمد على ذاتى لأننى أحب الشغل منذ الصغر، فكرت عند دخولى الجامعة بفتح مشروع خاص أستطيع من خلاله أصرف على دراستى وعلى نفسى دون اللجوء لأحد والاستعانة بأى شخص من قريب أو بعيد. أشارت إلى أنه فى بادئ الأمر رفض والدها الذى يعمل سائقًا الخروج للعمل بصنع الأكلات على عربة فى الشارع وسط الناس؛ خوفًا من المضايقات، وبعد إلحاح شديد ورغبة فى العمل والاعتماد الذاتى والمالى على نفسى، وافق بعد إقناع جدتى لوالدتى أيضًا. وأضافت رنا: «الشغل ليس عيبًا ولا أفعل شيئًا أخجل منه أمام أصدقائى أو أمام الناس بل بالعكس فهو عمل ليس به شىء مُخجل، كما أنى أستطيع أن أصرف من خلاله على نفسى من مالى الخاص بمشروعى، والعمل لا يعطلنى عن الدراسة بل يساعدنى للمذاكرة؛ حيث أقوم بالمذاكرة داخل عربة المأكولات وحصلت على تقدير فى الفصل الدراسى الأول»، لافتة إلى أنها تقدم السندوتشات السريعة مع المشروبات بأسعار مناسبة. وتابعت: «أنتمى إلى أسرة متوسطة الحال من قرية كفر مناقر التابعة لمدينة بنها الكائنة بمحافظة القليوبية، نحن ثلاث بنات وأنا الكبرى»، موضحة أنها تعرضت لبعض المضايقات ولكنها لم تهتم بها بل تلتفت لعملها ومشروعها التى تريد أن تجعله مشروعًا كبيرًا بعد التخرج والانتهاء من الدراسة، كما لفتت إلى صعوبة إصدار التصاريح للعربات المتنقلة للشباب فى الشارع أو على الكورنيش أن تعمل، طالبة من الدكتور علاء عبدالحليم، محافظ القليوبية، بسرعة اتخاذ الإجراءات لسهولة إصدار التصاريح والتسهيل على الشباب الذى يُكافح من أجل لقمة العيش.