كشف حادث محطة مصر عن أزمة كبيرة داخل السكة الحديد، حيث تعانى العديد من المحافظات من تدنى وضع السكة الحديد داخليًا، ليس فقط حركة القطارات بل حركة المرور بأكملها. البداية من الإسكندرية، حيث أصبح الإهمال هو الأمر السائد فى السكة الحديد، والذى يتمثل فى قطار أبو قير الداخلى، فليس له مواعيد محددة، ولا احترام للمواعيد المقررة فى خط «قطار الغلابة»، بجانب الإهمال فى المزلقانات العشوائية والرسمية وعدم الاهتمام بوسيلة المواصلات الرئيسة بالإسكندرية، والتى يستقلها آلاف المواطنين يوميًا. ففى منطقة سيدى بشر، يقول محمد غريب من أهالى المنطقة، أن سور قطار أبو قير أمام مدرسة ملك حفنى الابتدائية، وأمام كلية تدريب الكلاب الشرطية أصبح عبارة عن مقلب للقمامة، بعد تكسيره موضحًا أرسلت شكاوى لهيئة السكة الحديد لكن دون جدوى، مؤكدًا أن هذا الوضع ينذر بكارثة. وأشار سعيد الشرى، من منطقة حجر النواتية، إلى أن المنطقة يوجد بها مزلقان عشوائى، ودائمًا كان يحدث عليه حوادث يوميًا بسبب عدم وجود إشارة أو حارس مزلقان. وتابع الشرى، حديثه قائلًا، أرسلنا شكاوى عديدة للحد من ذلك الخطر الذى يهدد أرواحنا وأرواح أطفالنا، حتى تبرع أحد أهالى المنطقة بحراسة المزلقان دون مقابل. وأضاف أن السكة الحديد أصبحت وكرًا للنباشين بسبب تواجد أكوام القمامة والتى قمنا بإزالتها عدة مرات لكن تعود فى كل مرة كما كانت. لم يكن الأمر بالأفضل فى مزلقان سيدى بشر وفيكتوريا، حيث احتل الباعة الجائلون المزلقان، إضافة لعدم صيانة المزلقان. أكد حمدى السيد، من منطقة فيكتوريا، أن المزلقان أصبح فى حالة مذرية، بداية من حديد القطار، لأكوام القمامة، لاستغلال الباعة للطريق، والذى يعوق السير أثناء الازدحام. من الإسكندرية إلى المنوفية، حيث أصبحت المزلقانات العشوائية والبدائية فى محافظة المنوفية، قنابل موقوتة فغالبية مزلقانات قرى المنوفية بلا إشارات أو تأمين ولا يوجد بها أى وسائل أمان. قال سيد جبر أحد أهالى شبين الكوم، إن المزلقان يقع داخل المدينة وسط كتلة سكنية وتزداد خطورته خلال ذهاب وإياب الموظفين والطلاب، وكذلك حالات التعدى على المزلقانات من قبل البائعين الجائلين، والذى ينتج عنه زحام وفوضى. وأوضح عصام الشامى، أحد مواطنى مدينة منوف، أن مزلقان منوف يعمل بطريقة بدائية تفتقر لأدنى وسائل الأمان ويحتاج لتدخل المسئولين، مشيرًا إلى أنه يوجد على طريق منوف القاهرة بعض المزلقانات القديمة لم يتم تجديدها منذ زمن بعيد. وأضاف محمد حبيب، موظف بمدينة الشهداء، أنه يوجد بالمدينة معبرين خطيرين أحدهما بمدخل الشهداء وتحديدًا من ناحية كوبرى السمسمية، والآخر قبل محطة سكة حديد الشهداء المعابر، وهذه المعابر راح ضحيتها الكثير من البشر دون النظر من ناحية المسئولين عن السكك الحديد، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بكوبرى المشاة بهذه المنطقة لما يمثله من خطر على الأهالى. وأشار محمد عيد، أحد أهالى بركة السبع، إلى أن المزلقان الذى يوجد فى بركة السبع مزدحم مروريًا دائمًا حيث يطلق عليه مزلقان الموت لكثرة الحوادث التى وقعت عليه. وأوضح سالم أحمد، أحد سكان مدينة الباجور، أن البائعين يفترشون قضبان السكة الحديد وهناك ازدحام كبير، مما يمثل خطرًا على حياة الأهالى وطلاب المدارس. ولم يختلف حال الشرقية كثيرًا عن جارتها المنوفية، ففى ميدان التحرير وميدان عرابى وميدان القومية بشوارعها المختلفة الواقعة بمدينة الزقازيق، فهناك أزمة مرورية تؤرق السكان، حيث يغيب التنظيم المرورى، ويزداد الأمر سوءًا بترك راكنى السيارات أصحاب السيارات وتنظيم الركنات والسيارات بحسب أهوائهم. قال طلعت سلامة، أحد أهالى المنطقة: إن الباعة افترشوا أرض الميادين، مما يعيق حركة المارة والسيارت، فهم يطرحون بضائعهم فى الشوارع، حتى قرية البضائع بأنفاق المحطة أصبحت لا تستوفى العدد فكان للمزلقانات نصيب من افتراشهم وكذلك الشوارع، خاصة ما بين ميدان عرابى وشارع فاروق ولحل هذه المشكلة بشكل عملى كان نفق عرابى الذى بدأ التشييد فيه منذ أكثر من ثلاث سنوات ولم ينته بعد لغياب رقابة المحافظة على الشركة القائمة بأعماله ومن المتوقع لهذا النفق تيسير حركة السير المرورى فى المنطقة الواقع فيها. وأضاف محمد حسن، رغم أن ميدان القومية الأكثر هدوءًا ورقيًا لكنه لا يغيب عنه إهمال اللوائح بشكل فج وصريح، فأصبحت الشوارع مزدحمة للغاية ويسودها الفوضى. واستاء مواطنو مدينة الزقازيق، خاصة منطقة مركز الزقازيق من إطالة المدة لإنجاز كوبرى شرويدة الذى سيساهم إتمامه فى تخفيف عبء الازدحام المرورى ربما عن الزقازيق بأكملها، فهو محور مرورى خارجى لمدينة الزقازيق لأكثر من اتجاه فهناك للقاهرة مباشرة ولميت غمر وطنطا.