استقيظ العالم أجمع يوم الجمعة الماضية على فاجعة اهتزت لها الأبدان، ربما لم تكن الأولى في حق العنصرية والاضطهاد ضد المسلمين ولكنها كبيرة بحجم ضراوتها ودمويتها، فقد اقدم إرهابي مسلح على مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، وقتل كل من كانوا في طريقه، حتى ارتفع عدد الوفيات لأكثر من 50 وإصابة 50 اَخرين. في قصة الواقعة ظهر فارس لم يسلط الإعلام الضوء عليه ولم ينل قسطًا من الشهرة وهو عبد العزيز ذو الأصول الأفغانية (48 عامًا)، الذي تصدي للإرهابي المسلح وظل يطارده حتى تمكن من القبض عليه وتسليمه للشرطة، حيث صاح في وجه الإرهابي "تعال إلى هنا!".
وتم وصف عبد العزيز ب"البطل" بعد أن منع وقوع مزيد من الوفيات خلال صلاة الجمعة الماضية، بعد مطاردة مع الإرهابي المسلح ما أجبره على التوجه إلى سيارته والفرار بعيداً.
وقال عبد العزيز، خلال تصريحاته لعدد من القنوات ووسائل الإعلام المختلفة، إنه فعل ما كان سيفعله أي شخص أخر.
ومن جانبه أكد إمام مسجد لينوود اللطيف العلابي لوكالة "أسوشييتد برس"، إن عدد القتلى كان سيكون أعلى بكثير لولا وجود عبد العزيز، متابعا: "سمعنا صوتاً خارج المسجد في تمام الساعة 1:55 ظهرا بتوقيت نيوزيلندا، ثم توقفنا عن الصلاة، حتى أدركت أن هذا شيء آخر. إنه قاتل".
وأضاف: "صرخت في الناس للانبطاح أرضاً، بعد أن خرجت إحدى الطلقات وحطمت نافذة بالمسجد، ثم جاء عبد العزيز وتمكن من التغلب على المسلح، وهذا ما أنقذنا، فلو تمكن هذا المسلح من الدخول إلى المسجد، فلربما متنا جميعاً".
وقال عبد العزيز إنه كان يأمل في صرف انتباه المهاجم المسلح عن المواطنين الأبرياء، لافتا إلى أن المسلح ركض إلى سيارته للحصول على سلاح آخر، بعد أن سقط الأول على الأرض، ليعود ويطلق النار مجددًا. وتابع: "الإرهابي ركض ومر بين السيارات المركونة مما منعه من التصويب بشكل واضح، ثم أمسكت البندقية التي تركها الإرهابي على الأرض وضغط على الزناد، لكن الخزنة كانت فارغة، ثم ذهب المسلح في محاولة لأخذ سلاح آخر".
وذكر عبد العزيز أنه كان يسمع ولديه الصغار (5 و11 سنوات) وحثهما على العودة إلى الداخل. وأضاف: "دخل المسلح سيارته للحصول على سلاح، لكني ألقيت بالبندقية الفارغة على نافذة سيارته وتهشمت.. ربما لهذا السبب شعر المسلح بالخوف، فأخذ المسلح يوجّه اللعنات في وجهي، قائلاً سأقتلهم جميعا، لكنه قاد سيارته بعيداً، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه عقب فترة وجيزة".
وتعود أصول عبد العزيز لكابل في أفغانستان، وقد غادر بلاده كلاجئ عندما كان فتى، وعاش قرابة 25 عاماً في أستراليا قبل أن ينتقل إلى نيوزيلندا قبل عامين.