«الشغل مش عيب»، بهذه المقولة بدأت (أم عمر) المصرية المُكافحة حديثها ل«الصباح»، والتى يُطلق عليها البعض الست الأصيلة، بسبب شدها من أزر زوجها ورعاية أبنائها الصغار بصبر جميل. أم عمر امرأة فى العقد الثالث من العمر، نزلت إلى ميدان العمل بدلاً عن زوجها خياط الأحذية، بعد أن فوجئت بإصابته بمرض خطير وهو جلطة فى المخ سببت له شللًا نصفيًا أعاقه عن العمل. قررت الزوجة تولى أمور بيتها وأسرتها بنفسها، واقفة إلى جوار زوجها المريض وتسد جوع الأسرة وتسدد مصاريف أطفالها الصغار الدراسية، لتجد نفسها جالسة بالشارع فى منطقة المنشية بمدينة بنها بمحافظة القليوبية. تروى (أم عمر) حكايتها: عندما أُصيب زوجى بجلطة فى المخ نتج عنها شلل لنصفه الأيمن بالكامل فقد قدرته على الحركة نهائيًا، حينها كان يحتاج رعاية كاملة، وزادت مصاريف البيت والعلاج وانتهت كل الأموال التى نمتلكها والبيت أصبح فارغًا من الضروريات اللازمة للحياة. وتضيف: بعد شهر من الجلوس فى المنزل بلا عمل أو مصدر رزق واحد ينفق على البيت، اتفقت مع أبنائى الصغار على توفير الاهتمام والرعاية الكاملة للأب أثناء غيابى عن المنزل والذهاب إلى العمل مشددة عليهم بضرورة الاتصال بى عند حدوث أى انتكاسة صحية، مشيرة إلى أنها ذهبت على الفور للعمل بدلاً عن زوجها فى مكان عمله فى خياطة وتصليح الأحذية بالشارع. تشير أم عمر إلى أنها فى البداية تحملت الكثير من المشاق والمصاعب فى الجلوس بالشارع أمام المارة والتعرض للكثير من الأمور السيئة والحسنة، وتقول: الشارع ملىء بالسيئ والجيد، وربنا سخر لى أولاد الحلال، وبدأت الناس تعرفنى واحدة واحدة، أما عن تفاصيل يومى فأنا أنزل للعمل بدءًا من الساعة 7 صباحًا حتى الساعة 3 عصرًا ثم أعود إلى البيت لمراعاة زوجى وأطفالى. تطالب الأم المكافحة بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى للتدخل فى علاج زوجها على نفقة الدولة ومعاش شهرى للأسرة، وتوضح: العمل فى تصليح الأحذية مصاريفه تكفى احتياجات المنزل فقط، ولكن العلاج تكاليفه كبيرة وصعبة، لذا قدمت على معاش تكافل وكرامة ولكن لم يُصرف بسبب الأوراق المتعطلة فى الإدارة وقدمت على معاش لزوجى وفى انتظار رد وزارة التضامن الاجتماعى. تختتم خياطة الأحذية، حديثها قائلة إنها ستظل تساند زوجها حتى يتعافى ويقف على قدميه من جديد، وأنها ستعمل فى الشارع وتتحمل الصعاب من أجل أسرتها وأطفالها الصغار، لافتة إلى أن واجبها فى الحياة وليس تفضل على زوجها أو أطفالها.