* صباح قهرت الفقر وقدمت 8 مؤهلات عليا منهم المعيدون بالجامعة و4 من حفظة القرآن * سعيدة هزمت الشقاء بعربة ترمس * مديحة ترعى 3 مصابين بشلل دماغى وتعتبرهم نعمة من الله * الحاجة نورا: ماكينة الخياطة خرجت 5 جامعيين
فى لحظة معينة وجدت بعض الأمهات أنفسهن تتحملن مسئولية الأب والأم معاً.. فمنهن من فقدت زوجها شهيدا او بسبب المرض اللعين، او قضاء وقدراً، وفيما بين هذا وذاك تقف هؤلاء الأمهات لتواجهن المستحيل وتظهرن إصرارا على العمل ليلاً ونهاراً حماية لأسرهن وتربية لأولادهن، ويقدمن للمجتمع نماذج يشار اليها دون غيرها. «الاهرام» التقت امهات مكافحات مثاليات فى العطاء مخلصات لكن لم ينلن حظهن من التكريم.
صباح لطفى - مديحة سالم
من أسيوط : تقول صباح لطفى عبدالعزيز (53 سنة)، ربة منزل حاصلة على الشهادة الابتدائية ومقيمة بقرية المنشأة الصغري، وجدت نفسى عام 2002 مسئولة عن أسرة مكونة من 8 أبناء أكبرهم فى الثانوية وأصغرهم 38 يوما بعد رحيل الزوج الذى كان يعمل مشرفا بالجمعية الزراعية والذى وافته المنية تاركا لأولاده منزلا بسيطا لا يكاد يحميهم من برد الشتاء وحرارة الشمس ومعاشا لايكفى لتغطية أبسط متطلبات الحياة مع نفقات حياة لا ترحم، وطوال رحلة عطاء تقارب الثلاثين عاما تمكنت من الوصول بستة من أبنائى لبر الأمان حتى تخرج الابن الاكبر، ويعمل معيدا بجامعة الأزهر، والثانى يعمل بالهيئة القومية للبريد والثالث يعمل مدرسا بمعهد أزهرى والرابع يعمل محاميا أما الابنتان: فالأولى معيدة بكلية التجارة والثانية حاصلة على بكالوريوس علوم بتقديرعام جيد جدا والثانية على دفعتها وتقوم الآن بإعداد رسالة الماجستير، أما السابع tفضل الالتحاق بمعهد التمريض أملا فى التعيين والحصول على فرصة عمل، وأما آخر الأبناء والذى تركه والده وعمره 38 يوما فقد حصل على المركز الثانى فى الشهادة الاعدادية على مستوى الإدارة التعليمية. ومن بينهم 4 من حفظة القرآن الكريم، وكل ما تتمناه أن تؤدى فريضة الحج. من الاسكندرية: أيام معدودة فقط فصلت بين دخول مديحة سالم المدخوم (38 سنة) فى قائمة الأم المثالية بمحافظة الإسكندرية. وتقول «مديحة» إنها تزوجت من نجل خالتها وحملت بابنتها الأولى أميرة، التى تبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، وبعد إجراء فحوصات طبية واكدت أنها تعانى من مرض ضمور فى المخ «الشلل الدماغي». وتوضح «مديحة» إنها وزوجها قررا التوقف عن الإنجاب لمدة سبع سنوات أملًا فى إنجاب طفل معافى، إلا أن الصدمة الثانية كانت بولادة ابنتها رحمة، التى تبلغ من العمر اثنا عشر عامًا، وقد اكتشفنا عقب ولادتها أنها تعانى من مرض أختها الكبري. وتستطرد قائلة «عقب سبع سنوات أخرى ولدت ابنى الثالث محمد، البالغ من العمر خمس سنوات، وحدث عكس ما توقعه الاطباء، حيث أصيب بالمرض ذاته»، مؤكدة أنها حمدت الله على كل شئ واعتبرتهم نعمه من الله . وعن خدمة أبنائها، تقول «مديحة» إن زوجها يساندها فى خدمتهم حيث لا تقدر على حمل ابنتها الكبري، مشيرة إلى أن زوجها لا يتمكن من العمل على الدوام لمساعدتها وهو ما يؤثر على دخلهم، لذلك تقوم هى فى بعض الأوقات بمشاركته فى عمله حتى يتمكنا من توفير الأموال اللازمة لشراء احتياجات أبنائهما. ومن جنوبسيناء : تقول مديحة أحمد شحاته البالغة من العمر 63 عامًا، والتى لقبت «بأم المصريين» نظرا لحرصها على مساندة كل من يطرق بابها. استشهد زوجها وترك لها 3 أبناء وفتاة وفى عام 2003 تتفرغ الحاجة مديحة لتربية أبنائها ليصبح لديها اثنان يعملان ضابطى شرطة وابن بقطاع السياحة والابنة تعمل فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون. عاشت الحاجه مديحة طيلة عمرها تستمع الى شكاوى المواطنين وتتدخل مع مسئولى المحافظة أملا فى حلها حتى لقبها المواطنون بلقب « أم المصريين « كانت تطمح ان يتم تكريمها وتصبح أمًا مثالية خاصة بعد أن أصبح جميع أبنائها فى مراكز مرموقة. ومن المنوفية: فوزية موسى المقيمة بمدينة شبين الكوم، والشهيرة بأم ليلى بائعة الخضار، فهى ارملة منذ 3 اعوام لرجل كان يعمل «ترزيا» توفى وعمره 70 عاما ترك لها 3 اولاد «ليلي» الكبيرة التى توفيت هى وزوجها وتركت لأمها 3 بنات فقامت على رعايتهن وزوجت الاولى والثانية، والثالثة تنفق عليها وترعاها. تعيش ام ليلى وتتاجر بمنزل آيل للسقوط، على مساحة 40 مترا مكون من طابقين ولكنها تعيش بسعادة. وكانت المفأجاه فى حياة «أم ليلي»بائعه الخضار، انها منذ ما يقرب من 20 عاما اتى لها زوجها بطفله عمرها 3 سنوات ونصف السنة وطفل عمره شهران، وقال لها هذان الطفلان وجدتهما بالشارع دون أب أو أم ، فلم تتردد فى اعتبارهما ضمن اولادها وعملت على تربيتهما ورعايتهما حتى حصلت الطفلة على الشهادة الجامعية وتزوجت ، والثانى طالب جامعى ولم تفرق بين جميع الاولاد. وتروى الحاجة نورا قصة كفاحها بعد رحيل زوجها الذى ترك لها 5 اطفال فعملت على ماكينة خياطة بجوار عملها ككاتبة حسابات فتقول : بعد رحيل رب الأسرة عام 1999 بسبب مرضه بالكبد كان عمر ابنى الاكبر محمد 17 سنة والاصغر كريم 18 شهرا فقط . ومنذ الوهلة الأولى قررت تربية الصغار حسب ما كان يريد زوجى وتمنيت أن يصلوا إلى ما كان يحلم والدهم لهم وساعدنى فى ذلك صبر الأولاد ورضاؤهما بقضاء الله فاعتمدت على نفسى وقررت شراء ماكينة خياطة وكميات من القماش وتصميم بعض أطقم الأسرة لتوزيعها على المقربين وزملائى بالعمل ، قبل أن يتطور الأمر إلى شراء الملابس الجاهزة وبيعها للمحيطين ، لتساعدنى فى مصاريف الأولاد وظروف المعيشة الصعبة وزرعت فيهم الطاعة وحبهم لبعضهم البعض وحب التقرب من الله ، وتعبت كثيرا وسهرت كثيرا حتى لا يشعر أبنائى بأى نقص عن ذويهم ويتفرغان فقط لمذاكرتهم. تضيف ولقد مرت السنون و حصل ابنى الأكبر محمد على بكالوريوس التجارة، والثانية رباب بكالوريوس الصيدلة، والثالثة رحاب ليسانس الحقوق، ووصلت الرابعة رضوى إلى الفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد المنزلى ، والأخير كريم بالفرقة الأولى بهندسة شبين الكوم. ومن المنصورة: وبنفس راضية قنوعة واجهت الحاجة سعيدة النحاس 60 عاما بعد وفاة زوجها متاعب الحياة وحافظت على تماسك اسرتها المكونة من سبعة أبناء بينهم أربعة ذكور وثلاث إناث . حيث توفى زوجها الذى كان «أرزقيا» ويعمل شيالا باليومية ويبيع الذرة والترمس على عربة صغيرة فأكملت مسيرته وتسلمت عمله على «عربة الترمس» حتى أوصلت أبناءها جميعا إلى بر السلامة ورشحت ضمن الأمهات المثاليات. وتعود بالذاكرة كنت أذهب إلى منطقة الدراسات بالمنصورة وأمام الكلية أبيع الذرة والترمس وأجمع جنيهات لأنفق منها على البيت وأدخر لتجهيز البنات للزواج. ويقول أشرف عاشور النجل الأكبر للحاجة سعيدة أن والدته تستحق الإحتفاء بها كسيدة مصرية صلبة قوية لم تضعف وتمكنت من تدبير كل مصاريف البيت وتأمين الإستقرار لكل أفراد الأسرة وقدمت عمرها قربانا لراحتنا.