"أهلا أخي" هي آخر كلمات المسن داود النبي ، وكان الرد على كلمته الترحيبية "رصاصة" أطلقها عليه الإرهابي الذي إرتكب مذبحة إهتز لها العالم، وخلفت مشهد دامي لمصلون أبرياء لم يقترفوا من الذنب شيء ليلاقون هذا المصير، وأسفر عنها وفاة 49 شخصا وعشرات المصابين بينهم نساء وأطفال،. داود النبي من أصل أفغاني، هو رجل مسن في ال71 من عمره، لم يكن يعلم عندما قال جملته الأخيرة، " HelloBrother"، أن زائر المسجد هو إرهابي ينوي قتل كل من في المكان، فبادر بالخير وألقى السلام، عندما شاهد برينتون تارانت الأسترالي، وهو يدخل مسجد النور في نيوزيلندا، وظهر ذلك من خلال البث المباشر بثه برينتون، الذي سدد رصاصة أسكتت المسن في الحال. عاش داود في نيوزيلندا عام 1977، بعد أن هاجر من السوفييت، وعاش برفقة أبنائه وزوجته، وهو جد لتسعة أحفاد، عاش داود محترما قواعد وقوانين البلد التي هاجر إليها، وكان يدير الجمعية الأفغانية أثناء إقامته بنيوزيلندا، قال عمر نجل داود النبي، أن والده اعتاد الذهاب لصلاة الجمعة معه وشقيقه الآخر "ياما"، والوقوف على باب المسجد للترحيب بالمصلين كلا على حده كعادته، ولكن بسبب ظروف تأخر الابناء على والدهم، فطلبوا أن يسبقهم للمسجد. مشيراً إلى أن يوم الهجوم ألقى والده بنفسه أمام الإرهابي محاولا إنقاذ مصل آخر، وتابع: " وكان والدي يساعد اللاجئين في بدء حياة جديدة بنيوزيلندا، سواء كان اللاجئين من سوريا، العراق، أو فلسطين، كان أول من يقوم بمساعدتهم دائمًا.
وأضاف عمر، أن والده بنى مسجد في المدينة، وأصبح رئيس رابطة الأفغان في كريستشيرش، وكانت عائلة نبي، هربت من السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي عربًا من الغزو السوفيتي للبلاد..
وكشف عمر انه سوف يتم دفن جثمان والده بدون تشريح جثته، بمسقط رأسه في أفغانستان وطنه،
أكدت السلطات في بنغلاديش، والهند، وإندونيسيا إن بعض مواطنيهم قُتل في الهجوم، علاوة على آخرين في عداد المفقودين منذ وقوع الحادث.
وأعلنت ليان ديلزيل، عمدة مدينة كرايست تشيرتش، استيائها الشديد من هذا "الحادث الإرهابي"، معلنة تضامنها مع الضحايا، وقالت: "رحبنا بأناس جُدد جاءوا إلى مدينتنا، وهم أصدقاؤنا وجيراننا، ولابد من أن نصطف من أجل دعمهم."
ولا تزال المدينة التي شهدت الحادث، خاضعة لإجراءات أمنية مشددة منذ وقوع الحادث، كما أُغلقت جميع المساجد في نيوزيلندا.
ولم تكشف السلطات النيوزلندية، عن هويات باقي الضحايا الآخرين، والبالغ عددهم 49، كما أصيب أكثر من 20 آخرين بإصابات مختلفة بعضها خطير، كما قالت السلطات النيوزيلندية.
وارتدت رئيسة وزراء نيوزيلندا الحجاب والأسود على أرواح ضحايا المذبحة، خلال زيارتها لمركز "كانتربري" للاجئين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا.
وكانت قد وصلت رئيسة الوزراء اليوم، السبت، إلى مدينة كرايست تشيرش التي شهدت الهجوم الإرهابي أمس، الجمعة، على مسجدين، والتقت بممثلين عن مركز اللاجئين، وأعربت أرديرن في حديثها عن تعاطفها وحبها لكل المجتمعات المسلمة.