"بقى النهارده ينفع إن واحد ياخد استروكس ويركب قطار ويسير صاروخ طاير على الأرض يفجر الدنيا ويضيع ولادنا وأهلنا".. كانت هذا التصريح للرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، معلقا به على حادق قطار محطة رمسيس، الذي راح ضحيته أكثر من 20 مواطن بخلاف المصابين. الرئيس السيسي توعد مستخدمي ومدمني المواد المخدرة في القطاعات الحكومية: "أنا بقول الكلام ده لأن إحنا مش هنسمح وهنحاسب بالقانون اللي إحنا ارتضينا بيه ووافق عليه مجلس الشعب، وقال "اللي بيتعاطى مخدرات يتم إنهاء خدمته فورًا". هذه التصريحات تحولت لحقيقة، بعد تكليفات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، باتخاذ اجراءات رادعة مع متعاطي المخدرات في الجهاز الحكومي، وذلك عن طريق تكليف الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، بمُراجعة اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية، كما كلف رئيس الوزراء باقي الوزارات بالعمل على تعديل اللوائح الخاصة بالهيئات والأجهزة التابعة لهم، مشددًا على أنه من غير المقبول تكرار الخطأ الذي حدث في حادث قطار محطة رمسيس، والذي تسبب في حالة حزن عامة عند المصريين. هل تلك الإجراءات تستهدف كل أنواع المخدرات؟ لكن هل تلك الإجراءات تستهدف كل أنواع المخدرات؟ وهل إمكانات دعم ردع المخدرات في القطاع الحكومي موجودة بالشكل الذي يسمح بردعها ولو حتى بالنسبة المعقولة وعلى الأخص في الوظائف الحساسة؟. من المعروف أنه حين يستهلك الإنسان مادة مخدرة فأنها تبقى في جسده لفترة من الزمن، ويصبح من الممكن رصدها عبر تحاليل مخبرية، لكن الكشف عن هذه الممنوعات يختلف من مادة إلى أخرى، إذ ثمة مواد تُبقي أثرًا طويل الأمد بينما تختفي أخرى بصورة سريعة. حيث إن التفاعلات الكيميائية الناجمة عن تناول مواد مخدرة تنتقل إلى كل من دم الإنسان وبوله، وبخلاف ما هو شائع، لا يعد الدم أفضل طريقة ممكنة لكشف تعاطي المخدرات فالممنوعات الخطيرة مثل "الهيروين" تمكث لفترة قصيرة في الدم. بينما يبقى مخدر "الحشيش" من 3 أيام حتّى أسبوع، وقد يكون أكثر من ذلك إذا كان يتعاطى بشكل مزمن. في حين يبقى "الترامادول" في الدم لمدة 12-14 ساعة بعد تناوله، أما في البول 2-4 أيام، وبالطبع هناك عوامل تؤثر في تلك المدة مثل: الجرعة المتناولة، ومدة التعاطي، والصحة العامة للشخص. الطريقة الأكثر نجاحًا للكشف عن الإدمان تكون عن طريق الشعر لكن الطريقة الأكثر نجاحًا للكشف عن الإدمان تكون عن طريق الشعر، وهو ما يصعب عملية إخفاءه كثيرًا، لكن إمكانات كشف الإدمان عن طريق الشعر مكلفة وغير موجودة بالشكل الذي يسمح بالكشف على مستوى واسع في القطاع الحكومي، مما يُبقي لنا البول. بالنسبة للبول فهناك وسائل لإفساد العينات كتبديل العينة أو شرب الخل أو إضافة الملح إلى العينة أو تناول أدوية الضغط، والقائمين على الأمر سيعانوا كثيرًا من مثل تلك العقبات لهم وهو ما يجب مراعاته والعمل على تفعيله بالشكل الأفضل. "الاستروكس" المخدر المجهول أما بالنسبة لمخدر "الاستروكس" والذي جاء على ذكره الرئيس فإن تصنعيه قد لا يحتاج إلى مخدر كالقنب، وظهوره في اختبارات الدم والبول متوقف على ظروف تعاطيه وتصنيعه وهو مالا يعتبر معلومًا، كما لا يمكن تحديد فترة زمنية لتواجده في الدم أو البول، حيث يعتبر مستحدث ويسهل تصنيعه بالمنزل مما يصعب عملية ملاحقته ومعرفة مصنعيه وموزعيه ومكوناته. إلا أن وزارة الصحة أعلنت في ديسمبر من العام الأسبق إدراج 5 أملاح ومستحضرات ومركبات جديدة تدخل في تصنيع "الاستروكس" على جدول المخدرات. كما أعلنت في وقت لاحق عن إمكانية كشفه عن طريق البول، عن طريق كواشف سريعة، بعد متابعة حثيثة من اللجنة الثلاثية المعينة من وزارة الصحة للكشف عن المركبات المخدرة التي تساعد في تصنيعه وإدراجها بجدول المخدرات.