ظروف غامضة أحاطت بوفاة 11 رضيعاً خلال 24 ساعة في مستشفى بالعاصمة تونس ، الأمر الذي دعا وزير الصحة لتقديم استقالته، وسط موجة غضب اجتاحت البلد، وزاد غضب أهالي الرضع بسبب طريقة تسليم الجثث المهينة في "علبة كرتون". أوضحت التحقيقات الأولية للنيابة أن سبب الوفاة تلوث في الدم، وتعهد يوسف الشاهد رئيس الحكومة، بمحاسبة المقصرين، وأعلن قبوله استقالة وزير الصحة بمجرد تقديمه لها.
تكليف وزيرة الشباب والرياضة بأعمال وزير الصحة: وقرر"الشاهد" تكليف وزيرة شؤون الشباب و الرياضة سنية بالشيخ بتسيير أعمال وزارة الصحة، وكان الشاهد قد عقد، قبل تكليف بالشيخ، اجتماعا حملها خلاله مسؤولية ادارة شؤون الوزارة والسهر على قطاع الصحة العمومية.
الوفاة بسبب تعفنات في الدم: أعلنت وكالة الأنباء التونسية، إن نتائج التحقيقات أوضحت أن الوفاة "ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم"، و طالبت حركة نداء تونس باستقالة الحكومة. وأوضحت الوكالة أن "النتائج الأولية للأبحاث، التي باشرتها خلية الأزمة بوزارة الصحة بخصوص وفاة الولدان (الرضع)" بينت أن الوفيات "يرجّح أن تكون ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم..". وتابعت، أن التعفنات "تسببت سريعا في هبوط في الدورة الدموية choc septique، وقد تمّ رفع العينات لدى الولدان والوسط العلاجي لتحديد نوعية ومصدر التعفّنات".
بيان وزارة الصحة: وقالت الوزارة في بيان لها: ”نعلن بأسف شديد عن تسجيل 11 حالة وفاة بين الولدان المقيمين في مركز التوليد وطب الرضيع بالرابطة، خلال يومي 7 و8 مارس/آذار الحالي“. وأضافت أن ”لجنة مختصة فتحت تحقيقًا للوقوف على الأسباب وراء وفاة الرّضع لتحديد المسؤوليّات، وسيتم إعلان النتائج مع انتهاء التحقيق“. وشددت على أن ”إدارة المركز اتخذت، بالتنسيق مع الطاقم الطبي وشبه الطبي، التدابير والإجراءات اللازمة، خاصة الوقائية والعلاجية منها، لتجنّب حدوث وفيات أخرى، ولمواساة عائلات الضحايا، ولمتابعة الوضع الصحي لباقي المقيمين في المركز“. ".
مطالب بإقالة الحكومة: وطالبت حركة "نداء تونس" بالاستقالة "الفورية للحكومة وتحميلها مسؤولية تردي الأوضاع على كافة المستويات والخوف من مغبة حصول مزيد من الكوارث نتيجة تفرغها لتأسيس حزب سياسي بد خدمة المواطن". ويشكو التونسيون من تراجع الخدمات التي تقدمها الدولة منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي في 2011، التي أدت إلى حدوث تحول ديمقراطي في تونس ولكن دفعت البلاد إلى أزمة اقتصادية. وكان مركز التوليد وطب الرضيع في مستشفى الرابطة بالعاصمة شهد 11حالة وفاة بين الرضع المقيمين به خلال يومي الخميس 7 والجمعة 8 مارس الجاري. وعقب الاتحاد العام التونسي على الحادث: "وجوب اعتماد الشفافية والمصارحة والوضوح في التحقيقات الجارية والإسراع بكشف كلّ ملابسات هذه الكارثة الأولى من نوعها..".
تسليم جثث الأطفال في علب كرتون: لم تقتصر الكارثة عند ذلك فقط بل قامت إدارة المستشفى بتسليم جثث الرضع في علب كرتونية إلى عائلاتهم، وهو ما أثار غضبا واستياء واسعا في تونس، بسبب الطريقة «القاسية وغير الإنسانية» لتسليم جثث الرضع.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة اهالي الرضع المتوفيين وهم ملفوفون في قطعة قماش بيضاء داخل علبة كرتون موضوعة فوق طاولة خشبية، كما وثّقت لمشهد آخر أكثر قسوة لعائلة تنقل جثة جنينها داخل علبة كرتونية محكمة الغلق.
غضب السوشيال ميديا: اتهم الناشطون على مواقع التواصل مديري وعمال المستشفى بالتقصير والإهمال وعدم المهنية والاستهتار بمشاعر عائلات الرضع الذين قضوا باستعمال أدوية متعفنة ومنتهية الصلاحية، وجرى تسليم جثثهم إلى ذويهم بطريقة مهينة. علقت المديرة العامة للصحة في تونس نبيهة البورصالي، على وضع جثث الرضع في علب كارتون، مؤكدة أن هذه الطريقة مهينة، وأوضحت أن تسليم جثث الرضع في علب كرتونية إلى أسرهم لدفنهم هي المعتادة، لافتة إلى أن البلدية لا توفر الصناديق الخاصة للموتى للرضع وتكتفي بتمكين المستشفى من الصناديق المعدة لحمل جثث الكبار. وأوضحت وزارة الصحة أن إدارة المركز بالتنسيق مع الطاقم الطبي وشبه الطبي اتخذت التدابير والإجراءات اللازمة، خاصة منها الوقائية والعلاجية، لتجنّب حدوث وفيات أخرى ولمواساة عائلات الضحايا ومتابعة الوضع الصحي لباقي المقيمين بالمركز بصفة دقيقة لمزيد من التحكم في الوضع، كما قررت فتح تحقيق عاجل في الغرض من قبل لجنة مختصة للوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاة الأطفال حديثي الولادة.