يستمر كلا من الدكتور مسعد إبراهيم غزل، إخصائي أمراض الباطنة بالهيئة العامة للتأمين الصحي بمحافظة الإسماعيلية، وزوجته الدكتورة أميمة الدسوقي السيد، إخصائية النساء والتوليد في نفس الفرع، لليوم الثالث علي التوالي في إضرابهم عن الطعام واعتصام المفتوح، في دار الحكمة، مقر نقابة الأطباء العامة بالقاهرة، احتجاجًا على ما وصفاه ب"مافيا التأمين الصحي بمحافظة الإسماعيلية"، متهمين كلاًّ من مدير الخدمات الطبية بهيئة التأمين الصحي بالإسماعيلية الدكتور محمد عطية، ومدير فرع التأمين الصحي في المحافظة الدكتور محمود عبد الغني، بإدارة غرف عمليات جراحية موبوءة وغير مطابقة للمواصفات الطبية، ولا مصرح بها من قِبل وزارة الصحة، داخل ثلاثة مكاتب إدارية بمبني عيادات الكشف الطبي للتأمين الصحي بالمحافظة. وقال غزل إن مافيا جراحات بير السلم، بمجمع عيادات التأمين الصحي بالإسماعيلية، يتسببون في نقل جميع أنواع العدوى والفيروسات الكبدية إلى المرضى، وفقًا للبلاغ المقدم إلى وزير الصحة في مكتبه، أمس، ويحمل رقم "6341" بتاريخ 11 سبتمبر الجاري، الذي استغاث فيه بالوزير لمنع جريمة مهنية تتم بحق المرضى، وهي إجراء عمليات في مكان غير مرخص به من قِبل وزارة الصحة، وهو عبارة عن ثلاث غرف كانت في الأصل مكاتب موظفين في مبنى مجمع عيادات التأمين الصحي بالإسماعيلية، ولا يتوفر بها أي معايير طبية، مما يعرِّض المرضى للإصابة بكل أنواع العدوى، وأخطرها التهاب الكبد الوبائي. وكشف غزل، في بلاغه لوزير الصحة، أنه عندما تقدم ببلاغ إلى مديرية الصحة في الإسماعيلية، المسؤولة عن الإشراف على جميع المسستشفيات ومدى مطابقتها للمواصفات بما فيها المستشفيات الخاصة، علم أن 25 طبيبًا من العاملين في مديرية الصحة، تم عمل عقود لهم بالتأمين الصحي بالإسماعيلية، دون أن يكونوا ممارسين لعمل حقيقي، وهو ما اعتبره رشوة مقنَّعة للتغاضي عن هذه الجريمة بحق المرضي. وطالب غزل، في خطابه رقم "00965637" المرسل بمعرفة الشركة المصرية بتاريخ 5 سبتمبر الجاري، والمرسل إلى وزير الصحة، قبل أسبوع، بتشكيل لجنة تقصِّي حقائق، للوقوف على حجم انتشار ونقل العدوى في غرف جراحات التأمين الصحي بالإسماعيلية ومدى مطابقتها لمواصفات وزارة الصحة، وحقيقة إجراء عمليات جراحية بها دون حصولها على تراخيص من الوزارة. وأرفق غزل ببلاغه، الذي حصلت الصباح على نسخة منه، صورة من تقرير مرور إلى مجمع الإسماعيلية موقَّع بتاريخ 1 يناير 2010، من قبل الدكتور عبد الرحمن السقا، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الطبية بالتأمين الصحي، في ذلك الحين، قبل ترقيته ليشغل منصب رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي حاليًّا، وأكد غزل أن التقرير كان استجابة من قِبل السقا، لطلب أرسله إلى رئاسة الهيئة، بتشكيل لجنة للمرور وتقييم المستشفي، وجاء في سورة التقرير على لسان السقا، مخاطبًا رئاسة الفرع، إنه "بالنسبة لما يطلق عليها العناية المركزة فهي لا تصلح مطلقا، وعليكم الاستفادة بها كمرحلة انتقالية في حالة احتياج المريض للعناية لحين نقله، مع ضرورة تجهيزها بشكل مناسب"، مضيفا: "يجب تغيير مفهوم أن لديكم مستشفى، فهو قسم لجراحات اليوم الواحد ويحتاج للكثير من التطوير للقيام بهذا الدور، ويحتاج لخطة سريعة لإعادة هيكلته على أن لا يكون قسم للقيام بمليات وهمية، كما أن لديكم بالإسماعيلية المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، ولسنا في حاجة إلى أن تقدم خدمة طبية ضعيفة". وأوضح غزل أنه "رغم تقرير السقا القاطع، الذي جزم فيه بما لا يدع مجالاً للشكّ، أن تلك العيادات ليست مستشفى وأن مستواها لا يرقى إلى عمليات اليوم الواحد، وأنها تحتاج إلى كثير من التطوير حتى تكون مجرد وحدات رعاية مؤقته للمرضى الذين يحتاجون إلى النقل للعناية المركزة الفعلية، فإن غرف العمليات تلك تم إغلاقها لمدة 10 أيام في حينها"، مضيفا أنه سافر في تلك الفترة خارج مصر لمدة عام، ليعود ويجد الأمر على ما هو عليه، وغرف العمليات مفتوحة، تُمارَس فيها جرائم طبية في صورة عمليات جراحة لاستئصال أرحام وعمليات استئصال للوز وعمليات ولادة قيصرية وتركيب مفاصل صناعية وعمليات إزالة واستئصال مرارة وعمليات عيون سواء إزالة مياه بيضاء عن العين أو زرع عدسة للعين وعمليات، فتق وتركيب شبكة، وغيرها، مؤكدًا أن كل تلك العمليات وغيرها من أشكال التربُّح تتم في الخفاء للاستيلاء على أموال المرضى وقتلهم بالعدوى. وقالت الدكتور أميمة الدسوقي، زوجة الدكتور مسعد، إنه تَعرَّض لاعتداء بالضرب، إذ تمت محاصرته داخل مكتب مدير فرع التأمين الصحي بالهيئة، من قِبل ما يزيد على 20 موظفًا وعاملاً، وأشرف المدير بنفسه ومدير الخدمات الطبية على ضربه وتمزيق ملابسه، وتهديده بالقتل إن لم يغادر الإسماعيلية نهائيًّا، الأمر الذي اضطر الطبيب إلى الاتصال بالنجدة من هاتفه المحمول في أثناء احتجازه داخل المكتب، وعندما حضر مندوب من القسم لنجدته اتصل بقسم الشرط وطلب الدعم من مأمور القسم، وقام بتحرير المحضر رقم "4602" جنح قسم ثالث الإسماعيلية.