رسومات ولوحات جميلة على بوابات المحافظات، وحول أسوار الهيئات الحكومية والخاصة، رسمها طلاب ضمن خطة مشاريع تخرجهم، حيث يختار طلاب الجامعات والمدارس أسوار بعينها لتزيينها بالشخصيات التاريخية والفنية والرياضية الشهيرة، بالإضافة لبعض الصور الطبيعية، بجوارها شعار كل محافظة، وأكثر ما يعبر عنها. «سهام سعيد»، طالبة بالفرقة الرابعة فى كلية الفنون الجميلة، أكدت أنها تلقت الفكرة فى البداية كعرض من الدكتور المشرف عليها فى مشروع التخرج، بحيث يكون مشروعها عبارة عن تجميل بعض مداخل المدينة، وذلك برسم الجدران وتحويلها إلى لوحات فنية، وكان العرض لائقًا جدًا إذ تحمس كل طلاب الفرقة والبالغ عددهم 112 طالبًا وطالبة من أجل تحويل المدينة إلى لوحة فنية. وأضافت أنهم قاموا بتزيين سور جامعة بنى سويف باستخدام الرسومات الفرعونية وقد وقع اختيارها على إبراز شخصيات الأسر الفرعونية الوسطى التى استوطنت المحافظة، لتكون هذه الرسومات بمثابة لوحة فنية نادرة تعرض الجمال الفرعونى للأجيال الحالية، كما حرصوا على تجسيد منطقة آثار هرم ميدوم شاملة الهرم المدرج، وهو أقدم هرم فى تاريخ مصر الذى بناه الملك «حونى آخر ملوك الأسرة الثالثة، استكمل بناءه الملك «سينيفرو» مؤسس الأسرة الرابعة وأبو الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، ورغم أنه شعار المحافظة فإن بعض أهل المحافظة لا يعرفون الهرم ولا يقومون بزيارته. أما «حسناء رؤوف»، فقالت إن اللوحات الأثرية لم تكن هى وسيلتهم الوحيدة للتعبير عن قدراتهم الفنية أو لإنهاء مشاريع تخرجهم، خاصة أن البيئة الريفية غنية للغاية بمكوناتها الطبيعية، مما جعلهم يستخدمون الألوان الزيتية لإبراز معالم جمال هذه البيئة من خلال لوحة الفلاح والتى يظهر فيها موسم الحصاد حيث تشتهر المحافظة بزراعة محصول القمح وأيضًا جنى الخضراوات مثل موسم البامية والبذنجان، موضحة أن هذه اللوحة اشترك بها أكثر من 7 طالبات، أظهرت كل طالبة الإبداع الفنى الخاص بها من خلال الخطوط الفنية. ويقول «محمد سعيد» طالب بالصف الثانى بمدرسة الزخرفية الصناعية بمركز الواسطى شمال غرب محافظة بنى سويف: إن المنطقة بأكملها كانت مليئة بالقمامة، وحوائطها كانت مليئة بالألفاظ البذيئة وبقايا الإعلانات والأوراق الممزقة، إلا أن معالم المكان تغيرت بالكامل بعد اهتمام الطلاب بتزيينها بمشاريع تخرجهم، موضحًا أن هناك 12 من زملائه قد اتفقوا مع مجلس المدينة لتوفير المواد المستخدمة فى الرسومات، أستغرق العمل بالمدخل 10 أيام لم يشعر خلالها الطلاب بأى ملل أو عناء، بل شجع أيضًا بعض الذين كانوا يرون أثناء التجميل أن يكونوا مشاركين أيضًا لبعض هذه الأعمال. وأوضح عصام سلام، مدير التعليم الفنى بمحافظة المنوفية، أنهم قاموا بتجميع طلاب المرحلة الثانية والثالثة فى قسم الزخرفة وطلب منهم عمل جداريات زخرفية بالشخصيات المعروفة على أن تكون نشاطًا مبرزًا ومميزًا ومشاريع لهم وعلى الفور تم العمل من هؤلاء الطلاب وقاموا بتزيين أكثر من 20 سورًا بالصور المختلفة، والتى تتمثل فى الشخصيات التاريخية والعظماء من الرؤساء السابقين وكذلك شخصيات فرعونية وشعار محافظة المنوفية والإعلام المصرية. وأضاف مدير التعليم الفنى أن الخطة القادمة فى الفصل الدراسى الثانى ستكون بكتابة المناهج على أسوار المدارس حتى يراها الطلبة بشكل متكرر وستكون فكرة جديدة لتعليم أفضل. ولم يختلف الحال فى الصعيد وبالأخص بمحافظة بنى سويف التى تزينت أيضًا على أيدى طلبة كليات الفنون الجميلة وطلبة المدارس من خلال مشاريع التخرج الخاصة بهم وكذلك الأنشطة الطلابية لطلبة مدارس التعليم الفنى. ومن جانبه، قام الفنان والرسام التشكيلى هانى المنشاوى بتقديم العرفان والجميل لمدينته قويسنا بزخرفة ميادين المدينة بصور للزعماء والشخصيات التاريخية أيضًا وهو من أبرز الرسامين على الساحة المصرية والذى شارك فى بعض الأفلام السينمائية برسمه ولوحاته، والذى أشتهر بأعماله الفنية الرائعة التى تميزت بالحس الفنى الراقى والحرافية العالية. وفى حديث خاص لجريدة «الصباح»، قال المنشاوى صاحب ال 38 عامًا: إن موهبة الرسم كانت منذ طفولته فكان يعشق الرسم والألوان وبدعم من الأهل والأصدقاء المقربين له، وبعد أن انتهى من مرحلة الثانوية العامة التحق بكلية الفنون الجميلة ليكمل حلم عمره فى الرسم، وكانت مصاريف الدراسة حينذاك عالية ففكر فى أن يقوم برسم صور شخصية لمن يريد بمقابل مادى. وأضاف أنه بدأ بالرسم بمقابل مالى قيمته خمسون جنيهًا على الصورة فقام برسم الأشخاص من مصر ومن مختلف الدول العربية حيث كان يقوم برسم الصورة فى وقت يتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة إلا ربع بشكل كامل ولابد أن يكون أمامه الشخصية حتى يقوم برسمها بشكل تفصيلى قريب من الحقيقة، وبعد أن أصبح مشهورًا فى المنطقة التى توجد أمام فندق النيل هيلتون، وأصبح الكثير يتوافدون عليه لكى يقوم برسم صورهم فكان لابد أن يفكر فى مكان لاستقبال هؤلاء المتوافدين فراودته فكرة أن يتحدث مع مديرى الفندق ودخل بشكل فعلى إليهم وعرض الفكرة فرحبوا بها وتعاقد معهم على أن يكون هو المكان الذى يستضيف فيه الزبائن بنسبة النصف تقريبًا، وكانت هذه هى الانطلاقة الأولى له والتى جعلت الكثير من الفنانين ولاعبى الكرة الذين يترددون على الفندق يتعرفون على فنه. وأشار إلى أنه تعرف على منتج سينمائى ورشحه لفيلم «محترم إلا ربع» وكانت هذه أول خطوة لمشوار النجاح الحقيقى له وشارك فى الفيلم الفنان محمد رجب والفنان إدوارد وأخذ أجرًا لم يكن يحلم به، وهو أربعة آلاف ونصف، وقام بعمل رسومات الفيلم بأكمله، وبعد هذه التجربة الناجحة بالنسبة له اختاره المنتج أيضًا فى فيلم «واحد صحيح» بطولة الفنان هانى سلامة والفنانة كنده علوش وقام بالفعل بالمشاركة وأخذت أجرًا أكبر من الأجر السابق له وسعد كثيرًا بهذه الأدوار، وتطورت أحواله حتى تعاقد مع بعض مكاتب الديكورات، وشارك فى الكثير من المعارض الخاصة بالرسم، وقامت أكثر من مؤسسة بتكريمه على الرسومات الكثيرة والمتعددة. ولفت المنشاوى إلى أن فكرة تزيين مداخل وميادين قويسنا ردًا للجميل لمدينته ولاستقبال العام الجديد بشكل مختلف حيث قام برسم صور العظماء الذين شرفوا مصر أمام العالم وكان لهم دور بارز فى رفع راية مصر بين دول العالم، وبدأ برسم صورة الزعيم الراحل أنور السادات وبعدها قام برسم الدكتور مصطفى محمود وتليها صورة الدكتور مجدى يعقوب والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكذلك قام برسم الشيخ الشعراوى واللاعب العالمى محمد صلاح وأخيرًا صورة الرئيس عبد الفتاح السيسى وقد وضحت هذه الرسومات مدى حب المواطنين له فى قويسنا فأصبحوا يشاهدونه وهو يرسم هذه الرسومات ومبهورين بها، مؤكدًا أن الفترة القادمة سيحاول أن يجتهد بشكل أكبر حتى يصل فنه إلى جميع دول العالم.