موجة عارمة من الغضب احتجاحت القوى الإسلامية والليبرالية والأقباط وجميع أطياف الشعب المصري للتعبير عن غضبهم من عرض الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم – والذى أنتجه عدد من أقباط المهجر وعلى رأسهم موريس صادق وعصمت زقلمة. وعلى إزاء هذا انطلقت العديد من المسيرات الغاضبة والمنددة بعرض الفيلم، من شارع محمد محمود متوجهة إلى السفارة الأمريكية ، مساء الثلاثاء ، استجابة لدعوات أطلقتها العديد من القوى الإسلامية. واحتشدت العديد من القوى على رأسهم الجبهة السلفية والتيار الإسلامي العام وحركة حازمون وصامدون والجماعة الإسلامية ورابطة مشجي نادي الزمالك (وايت نايتس) وبعض مشجعي النادى الأهلي ورابطة طلاب الشريعة وحركة مينا دانيال وائتلاف شباب ماسبيرو وحركة أقباط 38 وحزب المصريين الأحرار، والجبهة الثورية لحماية الثورة وائتلاف 25 يناير وتجمع الربيع العربي وبعض النشطاء الأقباط ، للمطالبة بوقف عرض الفيلم و محاسبة المسؤولين عن إنتاجه وعرضه بالتزامن مع ذكرى 11 سبتمبر ودعوات القس الأمريكي تيرى جونز لحرق المصحف في هذا اليوم. واقتحم عدد من شباب رابطة الأولترا سور السفارة منكسةً علم السفارة الأمريكية ورافعوا علم التوحيد بدلاً منها على الساري، وأخفى عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية شارة السفارة وكتب علي اللافتة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، "بن لادن عائد عائد" ، فيما أطلق بعض المتظاهرين الشماريخ التي أضائت السماء أمام السفارة. وحمل المتظاهرون العديد من اللافتات التي تضمنت شعارات مهددة لأمريكا وأخرى مؤكدة على وحدة المسلمين والأقباط وثالثة عن النبي مثل "إن لم تقوموا بإيقاف العرض ومحاسبة المسئولين لاتلوموا إلا أنفسكم" ،"بعيد عن شنبكو تصنعوا فتنة فى مصر يا أولاد سام" ،"إلا رسول الله" ورددوا العديد من الهتافات منها "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" ،"مصر خلاص قالت كلمتها أمريكا تحت جزمتها"، "قوم يا مرسى ساكت ليه بعد رسولنا فاضل إيه"، "قول ماتخافشى سفيرهم لازم يمشى"، "أقسم بالله وبالكتاب أقباط المهجر دول كلاب"، "الشعب بيقول كله إلا الرسول". وطالب المتظاهرون بالإطاحة بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر لعدم إدانته الفيلم وطرد السفير الأمريكي من مصر وقطع العلاقات مع أمريكا وخروج الدكتور مرسي بخطاب للرد عليهم ومطالبة الرئيس الأمريكي أوباما بإدانة الفيلم والاعتذار. ومن جانبه قال وليد حجاج، مدير الحملة الرئاسية للمرشح المستبعد من انتخابات رئاسة الجمهورية الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أنهم لم يحددوا موقفهم بعد من النية إلى الاعتصام على الرغم من تصريحات سابقة للقيادى السلفي الشيخ أبو يحيي و جمال صابر مدير حملة "لازم حازم" بنيتهم الاعتصام في حال تجاهلهم وعدم الرد على مطالبهم وهي محاسبة المسؤولين عن الفيلم المسيء. وأضاف حجاج فى تصريحاته ل أن القائمين على عمل هذا الفيلم لايقصدون من وراءه سوى بالونة اختبار لنظام مرسي وكيف سيتصرف الإخوان حيال هذا الأمر. أما عن مشاركة القوى القبطية فيرى حجاج أنها لفتة منهم لعمل توازن في ميزان القوى المشاركة واستنكارهم لهذا الفيلم. وإستنكر حجاج عدم مشاركة الإخوان المسلمين فى هذه المظاهرة على الرغم من أن الداعى لهذه الوقفة قوى إسلامية ، كما إستنكر أيضا عدم وجود من أسماهم بأدعياء الحرية للمشاركة فى هذه التظاهرة ووصف حجاج تظاهرات اليوم بالحاشدة فالدعوة كانت سريعة واستطاعت أن تحشد هذا الكم الهائل من الناس، كما أثنى حجاج على كل القوى الليبرالية المشاركة اليوم بالإضافة إلى شباب الألتراس الذين استجابوا للدعوة وكانوا من أوائل المتواجدين اليوم. وخطب الدكتور مازن السرساوي، عضو الهيئة العليا لحزب الأمة المصرية (تحت التأسيس) في المتظاهرين وحثهم على نصرة النبي وتعجب من موقف الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية وسكوته إلى الآن على إهانة النبي رغم كونه الرئيس الوحيد المنتخب في الدول العربية بإرادة شعبية ، مصرحًا بأنه لم يستطع مشاهدة الفيلم كاملًا، ومؤكدًا أن الكافر هو من يستطيع الاستماع إلى الفيلم. وفي سياق متصل قالت سنية الأسيوطي، أمين عام المرأة في الحزب المصري الديموقرطي أنها مسيحية ومتضامنة مع أخواتها المسلمين ضد أقباط المهجر، وطالبت الرئيس الأمريكي باراك أوباما باعتذار رسمي لكل المسلمين في العالم وإيقاف عرض الفيلم احترامًا للديانات الأخرى ومراعاة شعور كل المصريين والعرب. الجدير بالذكر أن تواجد أمني مكثف للقوات الأمنية من الأمن المركزى والقوات الخاصة المصرية وقوات صاعقة من الجيش المصري لتأمين محيط السفارة الأمريكية بعد علمهم بنية بعض القوى الإسلامية المصرية بالتظاهر اليوم أمام السفارة.