استضاف صالون "حركة علمانيون" أمس الثلاثاء الدكتور كريم الصياد مدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة في ندوة بعنوان "تفسير القرآن من الزمان إلى المكان"، أدارت الندوة الباحثة في علم النفس نهلة صلاح عضو حركة علمانيون. استهل الصياد كلمته بالحديث عن المدرسة السلفية التي تقوم على تفسير القرآن تفسيرًا حرفيًا وترفض أي قراءة أخرى للقرآن الذي حظي بتفسيرات عديدة زادت على العشرين مدرسة في التفسير بخلاف المدارس التأويلية التي صاغت هي والمدرسة التفسيرية صراعًا طويلًا عبر التاريخ. ولفت الصياد إلى أن المستشرقين قدموا دراسات عديدة حول القرآن ومن أبرزهم "ايجناتس جولسير" الذي فصل بين العلوم الإسلامية وعلم الكلام. وأوضح الصياد أن هناك مدرستين بارزتين في تفسير القرآن: المدرسة التاريخية التي تحاول أن تقرأ النص القرآني حسب الروايات الواردة عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ويأتي على رأس هذه المدرسة الطبري الذي يرى أن الرواية هي الأصل المسيطر ولها القداسة، وعلى ذلك قام التفسير السلفي الذي يقدسه غالبية المسلمين وهذه الرؤية ترى أن من يشكك في الرواية هو يشكك في القرآن. أما عن المدرسة الثانية في التفسير، يوضح الصياد أنها المدرسة اللسانية التي مثلها المعتزلة الذين يدعمون مجازية الخطاب القرآني، وأن القرآن نزل لجميع البشر ولجميع الأزمان ولا ترجع هذه المدرسة للأسلاف بل ألى اللغة للوصول إلى مغزى الآيات القرآنية. اختتم الصياد الحديث بالإشارة إلى المنهج الجدلي في تفسير القرآن، الذي أكَّد أنه سيتناوله بشكل أكثر تفصيلًا في ندوة قادمة قريبًا بصالون علمانيون.