حققت جامعة الأزهر خلال العام الجاري ،العديد من الإنجازات والنجاحات سواء على المستويات العملية التعليمية والعلمية أو حتى الإنشائية، وتميز هذا العام بافتتاح كليات وأقسام جديدة بالجامعة ، وإطلاق تجربة الكتاب الإلكتروني فضلا عن إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية بكافة الرسائل العلمية، وتطبيق منظومة الجامعة الذكية. وأحرزت الجامعة أربع جوائز ذهبية وفضية في مجال الابتكار ، وتصدرت التصنيف الإفريقي للجامعات بالإضافة إلى حصول 14 كلية على شهادة الجودة والاعتماد ، كما نجحت جامعة الأزهر، في مواصلة جهودها الملموسة لتطوير التعليم الجامعي، سواء فيما يتعلق باستحداث أنظمة التعليم الإلكتروني لمواكبة التطور التكنولوجي، وتحقيق معايير الجودة العالمية. وتصدرت الجامعة مراكز متقدمة في عدد من التصنيفات الدولية، أو ما يتعلق بتطوير النظام الإداري وميكنة أعمال الامتحانات والكنترولات، بما يضمن الارتقاء بمستوى الأداء، والاضطلاع برسالتها العلمية والدعوية والاجتماعية والإنسانية من خلال كلياتها التي تمتد عبر مختلف محافظات الجمهورية، ورفع مستوى خريجيها ليسهموا في ترسيخ الفهم الحقيقي للدين الحنيف وفق منهج رصين يجسد صحيح الإسلام بتعاليمه السمحة. وواصلت جامعة الأزهر خلال العام الجاري جهودها في تطوير المناهج الدراسية بمختلف الكليات، بما يجمع بين التراث والمعاصرة، واستمرت اللجان العلمية الدائمة في المراجعة الدقيقة للمحتوى العلمي المقرر على الطلاب، بما يضمن التطوير المتواصل للمناهج الدراسية، وتلبية احتياجات العصر، وخدمة رسالة الأزهر. وأنتجت الجامعة محتوى علميا موحدا بالكليات والأقسام الشرعية المتناظرة بالقاهرة والأقاليم، شارك في إعداده وتدقيقه كل أعضاء هيئة التدريس المختصين بما يتوافق مع توصيف كل مقرر دراسي وأهدافه، ويُسهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب. كما بدأت الكليات العملية كالطب والهندسة والعلوم واللغات والتجارة هذا العام، تدريس مادة الفقه، بمقرر دراسي لكل قطاع يتضمن ما يحتاج الطلاب معرفته من القضايا المعاصرة ، فعلى سبيل المثال في الطب تعالج مادة الفقه قضايا تشريح الجثث ونقل الأعضاء وبنوك الأجنة وتأجير الأرحام وهدايا شركات الأدوية وغيرها إضافة إلى أخلاقيات المهنة والعلاقة بين الأطباء والمرضى. وأطلقت الجامعة تجربة الكتاب الإلكتروني دون إلغاء الكتاب الورقي، في عدد من المواد الدراسية ببعض الكليات، حيث نُشر على الموقع الإلكتروني للجامعة، ويجري تقييم هذه التجربة والتأكد من أنها في مصلحة الطلاب، قبل إقرارها في الكليات الأخرى. وحرصت جامعة الأزهر خلال العام ، على مواكبة التطور التكنولوجي، والقضاء على الدورة المستندية المعقدة، والإجراءات الروتينية التي تستنزف وقتا طويلا من خلال التحول إلى نظام الجامعة الذكية، حيث قامت بتدشين عدد من البرامج الإلكترونية داخل قطاعاتها المختلفة، مثل تدشين منظومة التحصيل الإلكتروني، للتيسير على الطلاب ومنعا للتكدس والزحام على منافذ سداد الرسوم بالكليات. وأطلقت الجامعة المرحلة الأولى من ميكنة أعمال الكنترولات بما يضمن المزيد من الشفافية وحصول كل طالب على حقه كاملا ، فضلا عن تنظيم برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس، لتدريبهم على وضع أسئلة الامتحانات والتصحيح إلكترونيا بما يسهم في قياس المستوى التعليمي الحقيقي للطلاب، وسرعة ودقة أعمال تقدير الدرجات. كما أطلقت الجامعة البرنامج التدريبي في مهارات الحاسب الآلي للطلاب المكفوفين بهدف تأهيلهم لأداء امتحاناتهم إلكترونيا ، وأتاحت التعلم لا مركزيا بمرحلة الدراسات العليا بمختلف القطاعات التعليمية عبر "الفيديو كونفرانس"، بالقاهرة وأسيوط. وأنشأت الجامعة قاعدة بيانات إلكترونية بكل الرسائل العلمية المسجلة بمختلف التخصصات ليتم إتاحتها على شبكة الإنترنت اعتبارا من العام الجامعي المقبل تيسيرا على الباحثين عند الحصول على براءة موضوعات رسائلهم. وبشأن جودة التعليم الجامعي حرصت جامعة الأزهر على الارتقاء بمستوى جودة التعليم الجامعي، حيث بلغ عدد الكليات الحاصلة على الجودة والاعتماد 14 كلية ، وفيما يتعلق بشأن الابتكار العلمي أحرزت الجامعة ثلاث جوائز ذهبية وأخرى فضية في المؤتمر الدولي الخامس للابتكار، الذي نظمته أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حيث فاز "مكتب تيكو جامعة الأزهر" بالمركز الأول على مكاتب التيكو بالجامعات المصرية وحصل على الجائزة الذهبية. وفاز الدكتور محمد جلال فرغلي أستاذ ورئيس قسم التعدين والبترول بكلية الهندسة جامعة الأزهر بقنا ومدير مكتب تيكو جامعة الأزهر بالمركز الأول والجائزة الذهبية في مجال الابتكارات العلمية عن ابتكار وحدة معالجة مياه الصرف الصناعي صديق للبيئة (سيكلووش) وحصد مسلسل الرسوم المتحركة "الأزهر"، الجائزة الذهبية عن أفضل عمل في مجال الثقافة العلمية والمجتمع، والمسلسل هو ثمرة تعاون بين الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بينما حصل أحد مشروعات التخرج التي نفذها طلاب جامعة الأزهر على المركز الثاني والميدالية الفضية في مجال "مشروعات التخرج" على مستوى الجامعات المصرية. وأدخلت الجامعة 7 رغبات جديدة إلى تنسيق القبول نظرا للإقبال المتزايد، وتم تحويل فصول الطب والصيدلة بأسيوط، وفصول الطب للبنات بدمياط إلى كليات وتحويل شعبة التربية بكلية الدراسات الإنسانية للبنات بالقاهرة إلى كلية التربية للبنات بالقاهرة. وفي مجال الأنشطة الطلابية حرصت الجامعة على التوسع في الأنشطة الطلابية العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية داخل الحرم الجامعي، منذ بداية العام الدراسي، بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بما يُسهم في اكتشاف المواهب، ورعايتها، وتنميتها، وتأهيلها للإسهام بفاعلية في خدمة الوطن. واحتضنت الجامعة خلال العام الدورة القمية لشباب الجوالة بالجامعات، كما استضافت الندوة التثقيفية العاشرة للقوات المسلحة، وغيرها من الفعاليات التي تعزز روح الولاء والانتماء للوطن، إضافة إلى المعسكرات البيئية التي تستهدف التوعية بمقومات التنمية المستدامة، والمعارض الخيرية للملابس المجانية، وقد تم لأول مرة هذا العام إقامة معرض دائم للكتاب بجامعة الأزهر لتوفير الكتب للطلاب في شتى مناحي العلم والمعرفة بأسعار مخفضة. وقد تصدرت جامعة الأزهر التصنيف الإفريقي للجامعات هذا العام، والذي ضم 14 جامعة إفريقية تمثل كل الأقاليم الجغرافية الخمس بالقارة، كما تقدم ترتيب الجامعة، في التصنيف الإنجليزي العالمي الأشهر «Qs» في سبتمبر 2018، الذي يشمل تقييم أكثر من 30 ألف جامعة حول العالم، وجاءت ضمن 6 جامعات مصرية فقط ظهرت في هذا التصنيف، وتقدم ترتيبها عربيًا 9 مراكز عن العام الماضي ، إضافة إلى ذلك فقد جاءت جامعة الأزهر ضمن أفضل 5 جامعات مصرية، وكذلك ضمن أفضل 10 آلاف جامعة على مستوى العالم في التصنيف الأمريكي "us news" ، وظهرت لأول مرة في تصنيف "تايمز" الإنجليزي للجامعات العالمية "THE" ، كما تقدم ترتيب الجامعة، في تصنيف "webometrics" الأسباني للمواقع الجامعية، وتجاوز ترتيبها أكثر من 300 جامعة في عام واحد بعدما أنشأ مكتب التميز، الموقع الإلكتروني الجديد للجامعة بمراعاة معايير التصنيف العالمية. ووقعت جامعة الأزهر خلال العام الجاري،عدة اتفاقيات للتعاون مع الجهات العلمية الدولية المختلفة كان من أهمها اتفاقيات التعاون مع جامعة "فريدريك ألكسندر إيرلانجن" بألمانيا، ووزارة الشئون الإسلامية الموريتانية (جامعة العلوم الإسلامية بلعيون)، والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بموريتانيا، إضافة لتوقيع مذكرتي تفاهم مع مركز الإمام البخاري للبحوث العلمية وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية في أوزبكستان، بما يُسهم في تبادل الخبرات العلمية والثقافية؛ ويرسخ التكامل الحضاري في خدمة الإنسانية جمعاء. كما وقعت الجامعة، العديد من برتوكولات التعاون مع الجهات المصرية المعنية لنشر وتشجيع ثقافة ريادة الأعمال، والبحث العلمي والإبداع والابتكار، والعمل الحر بين الطلبة والخريجين، بهدف فتح آفاق رحبة للطلاب تجعلهم قادرين على إقامة وإدارة مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، خاصة تلك التي تعتمد على الأفكار الابتكارية والإبداعية، وتطوير المشروعات القائمة، بما يؤهلهم للإسهام الفعَّال في دعم جهود التنمية المستدامة، وحل مشاكل المجتمع المحلي، والارتقاء بمستوى جودة الحياة. واستكمالا لدورها المجتمعي نظمت الجامعة خلال هذا العام 15 قافلة طبية لعلاج المرضى غير القادرين بمختلف المحافظات مجانًا، وتم تحويل أكثر من ألفي حالة حرجة إلى المستشفيات التعليمية التابعة للجامعة، كما تسهم كليات الطب الأزهر ومستشفياتها، بفاعلية، في مبادرات إنهاء قوائم انتظار الحالات الحرجة، والقضاء على فيروس "سي" والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، كما نظمت الجامعة عددا من القوافل الدعوية إلى مختلف المحافظات بما يُسهم في ترسيخ المنهج الأزهري، ونشر قيم الإسلام السمحة، وتفكيك الفكر المنحرف وتحصين المواطنين ضد التطرف.