5 شركات كبرى تسيطر على سوق التقاوى المستوردة.. وانتشار الأصناف المغشوشة مزارعون: نسبة الإصابة بالمرض فى الأصناف المستوردة مرتفعة منها الأسبونتا الدنماركى والكارا الألمانى لا تكاد تمر أزمة بشأن المحاصيل الزراعية، حتى تظهر أزمة لمحصول جديد، وكان ذلك واضحًا فى المشكلة الأخيرة الخاصة بارتفاع سعر البطاطس، والأكثر خطورة هو اكتشاف العديد من المزارعين أن التقاوى المستوردة للموسم الجديد بها أزمة كبيرة، وبعضها مصاب بالأمراض. حسب مزارعين فإن هناك مافيا تسيطر على سوق استيراد تقاوى البطاطس من الخارج، وغيرها من الدول الأخرى، موضحين أن هناك ارتفاعًا كبيرًا فى الأسعار بسبب تحكم عدد من رجال الأعمال فى سوق التصدير والاستيراد، وأن هناك بطاطس مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات دخلت السوق خلال الفترة الماضية. من جهتهم قال مزارعون، إن 5 رجال أعمال يسيطرون على سوق الاستيراد، ويتحكمون فى الأسعار، مؤكدين أنهم رفعوا أسعار تقاوى البطاطس إلى 3 أضعاف مقارنة بالموسم الماضى، وهو ما ينذر بكارثة كبيرة فى الموسم المقبل تتمثل فى ارتفاع الأسعار إلى أقصى درجة، ووقوع المستهلك تحت حصار التجار. المهندس خالد عبدالصمد، استشارى زراعى، قال إن هناك أزمة كبيرة فى أسعار التقاوى حاليًا بسبب تحكم عدد من الشركات فى أسعارها، لافتًا إلى وجود أزمة أخرى وهى وجود تقاوى بها نسبة مرض «الجرب» بشكل كبير، وذلك مخالف للمواصفات القياسية المعمول بها. وتساءل «عبدالصمد»، عن دور المهندسين التابعين للحجر الزراعى، والذين يتم إيفادهم للخارج إلى بلاد المنشأ، لفرز التقاوى قبل استيرادها ومتابعتها، موضحًا أن التقاوى الأسبونتا الدنماركى بها نسبة جرب كبيرة، وأن الإصابة فى الناتج قد تصل إلى 100فى المائة إذا أصبح الجو باردًا حتى مارس، وكذلك تقاوى البطاطس الكارا الألمانى. وأكد خالد عبدالصمد، الاستشارى الزراعى، أن الارتفاع الجنونى لأسعار تقاوى البطاطس ينذر بأن الفترة المقبلة ستشهد زيادة الطلب مع قلة العرض ولن يوفر السوق احتياج المستهلك من المحصول، لافتًا إلى أن غياب دور الحكومة عن إدارة ملف الزراعة، يؤدى إلى تكرار الأزمات وهو ما يشجع أيضًا على جشع التجار والاحتكار لأنه ليس هناك رادع يمنعهم عما يقومون به والضحية وسط هذا المزارع والمستهلك. وعن الأسعار قال مزارعون: إن طن تقاوى البطاطس من صنف كارا فرنساوى تخطى ال 24 ألف جنيه للطن، بينما بلغ صنف كارا فرنساوى استيراد شركات ب 21 ألف جنيه، موضحين أن هناك الكثير من المستوردين يبتعدون عن الأصناف الأسكتلندية مؤخرًا لكثرة الأمراض فى التربة الأسكتلندية مثل الجرب والعفن البنى. وقال المهندس محمد الجوهرى، أحد مزارعى الخضار بالدقهلية، إن ارتفاع أسعار تقاوى البطاطس فى السوق المحلى، شكل عقبة كبيرة فى العملية الإنتاجية، لدى المزارع الصغير وهم النسبة الأعلى فى مساحة الإنتاج، وبالتالى من حقهم أن تقف الدولة بجانبهم، وأن تدافع عن حقوقهم أو تساعدهم. وأكد «الجوهرى» ضرورة أن يكون استيراد التقاوى عن طريق التعاونيات، وهى تملك الأموال اللازمة للاستيراد، مطالبًا بأن تبدأ الدولة فورًا فى مشروع إنتاج البطاطس من البذور، وقد كان المركز الدولى للبطاطس لديه مشروع بذلك، موضحًا أن مصر تستورد تقاوى من الاتحاد الأوروبى (فقط) معظمها من هولندا ثم فرنسا والدنمارك وأسكتلندا والقليل من بلجيكا. وأوضح أن التعاون بين كليات الزراعة، وخاصة أساتذة التربية والوراثة والمحاصيل والبساتين، أمر حتمى، من أجل إنتاج كل أنواع التقاوى مع ضرورة منع القطاع الخاص من استيراد أى نوع من التقاوى. ولفت إلى أن سبب ظهور إصابات بمرض الجرب الفطرى فى بعض التقاوى المستوردة هو تغير الظروف المناخية وحالة الجفاف التى شهدتها دول أوروبا التى تستورد منها مصر التقاوى. وحسب تقرير لوزارة الزراعة، فإن إجمالى الطلبات المقدمة لاستيراد تقاوى البطاطس، التى تزرع الموسم الجديد والمقدمة للجنة التقاوى بلغت 157 ألف طن، حيث تزرع 3 عروات متلاحقة للمحصول وهى العروة النيلية التى تزرع فى أواخر أغسطس وسبتمبر ويليها العروة الشتوية (الأساسية) والتى تزرع فى أكتوبر ونوفمبر، وهما يزرعان بتقاوى كسر محلى ثم العروة الصيفية وتزرع فى ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوى مستوردة من الاتحاد الأوروبى. وقال الدكتور محمد فهيم، أستاذ التغيرات المناخية بوزارة الزراعة: إن مصر تستورد كمية من التقاوى تتراوح بين 120-170 ألف طن بقيمة تقترب من 2 مليار جنيه ويزرع منه حوالى 400 ألف فدان وينتج حوالى 5 ملايين طن تتجاوز قيمتها 20 مليار جنيه، ويضخ عملة صعبة بأكثر من 500 مليون دولار بما يعادل أكثر من 25فى المائة من قيمة صادراتنا الزراعية وحوالى 18فى المائة من حجم الصادرات الزراعية. الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، أكد أن هناك تحقيقات حول أصناف من التقاوى الدنماركية للتحقيق، بسبب ما أشيع عن إصابتها بمرض الجرب العادى بنسبة تتخطى المسموح بها. وأكد «العطار» فى تصريحات خاصة، تشكيل فريق من مهندس الحجر الزراعى؛ للكشف عن التقاوى المختلفة بمجرد نزولها مصر، وقبل نزولها للسوق المحلية منعًا لتفشى العدوى بين المحاصيل الزراعية. وأشار «العطار»، إلى أنه تم مصادرة صنفين تقاوى بهما فيروس، وجارى التحقيق فى صنف آخر من قبل لجان التفتيش.