داخل صحراء الوادى الجديد يتجول سعيد حمزة، المعروف بصائد الأفاعى، لتتبع أثر الأفاعى السامة بحذر وبمهارة عالية ثم يلاحقها داخل جحورها لاصطيادها وترويضها فى رحلة بحث تعتبر الأكثر خطورة فى يومه. يبلغ صائد الأفاعى 57 عامًا، ويعمل موظفًا بمكتب بريد الخارجة بالوادى الجديد، حيث جمع بين وظيفته بالمكتب والعمل فى صيد الأفاعى التى ورثها عن والده وذلك من أجل مساعدة أهالى قريته دون أى مقابل. ويقول: كنت أرافق والدى لأشاركه فى صيد الثعابين والأفاعى منذ أكثر من 45 عامًا حتى أتقنت فنون التعامل معها وترويضها وصيدها مع مرور الزمن، وعلى الرغم من تعرضى لمواقف خطرة عديدة كان من بينها إصابتى بعدة لدغات ونجوت من الموت المحقق فيها حتى استطعت اكتساب الخبرة يومًا تلو الآخر فى التعامل مع جميع أنواعها وأصبحت لا أخشى صيدها رغم خطورتها الكبيرة. ويتابع: ما يتم اصطياده من أفاع يتم تخزينها لمدة عام كامل حتى نستطيع تجميع أكبر عدد ممكن وفى نهاية العام تذبح الكمية المجمعة ونستخرج الجلود والدهون والزيوت منها للاستفادة منها أما فى صناعة الجلود أو معالجة مرضى السكر والأمراض الجلدية وتساقط الشعر. ويفيد بأنه على الرغم من أن مهنة صيد الأفاعى تحقق عائدًا ماليًا جيدًا حيث يختلف سم الثعبان والأفعى حسب الحجم والنوع والمكان إلا أنه رفض عروض كبيرة من شركات أدوية، مفضلًا مساعدة الفقراء وأهل قريته مجانًا. ويضيف: تنتشر الأفاعى مع بداية شهر مارس وتستمر حتى نوفمبر من كل عام لتخرج من جحورها للبحث عن الطعام والتقاط فرائسها ويتم استغلال هذه الفترة لنبدأ فى عملية البحث عنها مستخدم عصا خشبية صنعتها بنفسى لترويض الأفعى وعصا معدنية تشبة الكماشة للسيطرة على رأس الأفعى وبعد ذلك أضعها فى صندوق من البلاستيك حتى لا تهرب أو تلدغ حاملها فكلما وجدت فرصة للصيد سواء فى الليل أو النهار لا نتأخر عن فعل ذلك وبعد الانتهاء من عمليات الصيد تفرز الأفاعى حسب نوعها ودرجة سميتها لعزلها. ويتابع: فور الانتهاء من عملى بالمكتب ارتدى جلباب الصيد وأحمل معداتى الخاصة به وأصطحب عدد من أبناء القرية لتعليمهم فنون الصيد حتى أتمكن من نشر مهنة الصيد لأكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب حتى يستطيعوا حماية منازلهم وأسرهم البسيطة من هجوم الأفاعى والثعابين.