هجرة ثم لجوء ثم فوز في انتخابات الكونجرس الأمريكي، قصتان يصدق عليهما قول القائل "من رحم المعاناة يتولد الأمل". إلهان عمر لاجئة من الصومال، ورشيدة طليب ابنة لمهاجرين فلسطينيين تقطعت بهما السبل واستقر بهما المقام في الولاياتالمتحدة. سابقة لم تحدث من قبل، حيث أصبحت الديمقراطيتان إلهان عمر ورشيدة طليب أول امرأتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الأمريكي بنتيجة انتخابات منتصف الولاية 2018. فرّت هذه الشابة من بلدها الصومال في سن الثامنة. وبعدما أمضت أربع سنوات في مخيم لاجئين في كينيا، استقرت عائلتها أخيرا عام 1997 في مينيسوتا حيث تعيش جالية كبرى من دول القرن الإفريقي. وفي 2016، فازت الشابة الناشطة ضمن منظمة نافذة مدافعة عن الحقوق المدنية، بمقعد نيابي في ولايتها الصناعية حيث تعيش جالية صومالية كبيرة. وهي ذات الليلة التي فاز فيها ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة بعد حملة دعا فيها إلى منع كل المسلمين من دخول أمريكا. وقد صرحت لمجلة “إيل” في سبتمبر: “أنا مسلمة وسوداء، أغرمت ببساطة بالسياسة وما يمكن أن تنجزه”. وأوضحت أنها قررت الترشح “لتظهر ما يجب أن تكون عليه الأنظمة الديموقراطية التمثيلية فعلا”. وأضافت: “أنا أول امرأة ذات بشرة سمراء تمثل ولايتنا في الكونغرس، وأول امرأة تلبس الحجاب وتمثل ولايتنا، وأول لاجئة تم انتخابها في الكونغرس، وإحدى أولى النساء المسلمات اللواتي يصلن إلى مجلس النواب”. أما رشيدة طليب المولودة في ديترويت لأبوين مهاجرين فلسطينيين، ففازت في سن 42 عاما بمقعد عن ولاية ميشيغان. هذه المحامية هي أكبر إخوتها ال14. وفي 2008 أصبحت أول امرأة مسلمة تدخل برلمان ميشيجان المحلي. وقالت في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” في أغسطس الماضي: “أنا مرشحة بسبب الظلم ولأن أبنائي يتساءلون حول هويتهم كمسلمين”. وكانت أعلنت في مايو لشبكة “سي بي أس نيوز” أن انتخابها سيوجه: “رسالة قوية” لكل الولاياتالمتحدة مفادها “نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع ونريد أن نقدم له شيئا في المقابل مثل أي فرد آخر”. بنتيجة اليوم يرتفع عدد المسلمين في مجلس النواب الى ثلاثة، الى جانب عضو الكونجرس أندريه كارسون، المسلم من أصول إفريقية والذي أعيد انتخابه بسهولة في ولاية إنديانا التي تميل إلى الديمقراطيين أساسا. وتتناقض هذه النتيجة مع تزايد مشاعر معاداة المسلمين في البلاد. فقد أفاد مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية عن تزايد جرائم الحقد ضد المسلمين بنسبة 21% في أول ستة أشهر من عام 2018.