لم تكن واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مدينة اسطنبول التركية مطلع أكتوبر الجاري هي الأولى من نوعها في هذا الصدد، حيث وقعت حوادث مشابهة في بلدان عدة، نستعرض فيما يلي أبرزها. المهدي بن بركة.. غياب لا ينتهي
المهدي بن بركة سياسي مغربي، ويعد أكبر معارض اشتراكي للملك الحسن الثاني وزعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقية. اختفى في شهر أكتوبر 1965، بالحي اللاتيني بالعاصمة الفرنسية باريس، عندما اعترضه شرطيان فرنسيان قادوه لفيلا بضواحي باريس متسببين أنه سيلتقي شخصية مهمة يومين، بعد ذلك أعلن شقيق بن بركة عن اختفائه لدى الشرطة الفرنسية التي أنكرت آنذاك ضلوعها في القضية. ولم تزل إلى الآن جثة بن بركة مختفية، وقصة مقتله لم تعرف تفاصيلها بعد.
سليم اللوزي.. وفاة والدته كتبت الفصل الأول في نهايته
تسببت وفاة والدته في التسبب في اختفائه، هو الصحفي والروائي اللبناني سليم اللوزي، الذي ترأس مجلة الحوادث الأسبوعية. عرف عن "اللوزي" بمعارضته للدور السوري في الحرب الأهلية اللبنانية ما دفعه للفرار إلى لندن عام 1975، واتخاذها ملجأ ومنفا اختياريا له. وظل اللوزي في لندن يعارض التدخل السوري، لكن عندما علم بوفاة والدته في فبراير 1980، قرر السفر إلى لبنان. في لبنان اختطف اللوزي من قبل مجهولين على طريق مطار بيروت، وبعد ثمانية أيام وجدت جثته وعليها آثار تعذيب.
منصور الكيخيا.. ثورة ليبيا تفضح تورط القذافي في تصفيته
من الدبلوماسيين والسياسيين الليبيين البارزين الذين عارضوا القذافي وانحاز إلى حقوق الإنسان. عين القذافي الكيخيا وزيرا للخارجية بين 1972 و1973، ثم قدم الكيخيا استقالته ومارس المحاماة في طرابلس، وترافع بعدها عن معتقلين سياسيين في ليبيا. في سنة 1992، عقد ميثاقا لوحدة المعارضة في القاهرة، وهو ما أخاف نظام القذافي وجعله يخطط لوضع نهاية له، وكان ذلك ما حدث سنة 1993، أمام فندق السفير، في القاهرة بمصر. بعد الثورة الليبية في 2011، قائد المخابرات الليبية السابق، عبد الله السنوسي، خلال تحقيقات أُجريت معه في ليبيا بعد القبض عليه، أن الأجهزة الأمنية اختطفت الكيخيا من مصر، وتمّ قتله ودفنه في حديقة بإحدى الفيلات بالعاصمة الليبية طرابلس.
رضا هلال.. لغز عصيّ على الحل
صحفي شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، كما عمل صحفيًا في جريدة عراقية إبان حرب الخليج الثانية، وفي صحيفة العالم اليوم، وله كتب مؤلفة ومترجمة. اختفى رضا هلال في ظروف غامضة يوم 11 أغسطس 2003، وبعد ذلك التاريخ بعامين أعلنت جماعة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن اغتياله إلا أن ذلك لم يتأكد، ولم تقدم أجهزة الأمن أية تفسيرات عن حادثة اختفائه، كما تتردد شائعات عن وجود دور ما لجهاز مخابراتي ما في اختفائه. جمال خاشقجي.. الغموض سيد الموقف
يوم 2 أكتوبر الجاري، نشرت وسائل إعلام عربي وعالمية، خبر اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، فور دخوله قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية. بدروها لم تتطرق أي جهة سعودية لهذه الأنباء، في حين صرح مسئولون أتراك بأن "خاشقجي" لا يزال متواجدًا في السفارة السعودية ولم يخرج منها. بعدها خرج ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا عدم وجود "خاشقجي" بالقنصلية، قبل أن تقول وكالة رويترز في خبر عاجل يوم أمس، بأن الأمن التركي يرجح فرضية مقتل خاشقجي بالقنصلية.